|
جلسة طارئة لمجلس الوزراء تبحث تداعيات استشهاد أبو عين
نشر بتاريخ: 11/12/2014 ( آخر تحديث: 11/12/2014 الساعة: 15:16 )
رام الله- معا - أكد مجلس الوزراء على القرارات التي اتخذتها القيادة الفلسطينية في اجتماعها مساء أمس برئاسة الرئيس محمود عباس، بتحميل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة النكراء، والمطالبة بتشكيل لجنة تحقيق دولية في استشهاد الوزير زياد أبو عين، وتجديد مطالبة المجتمع الدولي بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
واستهل مجلس الوزراء جلسته الطارئة التي عقدها في رام الله اليوم الخميس برئاسة د. رامي الحمدالله رئيس الوزراء بتلاوة الفاتحة على روح الشهيد القائد الوزير زياد أبو عين الذي اغتالته قوات الاحتلال بدم بارد أثناء تأديته واجبه الوطني في الدفاع عن أرض فلسطين ووقوفه في وجه إرهاب الإحتلال واستيطانه الزاحف وجداره. وشدد المجلس على أن الحكومة الفلسطينية وهي تنعي إلى جماهير شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية القائد الشهيد، فإنها تؤكد على أن جماهير شعبنا الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، وهي تقف وقفة اعتزاز وإكبار وتنحني تقديرا وإكراما لروح الشهيد القائد الذي سقط على أرض فلسطين الطاهرة، فإنها تؤكد لكافة أحرار العالم على أن اغتيال الشهيد القائد رئيس هيئة مقاومة الجدار والإستيطان لن يثنينا عن مواصلة مسيرتنا النضالية للدفاع عن هذه الأرض بإصرار أكبر وعزيمة أشد، حتى نيل حقوقنا الوطنية المشروعة وفاء لدماء شهدائنا الأبرار الذين ضحوا بحياتهم لينال شعبنا الفلسطيني حريته واستقلاله، وإنجاز إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. وأكد رئيس الوزراء على أنه في ظل هذه اللحظة التي تمتزج فيها مشاعر الحزن والألم، بمشاعر الإعتزاز والأمل حيال الحاضر والمستقبل معاً، تترجل روح شهيدنا المناضل الكبير من علياء سماواتها لتدلف إلى هذه القاعة، تحضر بكامل ألقها مفعمة بالحيوية، يلقي علينا التحية، وتودعنا واحداً واحداً وتظل بيننا، ملء الذاكرة، على اتساع مساحة الوطن، تحثنا على الصمود ومقاهرة المحتل بشموخٍ وغضب، وتدلنا بيقينٍ بالغ على الضوء في آخر النفق. وكأننا نرى أبا طارق يتربع بيننا، يرفع يده محيياً، يوزع ابتسامته علينا، نحن أخوات وأخوة الشهيد القائد، ولا يبخل بمداعباته وبفوضويته العفوية، وبحيوية وفطنة لم تغادرا قلبه وعقله. |307632| وأضاف رئيس الوزراء إلى أن المقام ليس مقام رثاء قائد لم تجف دماؤه بعد، ولا المقام يتسع لاستدعاء تاريخ قائد مقاتل شجاع، مضى تاركاً لنا المبادئ لنعمل على هديها، مستودعاً فينا الحلم لنواصل الإعتصام به في وجه المحتل، والأمل الذي نمسك به بقوة حتى نظفر بالحرية وننال شرف الإستقلال. وأشار رئيس الوزراء إلى أن القائد الشهيد قد أدرك بفطنته ونفاذ بصيرته، أن الرباط الأول، وأن الخطوة الأولى على الطريق الطويل، وكذلك النداء الأول والكلمة الأولى تتلى من الأرض، فكان بذلك يمسك برأس الخيط في معركة كفاحنا الوطني ويقبض بكلتا يديه على الزمام، وأن الأرض كانت باذخة الحضور في كل سكناته وتحركاته، يشخص إليها ببصره دائماً، وهو يقبع لسنوات في سجون الإحتلال، إذ على امتداد سنوات حياته من الكفاح المجيد، قامت رمزية الأرض واختلطت بعيداً وعميقاً في وجدانه، أرض فلسطين البوصلة والمرسى، ميناء الوصول، شهادة ميلاد، وبعث ميلاد، وخاتمة اكتمال فصل القيامة الفلسطينية، وكما كانت فلسطين على مدى التاريخ، بيت إيمان وساحة نزال ومنارة سلام معاً، كانت أرض فلسطين المحمولة على صهوة فرس مجنح، تتوغل في أعماق وجدانه بلا هواده، تسكن قلبه، وحدقات عيونه، بثقة ودعة واطمئنان لا حد حده، ثقة لم يخامرها الإرتياب لحظة، ودعة لم يشوبها القلق أبداً، واطمئنان لا نهائي، بأن مبتدأ فلسطين وخبرها، قمح خبزها، وبدر ليلها تقوم في عروقه، وأن زيت زيتونها يجري في داخله مجرى الدم، من شهقة الميلاد الأولى إلى الزفرة الأخيرة. والحق أن المحتلين الغزاة، لن يدركوا عمق ومتانة هذه الرابطة المحكمة بين فلسطين والمرابطين على أرضها، ولن يعوا شدة عروة النسيج التاريخي والوطني الذي أوثق أرض فلسطين بقلوب أبنائها. وأكد رئيس الوزراء: "أن على هذه الأرض المباركة خلقنا، وعلى أديمها نحيا ونموت، جذورنا في أعماقها ضاربة، في ترابها نزرع، ومن مقالعها نعمر ونشيد، نحن أهل فلسطين، أصحاب أرضها، ومفاتيح بيوتها ومساجدها وكنائسها، نواصل الصمود على أرضها إلى ما شاء الله، إلى أن نستعيد قدسنا الخالدة، ونقيم دولتنا المستقلة الآتية بإذن الله. ورحم الله الشهيد القائد وكل شهداء شعبنا ونستذكر في هذا المقام الجلل وصية شهيدنا وقائدنا الرمز أبو عمار "ليس منا، وليس فينا، وليس معنا من يفرط بحبة تراب من تراب فلسطين". |