|
مركز الدراسات المعاصرة يعقد منتداه الفكري السادس حول القدس والمخاطر التي تحيط بالاقصى المبارك
نشر بتاريخ: 21/08/2007 ( آخر تحديث: 21/08/2007 الساعة: 14:14 )
بيت لحم- معا- طالب الشيخ رائد صلاح - رئيس الحركة الإسلامية في الداخل - الى ضرورة الإستجابة الإيجابية الفورية لإنشاء صندوق إسلامي عربي عالمي لإنقاذ المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس، مؤكداّ أنّ المؤسسة الإسرائيلية تسعى اليوم الى تحقيق هدفين إستراتيجيين أولها تهويد مدينة القدس وثانيهما تقسيم المسجد الأقصى المبارك بين المسلمين واليهود، وأنّ المؤسسة الإسرائيلية تسعى الى تحقيق هذين الهدفين بقوة إحتلالها لفرض هيكل مزعوم.
ووصف الشيخ رائد صلاح أنّ ما يمرّ به المسجد الأقصى اليوم هو أخطر مرحلة في تاريخه، وهو أخطر من الحروب الصليبية والتتارية ، وجريمة إحراق المسجد الاقصى ، رغم خطورة الأحداث المذكورة. في نفس الوقت قال أكاديميون ومختصون في شؤون القدس ان ما يتهدد المدينة والمسجد الاقصى بات ينذر بكارثة حقيقية مع اكتمال مخطط جدار الفصل، وتصاعد وتيرة الاستيطان والتهويد، وخلص هؤلاء المختصون إلى وضع توصيات يمكن ان تسهم في إنقاذ القدس والمسجد الأقصى من خطر التهويد والتدمير. جاء ذلك خلال فقرات المنتدى الفكري السادس الذي نظمه "مركز الدراسات المعاصرة - ومقره في أم الفحم " يوم السبت 18-8-2007 في كلية هند الحسيني في القدس ، تحت عنوان " القدس والأقصى في خطر-40 عاماً على إحتلال شرقي القدس والمسجد الأقصى "، شارك فيه عدد من العلماء والأكاديميين والباحثين المختصين في شؤون القدس والأقصى، وحضره جمهور كبير من أهل القدس وأهل الداخل. وقد تولى عرافة وإدارة فقرات المنتدى الأستاذ صالح لطفي- باحث في مركز الدراسات المعاصرة-، واستهل المنتدى الفكري بقراءة آيات من الذكر الحكيم تلاها الشيخ أسامة العقبي ، وألقى الدكتور إبراهيم ابو جابر - مدير مركز الدراسات المعاصرة - كلمة الترحيب والشكر للمشاركين والحضور ولكلية هند الحسيني التي إستضافت " المنتدى الفكري السادس". معاناة المقدسيين في الجلسة الأولى من فقرات المنتدى تحدث أولا المهندس مصطفى ابو زهرة - عضو الغرفة التجارية في القدس - والذي عدد في كلمته معاناة المقدسيين في بيت المقدس على جميع المحاور الإجتماعية والدينية والإقتصادية، وتطرق أبو زهرة إلى هدم البيوت في شرقي القدس مشيرا إلى إحصائية إسرائيلية تبين أن هناك 28 ألف بناء عربي "مخالف" وعشرون ألف وحدة سكنية "غير قانونية" بحسب الإدعاء والتعبير الإسرائيلي ، كما أوضح المعاناة التي يتحملها أهالي القدس نتيجة منع البناء وقربها من المستوطنات ، وأسهب أبو زهرة في الحديث عن آثار الجدار الفاصل على القدس وأهلها والذي أثر على الحركة التجارية والسياحية فيها. وتحدث عن منع السلطات الإسرائيلية إقامة المؤتمرات والندوات الداعمة لصمود أهل القدس ، ومنع المسيرات والاحتفالات ، في حين يتم السماح لليهود بإقامة احتفالاتهم الدينية بحرية، كما تواصل السلطات الإسرائيلية إغلاق المؤسسات الوطنية والشعبية الفلسطينية، ونوه إلى الأضرار التي تعود على أملاك أهالي القدس بسبب قانون أملاك الغائبين. واستعرض المهندس مصطفى ابو زهرة ما يتعرض له سكان المدينة من ملاحقات شديدة من قبل مؤسسات الضريبة والبلدية والشرطة والتضييق على التجار واصحاب المحلات, ورفع قيمة المخالفات والغرامات بغية ترحيل الناس واخراجهم منها. وذكر ابو زهرة أنّ الارنونا وحدها تشكل هاجسا كبيرا، فاكثرية المقدسيين ملاحقين من البلدية بسبب الديون المتراكمة عليهم, ومع اكتمال الجدار فان رصدوملاحقة المواطنين يتم عند مداخل المدينة عبر الحواجز التي تقيمها تلك السلطات بالتنسيق مع الشرطة، هذا الى جانب سحب اكثر من 1600 هوية خلال الاعوام الاخيرة. الإستراتيجيات الإسرائيلية لتهويد شرقي مدينة القدس هذا وتحدث الدكتور إبراهيم ابو جابر عن إستراتيجية تهويد شرقي مدينة القدس، مفصلا ذلك بوضع المؤسسة الإسرائيلية استراتيجيات على محاور متعددة لتهويد شرقي القدس ، منها نقل عشرات الدوائر الحكومية الإسرائيلية للقدس كعنصر تعزيز لتهويد القدس ، إقامة القدس الكبرى وتطويق القدس بالمستوطنات ، الدعم المالي الكبير عبر محفزات لتشجيع انتقال سكن اليهود في القدس من أنحاء متفرقة في البلاد ، بالإضافة الى المحفزات الصناعية وخطط محاولة أسرلة المجتمع الفلسطيني في القدس. وذكر الدكتور إبراهيم أبو جابر أن المؤسسة الإسرائيلية اعتمدت سياسة الأحزمة لمحاصرة البلدة القديمة في القدس وخنق المسجد الأقصى، وقال الدكتور ابو جابر :"انه على صعيد هذا الموضوع فان اسرائيل تمكنت من خلال خطة الفصل وإقامة جدار الفصل العنصري حول المدينة الى اخراج اكثر من خمسين الف مقدسي خارج حدود المدينة، وبالتالي تخفيض عدد الفلسطينيين من نسبة 34% الى حوالي 20% وربما اقل من ذلك، وهو ما يعني تحويل الفلسطينيين الى اقلية صغيرة ضعيفة قابلة للمساومة او الترحيل". واضاف ابو جابر:" لقد استخدمت اسرائيل وسائل وامكانيات واجراءات كبيرة لتحقيق اهدافها فعلى صعيد المدينة سعت الى ضرب المؤسسات الفلسطينية فيها من خلال الاستحواذ على القطاع التعليمي والصحي والتجاري، وقد بدأ ذلك برفع مستوى استيعاب مدارس الحكومة الاسرائيلية ( البلدية ) للطلاب العرب حيث يبلغ مجموع طلبتها حاليا اكثر من ثلاثين الفا، فيما تضم المدارس الخاصة والمدارس الحكومية الفلسطينية حوالي 18 الفا ". واوضح ابو جابر انه على صعيد التهويد والاستيطان فان اسرائيل تمكنت من ربط كافة الاحياء الاستيطانية بالمدينة حتى تلك التي تقع خارج القدس وذلك عبر انفاق وشوارع خاصة, في الوقت الذي قلصت فيه احتكاك العرب بمدينتهم, واوجدت بينهم الحواجز والعوائق ،وقال:" انه على صعيد هذا الموضوع فإن اسرائيل تمكنت من خلال خطة الفصل