|
دراسة تسلط الضوء على دور التيارات والحركات الوحدوية في الفكر القومي ال
نشر بتاريخ: 21/12/2014 ( آخر تحديث: 21/12/2014 الساعة: 16:56 )
غزة- معا - سلطت دراسة بحثية على دور التيارات والحركات الوحدوية في الفكر القومي العربي وتفسير أسباب تراجعه وانحساره من خلال توضيح الأسباب الموضوعية لتجديد الفكر القومي من أجل تحقيق الوحدة العربية.
جاءت تلك الدراسة خلال مناقشة رسالة ماجستير في العلوم السياسية اليوم الأحد، للباحثة شفيقة عبد العاطي التلولي بعنوان، "التيارات والحركات الوحدوية في الفكر القومي العربي- دراسة تحليلية نقدية"، في برنامج الدراسات العليا لجامعة الأزهر بغزة، والتي بموجبها منحت لها درجة الماجستير من قبل لجنة المناقشة والحكم والتي تضم كل من الدكتور كمال الأسطل مشرفاً ورئيساً، والدكتور رياض العيلة مناقشاً داخلياً، والدكتور صلاح أبو ختلة مناقشاً خارجياً. وهدفت الباحثة في دراستها إلى التعرف على مفهوم القومية العربية، ودراسة وتحليل دور الفكر القومي في تحقيق الوحدة العربية، ودراسة أوجه التطابق والتناقض بين العقيدة السياسية الرسمية للنظم السياسية العربية التي رفعت لواء القومية والوحدة العربية، والممارسات الفعلية لتلك النظم، ودراسة وتفسير تراجع وانحسار التيار القومي العربي مع توضيح الأسباب الموضوعية لتجديد الفكر القومي من أجل تحقيق الوحدة العربية. وشددت الباحثة أن أهمية الدراسة تكمن في الإشارة لى أن مرحلة الفكر القومي قد خلقت الشروط الضرورية للتأثير على الظروف التي كان يمر بها الوطن العربي من خلال تحقيق الاستقلال وإجلاء الوجود الأجنبي عن العديد من الأقطار العربية، رغم أن العمل العربي الجماعي يمر بأزمة حقيقية وتراجع الحلم العربي بدولة عربية موحدة بما يتطلب إعادة صياغة فكرة القومية العربية. واستخدمت الباحثة في دراستها، ثلاثة مناهج، وهي، نموذج تحليل النظم بما يتلائم مع صياغة الفكر القومي وتطبيق النظم السياسية العربية لهذا الفكر، وكذلك المنهج التاريخي التحليلي الذي يقوم على سرد الأحداث وتطورها في فترة زمنية والعمل على تحليلها، وأخيراً المنهج الوصفي التحليلي من خلال تحديد ظاهرة القومية العربية، وتحديد الوحدات الأساسية التي تألفت منها هذه الظاهرة، وجمع المعلومات الدقيقة عن الفكر القومي والعمل على تحليلها، لتحقيق الفهم الصحيح لها والعمل على فحص وتمحيص العوامل المحيطة بالفكر القومي في الوطن العربي. وافترضت الباحثة أن الفكر القومي العربي جاء استجابة لرغبات الجماهير العربية وتعبيرًا عن أهدافها في مرحلة تاريخية مواتية، ولم يكن هذا الفكر خاليًا من النقائص، حيث احتوى على بعض أوجه التناقض، التي كانت تعبيرًا عن سمتي الاعتدال والوسطية. وتناولت الباحثة مشكلة الدراسة من خلال الإجابة على السؤال الرئيس، والمتمثل بـ"ما هية التيارات والحركات الوحدوية في الفكر القومي العربي، وعن أسباب تراجعها وانحسارها؟". وتوصلت الدراسة إلى أن للفكر "الناصري" إسهام خصب ومؤثر في الفكر القومي العربي لأنه كان نتيجة الممارسة والمعاناة وليس خيالا مسطورا، ويعتبر جمال عبد الناصر رائد الفكر القومي التطبيقي الحديث. مشيرة إلى أن الصيغة الاتحادية أقرب الصيغ إلى التيار العام للفكر القومي العربي، وقد ازدادت درجة قبول هذه الصيغة بعد فشل الوحدة المصرية السورية، التي اعتبرت دليلاً على عدم ملائمة صيغة الوحدة الاندماجية. كما توصلت الباحثة إلى أن تحقيق أي نهضة لا بد من اجتماع عنصرين، أحدهما، مادي، بامتلاك الأدوات العلمية والتكنولوجية اللازمة لها، والآخر، روحي، ينبثق من إيمان أبنائها بأهداف تلك النهضة لبناء مستقبل مشرق لها. وخلصت الباحثة إلى أن تعدد الأساليب التي أوردتها الدراسة ن أجل تحقيق الوحدة العربية واختلافها من حيث اتسامها بالسمة السلمية أو العنفية من ناحية، والفوقية أو الجماهيرية من الناحية الأخرى، إلا أن الأساليب السلمية الجماهيرية قد نالت بأكبر درجة من التأييد، بينما جاءت الأساليب الفوقية العنيفة بالمرتبة الأخيرة ووجد بصفة عامة ميل إلى رفض استخدام الإرغام أو القسر لتحقيق الوحدة. وأوصت الدراسة بضرورة النظر إلى الوحدة ليس كهدف في ذاته بل على أساس إبراز الحاجات والمنافع والضرورات، والتخلي عن حلم الزعيم البطل والنظر إلى مطلب الوحدة العربية بنظرة موضوعية للتعامل معها كمشروع عملي وتاريخي. ودعت الباحثة في دراستها، الأقطار العربية إلى الانخراط في مجموعة متكاملة متحدة بدءاً من الوحدة لتحقيق الممكن القريب نحو الممكن البعيد، لعجز تلك الأقطار عن توفير الأمن والغذاء والتقدم نحو الأفضل. وشددت الدراسة على أن قيام الوحدة العربية من خلال الطريقة الديمقراطية يتطلب أن تكون أنظمة الحكم في الأقطار العربية أنظمة ديمقراطية، وما دامت الديمقراطية غائبة فإن الطريق إلى الوحدة يجب أن يشق لنفسه دروباً ومسالك داخل الديمقراطية على صعيد القطر الواحد. غير أن هذا لا يعنى تأجيل التفكير في الوحدة أو الدخول فيها إلى ما بعد تحقق الديمقراطية في الأقطار العربية كافة. وأوصت الدراسة، بأن فكرة "الإقليم – القاعدة" هي من الأفكار والمفاهيم والشعارات التي يجب أن يعاد النظر فيها بصراحة وبكيفية جذرية إذا أردنا فعلا الاتجاه اتجاها عمليًا وسليمًا، نحو إعادة بناء الفكر القومي العربي بالصورة التي تجعله مواكبًا للتطورات. وأثنت لجنة المناقشة والحكم للرسالة على الباحثة على المجهود الذي بذلته، وأشادت بمحتوى الرسالة وأوصت بوضعها في المكتبة بعد إجراء التعديلات الطفيفة عليها لتعميم الفائدة على كافة الباحثين في هذا الميدان. وحضر المناقشة لفيف من الطلبة والمهتمين وزملاء الباحثة. |