|
غُرّتهُ سُنبلة - إلى الشهيد زياد أبو عين
نشر بتاريخ: 10/12/2014 ( آخر تحديث: 11/12/2014 الساعة: 00:18 )
المتوكل طه
سيدخلُ عمّا قليلٍ علينا ويُلقي السلامَ ، ويجلس ُ مبتسماً .. ثمَ يُشْعِلُ سيجارةً، أو يُنادي على نادلِ الليلِ؛ هَبْ لي بلا سُكّرٍ قهوتي الغائمة. يردُّ بإصبعهِ شَعْرَ غُرّتهِ فهيَ مُهمَلَةٌ مثل سنبلةِ الجدولِ الناعمة ! يُطمْئنُنا أنّه سوف يزرعُ ما خلعوا.. بل يغطّي المدى بغاباتِ نظرتهِ ، أو يثوبُ إلى رشْدِهِ قائلاً ؛ سترى كيف أجعلها جنّةً ، مثلما بدأت في كتابِ الزمانِ ، مُعَلّقةً عارمة ! لن يتركوكَ تُتَمِّمُ فكرتنا الحاكمة .. فليقتلوني ، إذنْ ، دون حقّي ، ولا عيْش للأنفسِ الراغمة . ثمّ يسأل عمّا جرى في الدهاليز ، ينصتُ، يقطعُ، ينفي، يُصادقُ ، يضربُ كفّاً بكفٍ، وتطفحُ عيناهُ .. يكوي الذي قد يراهُ .. وتبقى على حالها عائمة . كان يجمعُنا مثلما تفعلُ الأُمّهاتُ بلا موعدٍ ، حولَ قصّتنا الغارمة . ويدهشهُ أنّنا في العزاءِ المُقيمِ وأنّ قيامتَهُ .. قائمة ؟ سيضحكُ منّا ؛ فَهَذي البدايةُ للشجرِ الحُرِّ حتى يظلَّ على عَرْشِهِ الأبديِّ .. وليس َ كما تهجسُ الخاتِمة . وأسألُ ؛ كم مرّة سوف يأخذكُ النايُ للسجنِ والجرحِ والغازِ .. حتى انتباهةِ عينيكَ في برزخِ الظُلمةِ الدّاهمة ؟ وكم مرّة ستموتُ ، ليعرفَ مَن غابَ، أنّكَ قلبُ الترابِ ونارُ الصفيحِ ودربُ المسيحِ وأنكَ ماضٍ ولن تستريح .. لتشعلَ جمرَتَنا الفاحمة . ومَن سنُمازحُ في سهرةِ الأصدقاءِ إذا التبسَ الحرفُ،عَمْداً، ولا مَن يُفارقُ معنى الحكايةِ لكنَّه الحُزنِ يغلبُ أفراحنَا القاتمة . ومَن سيجيءُ ، وقمصانُهُ غيمةٌ لا تبالي ، فيمطرُ من ظمأٍ للسهولِ إذا عَزَّ فَيْضُ السيولِ وجفَّت ينابيعها الهائمة ؟ تجلّيتَ يا صاحبي مثل زيتونةِ الحقلِ ، أو مثل ليمونةٍ طبعوا خدّها للعروس ، وأكملتَ زينتك َ، اليومَ ، فاخرُجْ علينا لنعرف أنّ البلادَ لها عشقُها المستحيلُ، وأنّ لأعراسها الأخْذةُ الحاسمة . |