واقامة جدار الفصل العنصري حول المدينة الى اخراج اكثر من خمسين الف مقدسي خارج حدود المدينة، وبالتالي تخفيض عدد الفلسطينيين من نسبة 34% الى حوالي 20% وربما اقل من ذلك، وهو ما يعني تحويل الفلسطينيين الى اقلية صغيرة ضعيفة قابلة للمساومة او الترحيل. وقال: "لقد استخدمت اسرائيل وسائل وامكانيات واجراءات كبيرة لتحقيق اهدافها فعلى صعيد المدينة سعت الى ضرب المؤسسات الفلسطينية فيها من خلال الاستحواذ على القطاع التعليمي والصحي والتجاري، وقد بدأ ذلك برفع مستوى استيعاب مدارس الحكومة الاسرائيلية ( البلدية ) للطلاب العرب حيث يبلغ مجموع طلبتها حاليا اكثر من ثلاثين الفا، فيما تضم المدارس الخاصة والمدارس الحكومية الفلسطينية حوالي 18 الفا. واوضح ابو جابر :" انه على صعيد التهويد والاستيطان فان اسرائيل تمكنت من ربط كافة الاحياء الاستيطانية بالمدينة حتى تلك التي تقع خارج القدس وذلك عبر انفاق وشوارع خاصة, في الوقت الذي قلصت فيه احتكاك العرب بمدينتهم, واوجدت بينهم الحواجز والعوائق, وقال ابو جابر :" لقد منحت هذه الدولة كل طالب ياتي للعيش في القدس ويوافق على تغيير مكان سكناه 1500 شيكل شهريا لمدة عام ان التحق بمراكز الهايتك" التعليم التكنولوجي " اضافة الى مبلغ عشرة الاف شيكل لطلاب الدرجة الثانية"الماجستير " ومنحة اخرى بقيمة 30 الف شيكل". الإحتلال الإسرائيلي يستغلّ الظروف السياسية لتمرير مخططاته أما الدكتور الشيخ عكرمة صبري - رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس وخطيب المسجد الأقصى - فأكد أن هناك مخطط إستراتيجي للإعتداء على المسجد الأقصى المبارك وأنّ ذلك مرتبطا في الظروف السياسية محليا وإقليميا وعالمياً وفلسطينياً ، وأن الإحتلال الإسرائيلي يستغلّ هذه الظروف لتمرير مخططاته ، وقال الدكتور عكرمة صيري :" ان التخطيط لتهويد المدينة بدأ قبل الحرب العالمية الاولى حين كانت القناصل الاجنبية تمارس ادوارا سياسية في الوقت الذي كانت فيه تنتقص من دور الدولة العثمانية، وتزامن هذا مع استراتيجيات عدائية ، هذا واعتبر الشيخ صبري ما يجري من انقسام في الصف الفلسطيني بالامر المؤلم قائلا :" لطالما حذرنا من خطورة الانقسام والتناحر، وهو يؤثر سلبا علينا في القدس". واشار صبري الى ان بلدية الاحتلال اعتبرت ساحات المسجد الاقصى ساحات عامة، وان المسلمين لا يملكون سوى مبنى المسجد ومبنى قبة الصخرة وهو الامر الذي يرفضه المسلمون ويصرون على اعتبار ان المسجد الاقصى يبدأ من ابوابه الخارجية ويضم جدرانه و144 دونما بينها ، وقال رئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ الدكتور عكرمة صبري ' لقد قلنا مرارا أن بوابات المسجد الأقصى وجدرانه الخارجية هي جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك، وأوضح أن الأحداث الخارجية والداخلية تشجع السلطات الإسرائيلية على تنفيذ مخططاتها، خاصة في ظل