|
في غزة.. المرض النفسي يصنع نساء لكل الفصول
نشر بتاريخ: 21/12/2014 ( آخر تحديث: 21/12/2014 الساعة: 16:35 )
غزة- معا - من سمر الدريملي - كلما أطالت شعرها قليلاً؛ وتهرّبت من قصِّهِ كالصبيان؛ سحبوها منه وقصّوه لها عشوائياً.. وعندما تحاول اختلاس لحظاتٍ أنثويةً مع نفسها بارتدائها فستاناً جميلاً من فساتين شقيقاتها؛ يعاقبونها وينعتونها بـ "الهبلة.. المتخلّفة".. وعند تلصّصها من شباكٍ صغيرٍ لغرفةٍ ضيقةٍ تُغلقُ عليها بالكامل لساعاتٍ طويلةٍ في النهار لرؤية الضيوف الذين يحلّون على البيت.. زجروها وطردوها من داخل الغرفة إلى داخل الغرفة..!
"حنان. ن" تطوي السنون عمرها الذي يبلغ الآن (34) عاماً, وهي في صراعٍ بين ذاتها وبين أُسرتها ومجتمعها؛ حول كونها "طبيعيةً" أم "مجنونةً" كما يصفونها..! بدأت قصة "حنان" عندما كانت في السابعة والعشرين من عمرها، حينما بدأت التساؤلاتُ الكثيرةُ والكلماتُ الجارحة تغزو حياتها؛ لعدم زواجها، حتى اضطربت صحتُها الجسدية والنفسية، وبدأت تشعر بعدم الثقة بالآخرين، وعلى الرغم تفاقم حالتها النفسية؛ إلا أنّ أهلها رفضوا علاجها في العيادات؛ خوفاً على مستقبل باقي شقيقاتها وأشقائها من عدم الزواج وسمعة العائلة، لاجئين إلى بعض الشيوخ؛ ولكن بلا جدوى". تقول أمها ودمعاتها الحبيسة تخنق صوتها: "لم نكن نعلم بأنّ حالة "حنان" ستتفاقم إلى هذا الحدّ، واعتقدنا أنّ العلاج التقليديّ قد يُفيد؛ لكنه زاد حالتها سوءً، لذا؛ كنّا نأخذها خلسةً إلى أخصائيٍ نفسيٍ لإعطائها بعض المهدئات أحياناً، لاسيما بعد أن بدأت محاولة خلع ملابسها في الشارع مؤخراً". وتضيف: "سوء حالتها عاماً بعد عامٍ يضاعف عبئي وهمّي.. وتكسر قلبي من الداخل؛ كلّما وجدتُها تلبسُ ثيابها بالمقلوب، وعندما يأتي شقيقها ضارباً إياها بعد أن يحضرها من الشارع.. في النهاية هي فلذة كبدي وقطعةٌ منّي.. لكنّ مجتمعنا لا يرحم". ولذات السبب؛ تأبى الكثير من الأسر إحضار أولادها الذكور للعلاج؛ خوفاً من أن يوصموا بـ "المجانين" بل إنّ بعض الأسر تقوم بتزويجهم دون علاجهم؛ كي تزيل الشبهة تماماً عنهم. ونتاج ذلك؛ وجدنا -على سبيل المثال- زوجةً وضُرّتها تتعالجان سوياً في "مركز التأهيل النفسي والمجتمعي" وسط مدينة غزة؛ الخاصّ باستقبال وعلاج حالات الإدمان والأمراض الذهانية والنفسية المختلفة، حيث وصلتا الاثنتين تباعاً بفارق أشهرٍ؛ بعد أن أسقط الزوج ما به من أمراضٍ ومشاكل نفسيةٍ عليهما، فما كان من الأهل إلا أن أبقوه في البيت وإرسال زوجاته للعلاج..!! "عزيمة" اكتأبت..! وفي داخل "المركز" وجدناها تفترش سجادة الصلاة، وتقف رافعةً يديها تتضرّع إلى الله بوجهٍ طفوليٍ أنهكه الحزن والظلم والاكتئاب؛ بعد أن فشلت في الحصول على الثانوية العامة؛ رغم محاولاتها لثلاث سنواتٍ على التوالي، وذلك بسبب سخرية إخوانها ووالديها، وتثبيطها دوماً بأنّها لا ولن تستطيع فعل ذلك..! سخريةٌ وتثبيطٌ أدخلاها في حالة اكتئابٍ حادٍ؛ حتّى جفّت الدمعة والضحكة، ولم يبقَ مكانٌ إلا للانطواء والعزلة ودخول مركز الصحة النفسية، أو كما يسميه العامة: "مستشفى المجانين"..! "نسمة" شابةٌ لم تتجاوز الـ(24) عاماً، بعد أن توجّهنا إليها حيث تبيت مع عددٍ من النساء والشابات اللواتي يُعانين من أمراضٍ ذهانيةٍ ونفسيةٍ حادةٍ في "مركز التأهيل النفسي والمجتمعي" وسط مدينة