وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

هكذا استشهد زياد أبو عين

نشر بتاريخ: 10/12/2014 ( آخر تحديث: 11/12/2014 الساعة: 08:37 )
رام الله - خاص معا - قبل دقائق قليلة فقط على استشهاده، قال الضابط الدرزي للوزير زياد أبو عين، رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان: زياد أبو عين ارجع لورا، قبل أن يقوم بخنقه بيديه الاثنتين، قبل أن يقوم جندي آخر بنطح الوزير برأسه وهو يعتمر خوذته على قلبه مباشرة.

لم تنته جريمة الاغتيال المدبرة هنا، بل قام جندي ثالث بضرب أبو عين بعقب البندقية على رأسه من الخلف، فسقط الوزير على الأرض، وبدا التعب والإعياء واضحين عليه.

وعلى الفور ألقى جنود الاحتلال أكثر من أربعين قنبلة غاز مسيلة للدموع مرة واحدة نحو المتواجدين الذين حاولوا إبعاد جنود الاحتلال عن أبو عين، ليسقط أبو عين على الأرض، وهو غير قادر على التنفس، في ظل الغيمة الكبيرة من الغاز المسيل الذي خيم على المنطقة.

بقي الشهيد الوزير يقاوم الموت، وجلس على الأرض وسط محاولات من بعض الموجودين، ومنهم مدير الاعلام في الهيئة ثائر شريتح، وجميل البرغوثي قال مدير مركز المعلومات في هيثة، اللذين كانا يحاولان تقديم الإسعاف الأولي له.

ولكن جنود الاحتلال اعتدوا على كل من حاول تقديم المساعدة له، وحاولوا منعهم من مساعدته، إلا أن إصرار الشبان المتواجدين على مساعدة الشهيد الوزير أبو عون جعلتهم يشتبكون مع جيش الاحتلال ويبعدونهم عن المكان.

وحاول الشبان المتواجدون في مكان الاغتيال إبقاء الشهيد أبو عين على قيد الحياة، لكن كانت تعوزهم المعلومات حول الإسعافات الأولية، فحاولوا بشهامتهم أن يساعدوا الشهيد على التمسك بخيط الحياة القصير المتبقي، فكانت كلماته الأخيرة قبل دقائق معدودات على استشهاده: أنا تعبان تعبان، لقد اعتدى علي جنود الاحتلال بعنف شديد، ولكن عنفهم لن يثنينا عن مواصلة نضالنا وكفاحنا ضد الاحتلال حتى كنسه من أرضنا.

وبعد أقل من ربع ساعة على إصابة الوزير الشهيد، وصلت سيارة الإسعاف، ولكن الوقت كان قد نفد، لتذهب محاولات المناضل الفلسطيني الكبير البقاء على قيد الحياة أدراج الرياح، ليعلن عن تسليم روحه إلى بارئها أمام كاميرات التلفزة وعلى الهواء مباشرة.

وكان الشهيد الكبير، ولدى وصوله إلى المنطقة التي كان يجب أن تتم زراعة أشجار الزيتون فيها لمنع مصادرتها لصالح الاستيطان، قام بمصافحة كل من تواجد من موظفي الهيئة والناشطين وأهالي المنطقة والصحفيين، وقال كلمته الأغرب: اليوم سأحرج إسرائيل أمام العالم، ليصدق الرجل كما كان دوماً، ليكون أول وزير فلسطيني تغتاله قوات الاحتلال، ولكن هذه المرة على الهواء مباشرة، في جريمة موثقة عبر كل وسائل الإعلام.