الظروف المأساوية والانشقاقات المؤلمة، وقال ' لقد حصل أن تدخلت الشرطة الإسرائيلية في شؤون وإدارة المسجد الأقصى بطريقة وبأخرى في أسلوب مباشر وغير مباشر، وقامت بملاحقة المصلين الذين يثبتون وجودهم في المسجد الأقصى. وأكد أن تواجد المصلين في باحات المسجد الأقصى هو حماية له للحفاظ عليه، قائلا :" إن تواجدنا فيه هو عبادة وإثبات لحقنا الشرعي وهذه أمانة كلفنا بها من الأجيال السابقة وأجدادنا والصحابة الكرام، الذين وضعوا الأمانة في أعناقنا، وكل جيل سيعطيها للذي يليه لأننا ملزمون بالحفاظ على هذه الأمانة " ،ونوه الشيخ صبري إلى أن حريق المسجد الأقصى في عام 1969هو جزء من المؤامرة على المسجد الأقصى، الهادفة إلى ملل شعبنا واليأس من الثبات، وأضاف :" إن حريق الأقصى لن تنساه الأجيال، فهو وصمة عار في جبين المتآمرين، وشكل حافزا لأهل فلسطين للاهتمام بالأقصى. تهويد للقدس وتقسيم للمسجد الأقصى في كلمته أكد الشيخ رائد صلاح أن المؤسسة الإسرائيلية تسعى الى تحقيق هدفين استراتيجيين الأول تهويد القدس وفصلها وعزلها عن بعدها الفلسطيني وتحويلها الى ملف مغلق غير قابل للتغيير مستقبلا ، وانها تعمل على ذلك من خلال بناء جدار الفصل العنصري خاصة حول القدس ، تدمير الإقتصاد الفلسطيني والمؤسسات الفلسطينية داخل القدس، إبقاء حق المأكل والمبيت فقط للإنسان الفلسطيني في القدس ، كما انهم يخرجون سكان القدس منها، ويتزامن ذلك مع اجراءات لترحيل واغلاق مؤسسات المدينة او اخراجها الى خلف الجدار لتدمير الاقتصاد الفلسطيني، وفي سياق مواز تقوم بجلب رجال الاعمال اليهود ومتطرفي الجمعيات الصهيونية للاستثمار وتهويد المدينة، حيث يصرفون الملايين من اجل السيطرة على كل دكان وسوق ومنزل. من جهة أخرى قال الشيخ رائد صلاح أن المؤسسة الإسرائيلية تسعى اليوم الى تحقيق مخطط تقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود بقوة سلاح إحتلالها وعسكرها وشرطتها لفرض هيكل مزعوم ، فهي تدخل مئات اليهود يومياً الذين يؤدون طقوسهم الدينية داخل المسجد الأقصى ، وتدخل آلاف السياح الأجانب المترافق بمظاهر وممارسات تنتهك حرمة المسجد الأقصى ، وأن المؤسسة الإسرائيلية تواجه كل من يعترض على تنفيذ مخطط التقسيم بقوة إحتلالها بالاعتداء والضرب، والإعتقال والمنع ، والقتل أيضا كما حدث مؤخرا مع الشهيد أحمد محمود خطيب من كفر مندا الذي قتل بدم بريد في البلد. وشدد الشيخ رائد صلاح أن المؤسسة الإسرائيلية تحاول ان تتعامل مع مخطط تقسيم المسجد الاقصى كأنه أمر واقع دون أن تعلن عنه رسمياً ، فهي مثلاً تحاول منع المسلمين أداء الصلاة في مناطق معينة من ساحات المسجد الاقصى المبارك ، وتمنع لمرات متعددة تنظيم إفطارات في بعض ساحات المسجد الأقصى ، كما أنّ رجال المخابرات الإسرائيلية ذكروا خلال حملات تحقيق في القدس مع معتقلين أنهم يقومون بالفعل بتنفيذ مخطط لتقسيم المسجد الأقصى. وحذر