وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الرويضي : اسرائيل تضع المقدسيين في كماشة بهدف خنقهم وجبرهم على الهجرة

نشر بتاريخ: 09/12/2014 ( آخر تحديث: 09/12/2014 الساعة: 22:45 )
اريحا - معا - استعرض المحامي احمد الرويضي مستشار ديوان الرئاسة لشؤون القدس الاوضاع القانونية والسياسية في القدس والانتهاكات التي ترتكبها اسرائيل بغرض تغيير التركيبة الجغرافية والديمغرافية في المدينة المقدسة.

جاء استعراض الرويضي خلال الندوة التي نظمتها جامعة الاستقلال اليوم في اريحا، وأداراها الدكتور أديب الخطيب مساعد رئيس الجامعة للعلاقات الدولية والعامة والاعلام، والذي كان قد استقبل الرويضي قبل الندوة التي كانت تحت عنوان "القدس في الاطار القانوني والسياسي".

وتحدث الرويضي عن الاجراءات الاسرائيلية الهادفة لتغيير معالم القدس العربية من خلال السياسات التي تستهدف الانسان والعقار والمقدسات في القدس، حيث لخض الوضع القانوني بالرؤية الاسرائيلية للقدس والتي تعتبر مواطني المدينة مقيمين وليس مواطنين وتطبق عليهم قانون الدخول لاسرائيل لعام 1952 وما يلحق ذلك من اجراءات الغاء الاقامة وسحب الهوية بهدف تقييد النمو الديمغرافي في القدس والذي وصل فيه عدد الفلسطينيين في القدس بشقيها الى نسبة 38% من مجمل سكانها، في حيث تخطط اسرائيل الى تقليص سكانها الفلسطينيين الى ما نسبته 13% من مجمل السكان، ومن هنا تأتي سياسة سحب الهويات ومنع الفلسطنيين من البناء وتقييد المساحة المسموح لهم البناء فيها في القدس الشرقية الى ما نسبته 12% من مساحتها، وحتى في هذه النسبة شرح الرويضي امام طلبة جامعة الاستقلال التعقييدات للحصول رخص البناء، وكل ذلك وفقا للرويضي بقصد اجبار المقدسيين الى البناء خارج حدود القدس بالمفهوم الاسرائيلي ليصبح المقدسي معرضا لسحب هويته، وهذه الاجراءات اجبرت 100 الف مواطن مقدسي تقريبا للاقامة خارج جدار الفصل العنصري من ناحية وهددت حوالي 20 الف منزلا اصبحت مهددة بالهدم، واستعرض الرويضي امام الطلبة الواقع القانوني للقدس في ظل القانون الاسرايلي والحاق القدس بالمؤسسة الاسرائيلية المدنية والقضائية، حيث اصبح المقدسي فريسة للمؤسسات المدنية لفرض الضرائب الباهظة واجراءات معقدة في حياته الخاصة لبناء حياته الاقتصادية وهو ما ينعكس على حياة المقدسي السياسية والقانونية، اضافة الى الزامه بالظهور امام المحاكم الاسرائيلية والتي اعتبرها الرويضي جزءا من منظومة تنفيذ البرنامج الاسرائيلي في القدس.

وتناول الرويضي في كلمته الاستيطان في القدس حيث اشار الى ان 60 الف وحدة استيطانية تخطط اسرائيل لتنفيذها حتى نهاية العام 2020 عدا عن جدار الفصل العنصري الذي يعزل المدينة عن محيطها الفلسطيني وجدار المستوطنات في غلاف القدس والذي يأتي ضمن برنامد القدس الكبرى الذي يسعى الليكود الاسرائيلي الى فرضها من خلال ضم اجزاء واسعه من اراضي المحافظات المحيطه لها، وهو ما يعني منع اي امكانية لقيام دولة فلسطينية بعزل القدس واستخدام هذه الاراضي المصادرة للبناء الاستيطاني وتقسيم الضفة الغربية الى كنتونات بعزل شمالها عن جنوبها من خلال مشاريع الاستيطان في منطقة شرق القدس وخاصة مشاريع مستوطنات معالي ادوميم وكيدار ومشروع E1 وترحيل البدو.
|307345|
وقال الرويضي ان تعامل القانون الاسرائيلي مع المقدسي على انه مقيم وضعه في كماشة من اجراءات المؤسسات الاسرائيلية وهدفها بالمجمل طردة من مدينة تمهيدا لتنفيذ مشروع المدينة اليهودية في اطار مفهوم الدولة اليهودية التي تنادي فيها الحكومة الاسرائيلية الحالية.

وتناول الرويضي موقف القانون الدولي المعتبر للقدس محتلة بموجب قرارات دولية صادرة عن مؤسسات دولية منها الامم المتحدة ومحكمة العدل الدولية
في لاهاي ونص الاعتراف بدولة فلسطين كعضو مراقب في الامم المتحدة التي اعترف بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وبالطبع عاصمتها القدس، واشار الى ان امكانية محاكمة اسرائيل امام محاكم جنائية دولية ممكنه وهو ما سيتم قريبا في ضوء برنامج الرئيس محمود عباس الحالي بالتوجه الى مجلس الامن لتحديد سقف زمني لانهاء الاحتلال.
|307346|
واعتبر الرويضي ان الجهد القانوني يسنده عادة الجهد السياسي والشعبي، والقرار السياسي بالتعامل مع القانون الدولي كمرجعية في اطار انهاء الاحتلال وهو ما تتعامل مع القيادة السياسية الان بدراستها كل ابعاد اجراءات اسرائيل في القدس وخاصة سياسات هدم المنازل وابعاد المواطنين والاعتقال الاداري والحصار الاقتصادي والاجتماعي.

وركز الرويضي في الندوه على الاوضاع في البلدة القديمة وبشكل خاص ما يتعرض له المسجد الاقصى من محاولات لتقسيمه زمانيا ومكانيا، وقال الرويضي ان الشعب الفلسطيني وقيادته لهم قرار واضح بالدفاع عن المسجد الاقصى وتحمل كافة النتائج المترتبة على ذلك، مشيرا الى مفهوم الحرب الدينية التي تحاول اسرائيل جر المنطقة والعالم لها واشعال فتن طائفيه ودينية من خلال استهدافها للمسجد الاقصى وهو ما يحرق ايدي كافة دول العالم.
|307347|
ولخص الرويضي موقف القيادة الفلسطينية واجراءاتها وآلية متابعتها لقضية القدس على المستويين السياسي والقانوي. واجاب على اسئلة الطلبة.

وشكر الدكتور الخطيب مساعد رئيس جامعة الاستقلال للعلاقات الدولية والعامة والاعلام المحامي الرويضي على حجم المعلومات التي قدمها حول واقع القدس وصمود المقدسيين امام اجراءات طردهم وتهجيرهم واستهداف مقدساتهم وعقاراتهم، واشار الى اهمية فهم الطلبة ومتابعتهم لقضية القدس واطلاعهم على كافة التفاصيل المرتبطة لها كجزء من برنامج الجامعة في زيادة الوعي القانوني والسياسي لطلبها وخاصة من الطلبة الحقوقين.