غزة، رحّبت بنا وتحدّثت إلينا بطلاقةٍ ورحابة صدر، وأخذت تُرينا بعض منتوجاتها من المطرّزات اليدوية التي أجادت عملها خلال فترة وجودها في "المركز". |309157| دقةُ وبراعةُ منتوجات "نسمة" تنمُّ عن قدرةٍ على التركيز والتصميم، وجدناه بالفعل خلال حديثها إلينا، وأمنيتها في الحصول على شهادة الثانوية العامة وإكمال تعليمها الجامعيّ، فهي كما تقول "تحب العلم كثيراً، وتتمنّى أن تكون شيئاً في المجتمع". وفي حديقة "المركز" التقينا مع "هبة" التي كانت تشارك في مسابقةٍ ترفيهيةٍ مع عددٍ من النسوة اللواتي يُعانين مثلها من أمراضٍ نفسيةٍ مختلفة؛ حيث سارعت للجلوس على كرسيٍ ممتدٍ بجانبها؛ لندخل في حديثٍ شيقٍ معها، حيث أوضحت بأنها رغم انفصالها عن زوجها؛ ورحلة علاجها الطويلة مع المرض النفسيّ؛ إلا أنها تحب الحياة، ومتفائلةٌ بأنّ القادم أجمل، مشيرةً إلى أنها تأخذ أنواعاً من المهدئات عليها أن تلتزم بها على مدى الحياة، هي كعددٍ من النساء اللواتي لو عُولجن من البداية عبر طبيبٍ نفسيٍ لما تدهورت حالتهنّ؛ ووصلن إلى هذه المرحلة، لكنّ الصورة النمطية عن العلاج النفسيّ لدى المجتمع الفلسطيني؛ لاسيّما في قطاع غزة، يأسر هؤلاء الفتيات داخل قيود المرض ويعزلهنّ بعيداً عن عيون المجتمع. "نسمة" و"هبة" وجميع النزيلات في قسم الدخول.. يُعانين وحسب ما تقوله "ختام الشيخ علي" (رئيس قسم الحريم في المركز) من إهمال الأهل لهنّ، وعدم زيارتهنّ باستمرار ومتابعة حالتهن، مضيفةً "أننا في بعض الأحيان نقوم بالاتصال بهم وتوصيلهن إلى باب البيت؛ كي لا يشعرنّ بلفظ الأسرة وتهميش المجتمع لهن، كما أن بعضهنّ يصارحننا بأنهنّ يشعرنّ بالأمان والحنان لدينا وهو ما لا يجدنّه في الخارج". عدت من النسيان !! ومن خلف أبواب المركز الحديدية التي تُوصد بالقفل والمفتاح ليلاً.. ومن داخل غرفة العزل الانفراديّ التي تخلو تماماً إلا من فرشةٍ ملقاةٍ على الأرض وصراخ وأنين نساءٍ وفتياتٍ في عمر الزهور، يتردّدون عليها تباعاً.. خرجت العديد من قصص الشفاء والنجاح؛ كانت آخرها قصة "ناهد" التي عادت بعد أن أحضرها زوجها للمركز؛ معبراً عن عدم رغبته في احتوائها لديه، وعدم نيّته مواصلة الحياة معها، إلا أنها -وبعد علاجٍ وتأهيلٍ استمر لبضعة أسابيع- عادت لحياتها الطبيعية وسط أطفالها الثلاثة، تضُمُهم إلى حضنها الدافئ؛ كما لو أنها تريد أن تعيدهم إلى رحمها من كثرة الحنان والعطف عليهم. وكذلك قصّة الطالبة "حنين" التي وجدناها تحمل كتبها الجامعية، ولم يتبق لها إلا فصلٌ دراسيٌ واحدٌ لتتخرّج من بكالوريوس الاقتصاد والعلوم السياسية من إحدى الجامعات المحلية في مدينة غزة، بعد أن رفضت أُسرتها السماح لها بالسفر؛ بعد أن حصلت على منحةٍ للدراسة في الخارج لحصولها على معدلٍ عالٍ في الثانوية العامة، وهو ما أدخلها في صراعٍ مع أسرتها؛ كانت نتيجته إصابتها بانفصامٍ في الشخصية". تقول "حنين": "لا أريد أن أنظر إلى الوراء أو أن أتذكر تلك الأيام، فهي الأصعب في حياتي، فلم أكن أتوقع أنّ مجرد اختلافي مع أهلي وعدم دعمهم لي يوصلني لمرحلة دخول مركزٍ نفسيٍ للعلاج، لازال البعض يعايرني به؛ وكأنّني تحوّلت لمجنونةٍ دخلت مستشفى مجانين". د. "خضرة العمصّي" (مديرة وحدة الصحة النفسية بوزارة الصحة الفلسطينية سابقاً) أوضحت أن مركز التأهيل النفسي المجتمعي يقدم خدمات العلاج النفسي