من مغبة التعامل مع قضية القدس من منطلق اغاثي انساني في الوقت الذي تتعامل فيه اسرائيل معها من منطلق ديني وتاريخي وسياسي واستراتيجي وقال الشيخ صلاح :" قبل كل شيئ يجب ان يكون هناك وزير لشؤون القدس في كل حكومة فلسطينية وهذا اقل الايمان, لتثبيت رمزية المدينة واعتبارها عاصمة للدولة الفلسطينية، ومن ثم يجب بذل كافة الجهود لتعزيز صمود المواطنين ومواجهة مخططات المؤسسات الاسرائيلية، واضاف الشيخ صلاح :" يجب ان نكون صادقين مع القدس والاقصى، فهي قضية هوية وعقيدة لأمة عربية واسلامية وهي تاريخ وحاضر ومستقبل وعنوان لكل فلسطيني وعربي ومسلم، وعلينا ان نقوم بدورنا الاعلامي والمالي والسياسي والجماهيري، وهناك دور ومسؤولية على علماء الامة والمؤسسات والضمير العربي لانقاذ القدس. ودعا صلاح اهل القدس الى مواصلة رباطهم وتواجدهم في المسجد الاقصى مشيدا ببرنامج حمائل القدس ومشروع البيارق، مؤكدا على اهمية هذا الجانب وحشد المئات والالاف من الناس يوميا في رسالة قوية واضحة حول الحق الاسلامي والعربي في المدينة. وأشار الشيخ صلاح إلى أنه قام بصياغة ورقة سميت بـ ( صندوق إسلامي عربي عالمي ) لإنقاذ القدس، وتم تقديمها إلى كافة العناوين الإسلامية والعربية، وتأمل أن يكون لها التجاوب العملي الايجابي، وطالب بالحفاظ على منصب وزير القدس في كل الحومات الفلسطينية، ودعا الفصائل الفلسطينية في مدينة القدس الالتقاء للحوار والتفاهم، لمواجهة مخاطر التهويد المتواصلة، وتجاوز كل الخلافات لمصلحة القدس. وأكد الشيخ رائد أن الاستسلام للمؤسسة الإسرائيلية مستحيل على أهالي فلسطين بأجمعهم القيام بمهامهم للحفاظ على المسجد الأقصى من خلال مشروع حمائل القدس ومسيرة البيارق. بيت المقدس في الإستشراق الإسرائيلي في الجلسة الثانية من فقرات " المنتدى الفكري السادس " تحدث الدكتور الشيخ رائد فتحي - باحث في مركز الدراسات المعاصرة - حول الإستشراق الإسرائيلي في دراسات القدس والمسجد الأقصى ، وخلص أن الإستشراق الإسرائيلي لدراسات بيت المقدس هو ذو هدف سياسي وديني واضح ، وأن هذه الدراسات بمجملها جاءت لتغيير الحقائق التاريخية. وذكر الدكتور رائد فتحي ان هذه دراسات الإستشراق الإسرائيلي حاولت نفي قداسة القدس والمسجد الاقصى في نظر المسلمين ، وأكد الدكتور رائد فتحي أن الاستشراف الإسرائيلي محدد الأهداف وموجه السياسات قائلا:' لا أحد ينكر أن للاستشراف أهدافه لكن البعض قد يختلف حول طبيعة هذه الأهداف من دولة لأخرى، وكانت الدراسات لتاريخ الشعوب العربية بهدف ديني أو سياسي أو الاثنين معا"،وأضاف:" أن بعض الباحثين الإسرائيليين تعاملوا بغباء حين أنكروا وجود المسلمين في بيت المقدس وحين شككوا في إسلامية بناء قبة الصخرة". وأضاف الدكتور رائد فتحي أن الاستشراقُ عامة ارتبط بالأطماع السياسيّة وقال :"فعن سبب تأليف بروكلمان لكتابه (تاريخ الشّعوب الإسلامية) يقول الأمين