وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

روابي توفر فرص عمل واسعة في قطاع الحدادة

نشر بتاريخ: 17/12/2014 ( آخر تحديث: 17/12/2014 الساعة: 20:38 )
رام الله-معا- في لقاء عرض عبر شاشة تلفزيون فلسطين اعتبر محمد السعدي أحد العاملين في ورشة الكعيبني للحدادة - وهو من محافظة جنين ورب لعائلة من خمسة أشخاص، أن روابي كانت ملاذاً له وللآلاف من العمال الفلسطينيين لترك العمل المتذبذب وغير الآمن في المستوطنات قائلاً: "لقد وفرت مدينة روابي فرص عمل ليس لعشرات أو مئات بل للآلاف من العمال والمهنيين للعمل، وشدد على أنه لو لم يجد مصدر الرزق الدائم الذي وفرته لنا المدينة لكان العديد منا مازال يعاني وبشكل يومي من إذلال الحواجز، وصعوبة استصدار تصاريح عمل، ناهيك عن المعاملة السيئة للحصول على لقمة العيش. أنا فخور جداً بعملي مع المدينة والذي يكسبني خبرة أكبر وأشعر اليوم أنني اشارك في بناء وطني بكرامة".

محمد السعدي هو واحدٌ من آلاف العمال الفلسطينيين الذي شكل تقدم المراحل الإنشائية في مدينة روابي بصورة ملموسة في توفير فرص كبيرة ومتزايدة لهم، إما بصورة مباشرةً بالعمل فيها، أو من خلال التعاقد مع المئات من المقاولين والموردين المحليين من مختلف القطاعات الصناعية والإنشائية. فقد أسهم تعاقد روابي مع ورش الحدادة في مختلف المحافظات -كمثال حقيقي على هذه القطاعات، في توفير مصادر رزق هامة لأعداد كبيرة من الحرفيين والعمال الفلسطينيين. حيث بلغت القيمة الإجمالية للإتفاقيات الموقعة لإنجاز هذه الأعمال بملايين الدولارات حتى الآن. ومن المؤكد أن هذه الأعمال ستشهد توسعاً أكبر في الفترة القريبة القادمة بالنظر إلى تسارع استكمال أعمال البناء في المدينة.

ويعتبر المراقبون أن هذا الأمر بالغ الأهمية خاصةً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها المواطن الفلسطيني وارتفاع معدلات البطالة، ويشيرون إلى أنه يشكل ركيزةً نوعيةً للصناعات الفلسطينية خاصةً الصغيرة والمتوسطة تُمكنها من النمو والاستدامة.

وفي لقاء خاص مع إبراهيم ذويب عضو الأمانة العامة في الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين حول هذا الموضوع قال: "كممثلين عن عمال فلسطين ننظر باهتمام بالغ ودرجة قصوى من الاحترام والتقدير للطرف الآخر من أطراف الإنتاج وهو رأس المال الوطني الذي نفخر أنه المشغل الرئيسي للقوى العاملة الفلسطينية، ففرص العمل التي تقدمها روابي للقرى والبلدات المحيطة وللعمال من كافة محافظات الوطن في قطاع الحديد والقطاعات الأخرى، تسهم في التقليل من مشكلة البطالة والتي أصبحت تتفاقم في الآونة الأخيرة، كما كان لها دوراً هاماً في الحد من توجه العمالة الفلسطينية للعمل في المشاريع الإسرائيلية وخصوصاً المستوطنات".

وأردف ذويب: "تشكل المشاريع الصغيرة في فلسطين ما نسبته 90%، من هنا تأتي أهمية روابي كأضخم مشروع عقاري فلسطيني أدى إلى ايجاد مصدر رزق دائم وواسع باستيعابه آلاف العاملين".

وقد أكد عدد من أصحاب الورش وعمالها على الدور الحيوي الذي تقوم به روابي في إنعاش قطاع الحدادة بكافة مكوناته، وفي هذا السياق أعرب شكري الكعيبني صاحب ورشة للحدادة عن تقديره لثقة القائمين على المدينة بالصناعة الوطنية قائلاً: "مدينة روابي تلبي طموح العديد من الأعمال الصغيرة كورش الحدادة، وقد أثبت القائمون عليها احترامهم وثقتهم بالخبرات المحلية ومهنيتها وحرفيتها المنافسة"، وواصفاً أثرها الإيجابي على ورشته أضاف: "لقد بدأنا العمل مع روابي منذ ثلاث سنوات ومازلنا متواصلين، مما شكل مصدر رزق ثابت في ورشتنا وكافة العاملين فيها، كما أن حجم الأعمال من شبابيك وحمايات وأبواب وغيرها كان كبيراً ونوعياً بحيث جعلنا قادرين على تشغيل المزيد من الفنيين المختصين في هذا المجال وتطوير أعمالنا بشكل أوسع".

وفيما يتعلق بأبعاد جودة أعمال الحديد في المدينة على ورشهم أكد الكعيبني: "إلى جانب دورها في استيعاب أعداد واسعة من العاملين وتطوير كفاءتهم، ساهمت التصاميم الإبداعية وإجراءات ضبط الجودة الفاعلة التي طورها مهندسو المدينة في التطوير النوعي للمنتج الوطني بكافة تفاصيله في هذا القطاع، حيث بات ما ننتجه من أعمال يتمتع بتميز نفخر بتقديمه كموردين محليين".

