وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

أحرار: عميد الأسرى الإداريين محمود شلاتوه يطالب بوضع حد لمعاناته

نشر بتاريخ: 11/12/2014 ( آخر تحديث: 11/12/2014 الساعة: 12:01 )
رام الله- معا - منذ قرابة ثلاث سنوات وهو ينتظر موعدا لحرية طال اشتياقه لها مع كل يوم يمضيه داخل السجون، لم يسمح له الاحتلال بالخروج من مقابر الاحياء عبر إحدى وسائله الأكثر فتكا بحياة الاسرى وحريتهم، إنه الاعتقال الاداري.

في كل مرة يتحضر ويتهيأ فيها الاسير محمود أحمد شلاتوة (32 عاما) للحرية والخروج من حياة الأسر يأتي الاعتقال الاداري من جديد بأمر من الاحتلال ليجهض ذلك الحلم الانساني النبيل، عشر مرات تم فيها تجديد ذلك النوع من الاعتقال بحقه، وتم فيها وأد ذلك الحلم الذي يراود كل غائب عن الحرية.

“عميد الأسرى الإداريين” هو اللقب الذي اطلق عليه بصفته أقدم أسير إداري لا زال يمكث في السجون والمعتقلات الاسرائيلية، لقب يراه الأسير كوسام شرف يتقلده في محنة الأسر.

بعد زواجه بثمانية شهور فقط اعتقل الاحتلال الاسير شلاتوة من قرية عابود قضاء رام الله وحرمه بذلك من حياة أسرية لطالما تمناها، ولكن انهى الاعتقال تلك الحياة قبل أن تبدأ وجعل زوجته تعاني فراقه حتى اللحظة، ولكنها رغم ذلك تقف بثبات وصمود بجانب زوجها، تسانده وتؤازره وكلها أمل أن تراه حرا طليقا ذات يوم.

وكما يعاني الأسير من بشاعة وبغض الاعتقال الادراي تشاطره عائلته نفس الألم والمرارة، تتحدث زوجته سندس عصفور (20 عاما) لمركز “أحرار” لدراسات الاسرى وحقوق الانسان عن شيء من تلك المعاناة التي تتذوقها في كل مرة تترقب فيها الافراج عن زوجها من بين أنياب الاعتقال الاداري، فتقول:” في كل مرة نهيئ أنفسنا لاستقباله نصاب بالصدمة وخيبة الأمل عندما نتفاجأ يتجديد الاعتقال الإداري له من جديد”.

جانب آخر من تلك المعاناة يتمثل بحرمانها من زيارته، فقد منعها الاحتلال من استصدار تصاريح لزيارة زوجها داخل الأسر بعد استشهاد شقيقها قبل عامين، فمنذ ذلك الوقت لم تزره ولم تتمكن من رؤيته ولو من خلف القضبان، أو سماع صوته عبر سماعة هاتف أثناء زيارة ما له داخل محبسه.

منذ اعتقاله بتاريخ 152012 لا يزال شلاتوة والذي يقبع حاليا في سجن النقب الصحراوي مرهونا بمزاجية الاحتلال ومحاكمه العسكرية الصورية التي لا تدع للحرية مجالا كي تطرق أبواب أحلام الاسير المكبل والتي يتوق من خلالها للعودة لحياة الحرية مجددا، وبالرغم من حصوله على حكم جوهري إلا أن الاحتالال سحبه لاحقا ليمكث الاسير مزيدا من شهور وسنوات عمره داخل الأسر، لا سيما وأنه امضى سابقا ست سنوات متواصلة في الاعتقال.

تشير زوجة الاسير شلاتوة أنه جرى مؤخرا تجديد الاعتقال الاداري لزوجها لثلاثة شهور جديدة، وأوضحت أنه وبحسب ما أخبرهم به الاحتلال سيكون هذا التجديد هو الأخير ومن المقرر أن يطلق سراحه في 25112014، ولكن تشكك العائلة في نوايا الاحتلال، ولا تأخذ تلك الوعود على محمل الجد كونهم تم خداعهم سابقا عدة مرات لم يصدق فيها الاحتلال بما يقطعه على نفسه من وعود.

تطالب عائلة شلاتوة وعبر مركز “أحرار” بضرورة العمل على الافراج عن الأسير محمود وإنهاء معاناته، وتناشد جميع الجهات الحقوقية المختصة بالوقوف على مسؤولياتها تجاه الأسرى والعمل نحو اطلاق سراحهم.

مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى فؤاد الخفش أكد أن الاعتقال الاداري جريمة بشعة بحق الأسرى وعائلاتهم، وحث الجهات الحقوقية بضرورة السعي الدؤوب نحو إنهاء هذا الاعتقال مشيرا أن ما يقارب من 600 أسير فلسطيني لا زالوا في ذمة الاعتقال الاداري من بينهم نواب في المجلس التشريعي الفلسطيني.