النعيم ولقد صدرت الطبعة الأولى لهذا الكتاب في الوقت المناسب للمعنيين بالمسائل الدّوليّة، إذ صدر في عام 1939 وهو الوقت الّذي بدأت فيه الحرب العالميّة الثّانية في الإشتعال. ولقد ظهرت الطبعة الإنجليزيّة لهذا الكتاب في العام 1947، بعد أن وضَعت الحرب أوزارها، وخضعت الدّول الإسلاميّة للحلفاء" ، "إنّ الدّراسات الإسلامية والعربيّة والمقدِسيّة في الجامعات الاسرائيليّة تُدرّس على النّمط الغربيّ القديم - المعادي والمتحيز ضد العرب والمسلمين - ". وأضاف الدكتور رائد فتحي :" تعود بواكير رصد العلاقة ما بين المسلمين وبيت المقدس في الكتابات العبرية إلى فجر الفتح الإسلامي لبيت المقدس، ففي ظلّ الحريّة التّعبديّة الكبيرة الّني منحها المسلمون لليهود والنّصارى في بيت المقدس؛ فكتب في فلسطين -تحت ظلّ خلافة الإسلام- أحد الكتب المهمة في الفكر الدّيني اليهودي، وهو (سيفر زروبل) وشرحه (حزون زروبل ). لم يَترُك الاستشراقُ الاسرائيليُّ مجالا للطّعنِ في مكانَة وقداسَة بيت المقدس إلاّ أتّبَعه ، حتى فيما يتعلّق باستقبال بيت المقدس في الصلاة ، إنّ الاستِشراق الاسرائيلي يتفاوت بمدى موضوعيّته ، فمِنهم من هو موضوعيّ لأنّه ليس له ميولا دينيّة ، ومِنهم من رائدُه في المسألة العلم ، مِن هؤلاء عمكيم العاد، ويوسف هادان إلى حدٍ معين . "ذَهَبَ البَعضُ إلى التّشكيكِ في إسلاميّة البناءِ القائمِ اليومَ لقُبّةِ الصّخرة، وهذا أكاديميا هُراء ،يَذكُرُ بعض الأدلّة التي لا تَصمِدُ امامَ البَحثِ مِنها أنّ القُبّة مُربّعة مِثلَ الهيكَل، وكذلِكَ فإنّه يرى أنّ المَذبَحَ كان مُرَبّعًا". وأشار الدكتور رائد فتحي أنه يمكن الحديث عن بعض الكُتّاب المُعتَدِلينَ أمثال " أمثال الباحثة الإسرائيليّة ريفكا جونين التي ذهبت إلى التّأكيد أنّ عدم وجود أي دليل أثري يرجع إلى "الهيكل الأوّل" و "الهيكل الثّاني" ، بل إنّها تؤكد أنّ قبّة الصّخرة من أجمل الأبنية التي عرفها التّاريخ الإنسانيّ عامّة، وهي ترى أنّ فنّ عمارة قبّة الصّخرة إن كان قد تأثّر فقد تأثّر في فنّ العمارة البيزنطيّ لا اليهوديّ. وتطرق الدكتور فتحي الى أن من الأكاديمية الإسرائيلية تستهدف كل من يخالف الأهداف السياسية للإستشراق الإسرائيلي وقال:" يُمثل "فينقلشتاين" خير نموذجٍ لإستهداف الاكاديمية الإسرائيلية لكُل من يخالف الأهداف السياسية للاستشراق الاسرائيلي ،فعَلى إثرِ إصدارِهِ كِتابَه (راشيت يسرائيل) في طَبعَتِه العِبريَّةِ يَنفي الكاتِبُ في كِتابِهِ هذا أن تكونَ القُدسُ عاصِمَةً موحَّدَةً وموحِّدَةً للشّعب الإسرائيليّ فِي زَمَنِ داوودٍ، أو أن تَكونَ ذاتَ أهمّيّةٍ بَعدَ أن انقَسَمَت مملَكَةُ داوودٍ، بل ذكَرَ أنّها لم تكُن أكثَرَ من قَريَةٍ بَسيطَةٍ، كما ، ويُنكِرُ أن يكونَ الشَّعبُ اليهوديُّ قد قادَ مَعارِكَ بُطوليَّةٍ ضدَّ السُّكانِ العَرَبِ الأصليين "، ويبين"فينقلشتاين" في