وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

لن يتوقف التنسيق الامني ولكن ستتوقف اللقاءات مع الاسرائيليين

نشر بتاريخ: 14/12/2014 ( آخر تحديث: 16/12/2014 الساعة: 13:01 )
لن يتوقف التنسيق الامني ولكن ستتوقف اللقاءات مع الاسرائيليين
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
لم يحظ زعيم فلسطيني بالاستهزاء المبرمج والمخطط مثلما حظي به الرئيس ابو مازن ، فقد استخف به الاصدقاء والاعداء ، الخصوم والحلفاء ، ولكنه في كل مرة استخدم القفازات الناعمة في تنفيذ ما أراد .

وحتى اعنف قيادات منظمة التحرير وأكثرها تشددا لم تنفذ قرارات خطيرة وانعطافات حادة جدا مثلما نفذها ابو مازن ، فهي قرارات صعبة وثقيلة مثل وقف المفاوضات مع اسرائيل - عقد المؤتمر السادس لحركة فتح - التوجه لمجلس الامن - الوقوف في وجه امريكا 9 مرات في الامم المتحدة - المصالحة مع حماس - الموقف من سوريا - فصل محمد دحلان وعدد من الصقور من حركة فتح - عقد المؤتمر السابع - وقرارات خطيرة اخرى لم يتوقع اي محلل ان ابو مازن " الضعيف " الذي لم يحمل قطعة سلاح بيده ولا مرة سيجرؤ على القيام بها .

واليوم يشكك الجميع - وقد اكون انا من بين هؤلاء - بأن الرئيس ابو مازن لن يجرؤ على وقف التنسيق الامني مع اسرائيل ، ولكن المعلومات التي ترشح من المقاطعة تقول ان الرئيس الفلسطيني قرر فعلا تنفيذ على القرار على مرحلتين، المرحلة الاولى وقف اللقاءات الامنية مع اسرائيل ولاحقا وفي حال تمادت اسرائيل سيتم وقف التنسيق بالكامل .

مع الاشارة الى ان التنسيق الامني لم يتوقف حتى حين اجتاح الاحتلال الضفة الغربية في العام 2002 ، وحتى حين حاصر شارون عرفات لم يطلب عرفات وقف التنسيق الامني بل انه صار عبر الوسيط الامريكي حين حضر رئيس السي اي ايه جورج تينيت شخصيا وارسل بعدها الجنرال تيني ودايتون . اما هذه المرة فيبدو ان الامور وصلت الى درجة اخطر .

الخطوات السبع التي يرغب ابو مازن في تنفيذها هي الذهاب لمجلس الأمن الدولي، واجتماع الأطراف السامية المتعاقدة في جنيف، والطلب للأمم المتحدة لحماية الفلسطينيين، والطلب من السكرتير العام للأمم المتحدة لتشكيل لجنة للتحقيق في اغتيال الوزير زياد أبو عين، وهو طلب جديد، وموضوع المصالحة وإعادة الإعمار، ثم المقاومة الشعبية السلمية المزدهرة، والانضمام للمؤسسات والمواثيق، وتحديد العلاقة الفلسطينية الإسرائيلية بما يشمل دعوة سلطة الاحتلال لتحمل مسؤولياتها، ووقف التنسيق الأمني.

وهذا له تفسير واحد فقط ... ان الرئيس والقيادة قرروا تدويل القضية الفلسطينية ، ونقل ملف فلسطين من سلطة مفاوضات الى دولة في الامم المتحدة .