وفي ذات السياق وصف هلال الحجي مدير محددة برقة الفنية الأثر الإيجابي لهذا الأمر قائلاً: "لقد ساهم العمل في روابي في تطوير هذه الصناعة، حيث أصبحنا ننتج أعمالاً بجودة عالية نفخر بأننا نقوم بتصنيعها لأول مرة في فلسطين، متبعين في ذلك الإجراءات والمعايير الحديثة في التنفيذ واستخدام طرق عصرية ذات كفاءة عالية في إنجازها، ففي ورشتناعلى سبيل المثال قمنا بجلب وتشغيل ماكنات وآلات حديثة تؤهلنا لتطوير أعمالنا وطبعاً ساعدنا في ذلك حجم وديمومة العمل في المدينة. وأضاف: "ثقة روابي بالصناعة المحلية تسهم في تمكين هذا القطاع من النمو والاستدامة، وخلق فرص عمل واسعة للعمال والحرفيين".

كما واعتبر عبود حميدان من محافظة نابلس وأحد العاملين في تنفيذ التصاميم في ورشة الكعيبني، أن زيادة الطلب على أعمال الحدادة في الورشة التي يعمل بها أمنت له مصدر رزق ثابت استطاع من خلاله أن يساعد عائلته في تأمين احتياجاتها وأصبح يشعر بالطمأنينه على استمرار عمله من خطر البطالة.

أما أحمد أبو عبيد وهو أحد العاملين في مجال التصاميم وتقنيات تنفيذها في ورشة برقة، فقد أشار إلى أن عمله مع المدينة بحداثة تصاميمها ودقة تفاصيلها أكسبته خبرة جديدة على صعيد التصاميم ودقة التفاصيل، مؤكداً أن عمله في روابي هو مصدر فخر له كونها تبنى جميعها بأيدي فلسطينية.

وقال عبد الرازق ذياب من مزارع النوباني والعامل في مجال التركيب من ورشة أوريجينال: "أحمدُ الله لأنني اكتسبت صنعة هامة من خلال الفترة الطويلة من العمل في المدينة، فمهندسو روابي بكفاءتهم وتعاوتهم المتواصل أضافوا لنا الكثير كما وساعدونا في حياتنا المهنية".

وفي وصفه لأهمية عمل شركته المختصة في هذا المجال قال محمد أبو عرار من قرواة بني زيد وهو أحد العاملين في ورشة أوريجينال للحدادة:"عملي في مدينة روابي جعلني قادراً على تأمين مصاريف عائلتي في ظل غلاء الأسعار الذي نعيشة وزيادة متطلبات الحياة اليومية، وأتمنى أن يكون في فلسطين أكثر من مدينة كروابي لإيجاد المزيد من فرص العمل مما يخدم مصلحة البلد".

وبصفته أحد مهندسي فريق الإشراف على أعمال الحديد في المدينة، أوضح المهندس محمد الشعيبي آليات العمل في هذا المجال قائلاً:"للتأكد من تطبيق كافة التفاصيل بشكل سليم، ومطابقتها لمواصفات ضبط الجودة، نقوم بإيجاد التصورات الوظيفية والإنشائية منذ البدء بتحضير التصاميم الهندسية لكافة العناصر الحديدية ووضع المواصفات القياسية لها، إضافة إلى التفاصيل الخاصة بطرق الجمع والتركيب والدهان، كما نقوم بالإشراف والمتابعة مع الورش المحلية في كافة مراحل التنفيذ، بحيث تضمن الديمومة الكافية لها وقدرتها على تأمين الحماية المطلوبة على مدى العمر الافتراضي للمبنى".

وحول أفكار تصاميم الحديد الفريدة في روابي قالت المهندسة شفاء صلاح إحدى أعضاء الفريق: "لقد كان الإهتمام بأدق التفاصيل عنوان عملنا، فالتصاميم الهندسية لأعمال الحديد في المباني السكنية تعتبر نقلة نوعية في هذا المجال، كما أن كل تصميم في الأماكن العامة في المدينة مستوحى من وظيفة المكان ومعطياته المعمارية لتمنحها بصمات مختلفة وتنوعاً ظهر بصورةٍ واضحة في المباني السكنية وفي مركز المدينة، والممرات والأدراج الخارجية ومناطق اللعب وغيرها، حيث أضفت جميع هذه الأعمال صبغة جمالية مميزة للمدينة".

وتُعدّ مدينة روابي نموذجاً لإرادة وإبداع الإنسان الفلسطيني وبارقة أمل يتطلع من خلالها المواطن إلى حياة أفضل على أرض وطنه، وهو ما أشار إليه بشار المصري قائلاً: "نتطلع في روابي إلى تقديم المدينة النموذجية في تصاميمها وبنيانها، ومن خلال هذا التطلع نسعى دائماً لفتح آفاق جديدة توفر فرص عمل أكثر للمساهمة في تخفيف حدة البطالة في السوق الفلسطيني، وإعطاء الأولوية للاستثمار في قطاعات لاتزال تواجه تحديات كبيرة وهي بحاجة إلى تعزيز ودعم للنهوض بالاقتصاد الفلسطيني وتمكينه من مواجهة التحديات التي يمر بها".