مقابلة معه في مقابلة صحفية لصحيفة " هآرتس الإسرائيلية " أنّه تعرّضَ مع زُملائهِ الّذين يؤمنونَ بِفِكرَتِه تعرّّضوا للمَضايقاتِ، حتّى قالَ: "أيَّ شيءٍ لم يقولُوه عَنّا؟! قالوا: هدّامون، خِرّيجو التّربِيَةِ الغَربِيَّةِ، نَتَآمَرَ على حقِّ إسرائيلَ في الوجودِ، بل وَنُنكِرُ المُقَدَّسَ. في نهاية ورقته خلص الدكنور رائد فتحي الى انه يمكن الجَزمُ أنّ الاستشراق الإسرائيليّ وزّع الأدوار، فمنهم من يتخصّصّ بالطّعن في كُتب وأحاديث الفضائل ، أمثال: يتسحاق حسون، عوفر ليفنة، والقَزَم نسيم دانة!!، ومنهم من يتخصّصّ بتاريخ بيت المقدس، مثل موشه جلّ ويوسف غويتين ، ومنهم من هو متخصص في التاريخ السّياسي أمثال: هافة لزروس يافة والمتخصص في الأحاديث أمثال: كيستار ، وقال الدكتور رائد ختاماً :" إنّ أهم أهداف الاستشراق، نفي قداسة بيت المقدس ، تغيير الحقائق التاريخية ، السّبق في التّعقيب على كُتُب التراث المقدسي والإستيلاء على الرواية التاريخيّة والأثرية بل والحديثيّة ". الآبار تحت الأقصى عربية المنشأ إسلامية الإمتداد أما المحور الثاني في الجلسة الثانية فتحدث فيه الدكتور حسن صنع الله - باحث في مركز الدراسات المعاصرة - حيث خلص من دراسة بعنوان "الآبار والأحواض المائية في المسجد الأقصى" ان هذه الآبار عربية الأصل وذات امتداد إسلامي ، ونفى بالإثبات العلمي ان تكون ذات صلة بما تروج له الروايات الإسرائيلية أباطيل الهيكل"، وأكد الدكتور حسن صنع الله في مداخلته أنه لا بد من ارتباط آثار الأقوام السابقة مع الوقائع التاريخية، قائلا:" أن كافة الآبار والأحواض في الأقصى أكد التاريخ الإسلامي أن المسلمين ساهموا في بناءها وربطها بالآبار خارج الأقصى، في حين لم نجد في المراجع الأصلية لدى اليهود ذكر للأحواض والآبار المائية". وقال الدكتور حسن صنع الله :" إنّ المؤسسة الإسرائيلية تحاول بل سعت وما زالت تسعى الى الوصول الى الآبار تحت المسجد الأقصى لربط هذه الآبار ببعضها البعض عن طريق الأنفاق والفراغات الموجودة تحت المسجد الأقصى المبارك ، بل يمكن القول أن هناك شبكة أنفاق تقيمها المؤسسة الإسرائيلية تحت وفي محيط المسجد الأقصى ، ومن أخطر ما يمكن الحديث عنه أنه بحسب تصاوير جوية وهندسية دقيقة فإنّ المؤسسة الإسرائيلية تعلم وجود فراغات ترابية كبيرة تحت بناء المسجد الأقصى الكامل ، ويمكن للمؤسسة الإسرائيلية التي تسيطر وتحتل المسجد الأقصى البمارك أن تقوم بإخلاء وإخراج هذه الأتربة الكبيرة والكثيرة ، الأمر الذي قد يؤدي الى انهيارات كبيرة في المسجد الأقصى " . أدبيات بحثية إسرائيلية تقرّ بفشل " توحيد شطري القدس" أما الأستاذ مهند مصطفى - باحث في مركز الدراسات المعاصرة - فتحدث حول محور الأدبيات البحثية الإسرائيلية في ذكرى 40 على إحتلال شرقي القدس والأقصى ، فذكر أن هذه الأدبيات التي بحثت انما هي الأدبيات البحثية ذات البعد العملي