الشامل ذات الجودة العالية، وخدمات التأهيل للمريض النفسيّ، والكشف المبكّر عن الأمراض النفسية؛ إلى جانب الخدمات الوقائية، مشيرةً إلى "وجود ستة مراكز صحيّة نفسية مجتمعية موزّعة على أنحاء قطاع غزة؛ تهدف إلى تقديم الرعاية النفسية الوقائية والعلاجية. وأشارت د. العمصي إلى أن الكثير من الأهالي يرفضون علاج بناتهم؛ اللواتي يبدأ مرضهنّ النفسي ببعض المؤشرات على وجود مشكلةٍ نفسيةٍ بسيطة؛ لكن؛ مع الإهمال والخوف من وصمة العار تتفاقم حالتهنّ. |309156| معصومٌ من المرض النفسي!! ونوّهت "العمصي": "المركز هو الوحيد في قطاع غزة الذي يستقبل حالات الأمراض الذهانية الحادّة، وقد كان اسمه "المستشفى النفسي" لكننا استبدلناه منذ ثلاث سنوات باسم "مركز التأهيل النفسي المجتمعي" لتغيير الصورة السلبية والمفاهيم المغلوطة عن المرض النفسيّ، ولأن الوصمة والتعصّب تقلل من فرص الشفاء". وأكدت د. "العمصّي" أنّ "الحالات التي تأتي لقسم الدخول –قسم الأمراض الذهانية- غالباً تأتي برفقة الأهل أو الشرطة، ولا نقبلها إلا بعد فحصها إكلينيكياً، والتأكد من انطباق معايير الدخول عليها، مثل عدم الاستجابة للعلاج، أو ظهور أعراضٍ نفسيةٍ حادةٍ؛ بحيث تصبح الحالة خطراً على نفسها ومن حولها، أو محاولة الانتحار" مشيرةً إلى أنّ "الخلفية السببية لهذه الحالات في الغالب إما القتل أو السرقة أو حالاتٍ تعرّضت لاعتداءٍ جنسيٍ أو لواطٍ أو اغتصابٍ أو حالات طلاقٍ أو مشاكل مع الزوج وأهله أو مع الأسرة بشكلٍ عام". وقالت: "الحالات التي تأتينا على خلفيةٍ جنائيةٍ لا نستقبلها إلا بأمرٍ حكوميٍ من المحكمة أو الشرطة النيابية، ويتم وضعها في قسم الطبّ النفسيّ الشرعيّ". واستطردت قائلة: "تتمّ السيطرة على الحالة في غضون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، لكنّ المعضلة تتمثل في الإهمال المجتمعيّ والأسريّ الذي يتعرّض له المريض النفسيّ قبل وبعد العلاج، حيث يساهم ذلك في عزله عن محيطه وانطوائه، وقتل روح التحدّي لديه للشفاء والاندماج في المجتمع كأي إنسانٍ طبيعيٍ ومنتج". وأضافت: "ليس هناك من هو معصومٌ من المرض النفسيّ؛ فنحن استقبلنا هنا أوائل طلبةٍ في الثانوية العامة، وأطباء ومهندسين وأناساً كانوا ناجحين في حياتهم وتعرضوا لصدمةٍ أو مرضٍ نفسيٍ أوقفهم عن ممارسة حياتهم الاعتيادية لفترة، ومن ثمّ؛ عادوا إلى ما كانوا عليه، وواصلوا حياتهم بشكلٍ طبيعيّ". وبينت "العمصّي" أنه "بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة؛ كانت هناك زيادةً ملحوظةً وعدداً لا بأس به من المرضى النفسيين الذين استقبلناهم؛ سواء أكانوا مرضى جدداً تأثروا بهذا العدوان، أو تدهوراً أصاب حالة المرضى القُدامى، أدّى لتراجع حالتهم الصحية والنفسية". حرمانها من الحق !! الممرض "ثائر جرعون" أحد خريجي طلبة التمريض الذين كان لهم نصيباً للتدرّب في "مركز التأهيل النفسيّ المجتمعي" مع نزلاء ونزيلات قسم الدخول في المركز؛ أجمل تجربته بأنّ "هناك العديد ممن قابلتهم كانوا أناساً عاديين وطبيعيين ويحتاجون فقط للدعم الأسري والمجتمعي، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم" معتبراً أنّ "هناك العديد من الممارسات الخاطئة في كيفية التعامل مع النزلاء داخل المركز، مثل: ضربهم ومعاملتهم بعنفٍ في بعض الأحيان، ودمج بعض الحالات النفسية المستعصية مع حالاتٍ بسيطة، وهو بدوره يمكن أن يفاقم من حالتهم". ويتذكر "جرعون" إحدى الفتيات النزيلات حيث تمتلك قدرةً وطلاقةً بالغةً في تأليف وإلقاء الشعر؛ غير أن عائلتها أدخلتها إلى لمركز في محاولة لإثبات عدم أهليتها وحرمانها من الميراث. من جهته؛ اعتبر د. "عمر البحيصي" (رئيس قسم الصحة النفسية في محافظة الوسطى وسط قطاع غزة) أن الفجوة بين الجيلين القديم والجديد تؤدّي -في كثيرٍ من الأحيان- إلى التأثير النفسيّ السلبيّ على الكثير من الفتيات والنساء، وكذلك الصورة النمطية السائدة عن الإناث وعن الذكور، حيث كانت من أواخر الحالات التي أتت له مؤخراً زوجةً تبلغ من العمر (23) عاماً دخلت في حالة اكتئابٍ نفسيٍ أثّر على اهتمامها بنفسها وبرضيعها وببيتها وزوجها، وذلك نتيجة وقوف الأهل دوماً إلى جانب زوجها في مشاكلهما الحياتية المختلفة، وهو ما أشعرها بالظلم والقهر، وهو ما أثّر عليها نفسياً بشكلٍ بالغ". وأكد د. "البحيصي" على أنّ "20 حالةً جديدةً تأتي إلى القسم شهرياً، وبعد العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة ارتفع العدد إلى 40 حالةً شهرياً، إلى جانب 1000 حالة متابعة" مشيراً إلى أنّ "أغلب أعمار الإناث التي تتردد على القسم تتراوح ما بين (18-25) عاماً". تصنيفهنّ.. الناشطة النسوية والحقوقية "فاطمة عاشور اعتبرت" أنّ "هؤلاء النساء ضحايا للعنف المجتمعيّ والقانوني؛ والذي يُترجمُ -بكل أسف- للعنف الجسديّ واللفظيّ والجنسيّ؛ الذي يؤدّي بطبيعة الحال لعنفٍ نفسيٍ ينتج عنه أمراضٌ نفسيةٌ جمّة". وأكدت على "ضرورة تعديل منظومة الإعلام والتعليم الذي يُرسّخ لجعل العنف ضد المرأة مسألةً طبيعية" مشيرةً إلى أنه "يقع على الدولة الدور الأكبر في تعديل القوانين التي تحمي من يعتدي على المرأة، فالنساء تتعرّضن لكلّ هذا العنف لأن القانون لا يوفّر لهن الحماية؛ بل على العكس؛ فهو يوفّر للمعتدي الحماية ويجد له المبررات، كما هو الحال في قانوني العقوبات الفلسطيني رقم (74) والأحوال الشخصية. وقالت: "المجتمع الفلسطيني لا يتقبّل المرأة "العانس" كما يسمونها، ولا المرأة المطلّقة ولا المعلّقة أو السجينة؛ بل إنه يدفع هؤلاء النساء للتأزّم نفسياً؛ دون تقديم الدعم والعلاج النفسيّ المطلوب، وكل ما يفعله المجتمع هو تصنيفهنّ بـ"المجنونات". الاعتراف بـ"السرطان" أهون..! على صعيدٍ آخر؛ قال أستاذ علم النفس بجامعة الأقصى د. "فضل أبو هين" إنّ "الإنسان في مجتمعنا أهون عليه أن يعترف أنه مصابٌ بالسرطان من كشفه عن إصابته بحالة نفسيةٍ؛ لأنّ ذلك يتعلّق بكرامته وذاته ومستقبله، بل ومستقبل كلّ من يتعلّق به من بعده". وأضاف: "مجتمعنا الفلسطيني -وخاصة في قطاع غزة- ليس لديه وعياً بطبيعة المرض النفسيّ؛ حيث يعتبره صورةً مستقبحةً؛ لا سيما إن ارتبط الأمر بالنساء، حيث يعتبرونه وصمة عارٍ ومصدراً للإحراج، فتقوم العائلة بإخفاء هذا المرض وعدم الاعتراف به، ومعايرة المرأة بهذا المرض وحجزها والتعامل معها بشكلٍ أكثر حدّة وتمييزاً وعنفاً، إلى جانب منعها من الاختلاط؛ حتى لو مع ضيوفٍ زائرين للبيت؛ بحجّة عدم قدرتها على التصرف مع ذاتها، والخوف عليها من الاستغلال والإساءة من قبل البعض، وهو ما يجعلها عرضةً للنكسة، ويُفاقم حالتها التي قد تبدأ بمجرد حزنٍ وانطواءٍ لتنتهي باكتئابٍ شديدٍ قد يوصلها لدرجة أن تنتحر". |