الذي يعتمد عليه الساسة الإسرائيليون في وضع خططهم ورؤيتهم الحاضرة والمستقبلة لقضية القدس ، وتطرق الأستاذ مهند في ورقة بحثه التي أعدها بالمشاركة مع الأستاذ صالح لطفي ان التوجه الأول في الأدبيات البحثية الإسرائيلية يتحدث عن فشل سياسة توحيد القدس على الرغم من السياسة المستمرة لتهويد المدينة ، أما التوجه الثاني فهو تقسيم مدينة القدس للحفاظ على يهودية المدينة ، وفصل الأستاذ مهند الرؤى الإسرائيلية المستقبلية للقدس خاصة فيما يتعلق بما يسمى بالحوض التاريخي ، وأشار الأستاذ مهند مصطفى أن إسرائيل قامت منذ اتفاقية أوسلو على إزالة كافة المؤسسات الفلسطينية الدالة على السيادة الفلسطينية وعلى رأسها بيت الشرق الفلسطيني " الأورينت هاوس "، وبالتالي تهويد السيادة الفلسطينية في القدس وإزالة معالمها حتى الحدود المقترحة حول مستقبل مدينة القدس. وأشار إلى أن الأدبيات البحثية الإسرائيلية حول القدس دلت على : فشل سياسة توحيد القدس على الرغم من السياسة المستمرة لتهويد المدينة، تطور التوازن الديمغرافي في مدينة القدس، حيث من المتوقع أن يكون اليهود في عام 2020 بنسبة 58 % في القدس، وفي عام 2035 بنسبة 50 %، أما الفلسطينيين من المتوقع أن يبلغ عددهم في عام 2020 ' 42 % '، أما في عام 2035 ' 50 %. مشيرا إلى الموقف الشعبي الإسرائيلي من مدى الاستعداد للتنازل عن القدس في إحصائيات من الحي اليهودي وحائط البراق، والحي اليهودي، والأحياء الفلسطينية، وغير المستعدين للتنازل عن أي منها. توصيات في نهاية فقرات المنتدى الفكري السادس ألقى الأستاذ صالح لطفي توصيات المؤتمر ، ومن أهم بنودها: 1- ضرورة تجنيد المحامين والمهندسين للنظر في قضايا البناء والسكن في القدس. 2- ضرورة تكليف وزير للقدس في كل حكومة فلسطينية. 3- ضرورة وحدة العمل في القدس بين الفصائل الفلسطينية ولو بالحد الأدنى لإنقاذ القدس من خطر التهويد. 4- العمل على عقد المؤتمر لأهميته في الدول العربية والإسلامية. 5- تطوير الآليات الإحصائية في القدس من قبل دائرة الإحصاء الفلسطينية، إنشاء مركز دراسات إستراتيجي لشؤون القدس والمسجد الأقصى، ضرورة إيجاد أبحاث علمية جادة حول القدس والأقصى. 6- توأمة المؤسسات الفلسطينية في بيت المقدس مع مؤسسات عربية وإسلامية. 7- دعم مشروع رباط حمائل القدس في المسجد الأقصى ، ومشروع مسيرة البيارق كمشروعين إستراتيجيين للدفاع عن المسجد الأقصى ومدينة القدس. 8- ضرورة إسقاط من أدبياتنا مصطلح الحرم الشريف واستبداله بالمصطلح الشرعي المسجد الأقصى تطور الآليات الإحصائية الفلسطينية في القدس من قبل دائرة الإحصاء الفلسطيني، وضرورة مراقبة الأنفاق تحت المسجد الأقصى. يذكر ان مركز الدراسات المعاصرة قد عرض خلال ساعات المنتدى زاوية لمعرض صور حول أحداث هدم طريق باب المغاربة من قبل المؤسسة الإسرائيلية، وزاوية أخر عرض فيها إصدارات مركز الدراسات المعاصرة. |