|
مركز جامعة القدس المفتوحة يعقد مؤتمره السنوي الثالث
نشر بتاريخ: 23/12/2014 ( آخر تحديث: 23/12/2014 الساعة: 17:00 )
رام الله - معا - نظم مركز جامعة القدس المفتوحة للدراسات المستقبلية وقياس الرأي، يوم الثلاثاء ، مؤتمره السنوي الثالث بعنوان: "الإجراءات الإسرائيلية في مدينة القدس... أبعادها وسبل مواجهتها"، وذلك في فندق (جراند بارك) بمدينة رام الله، تحت رعاية أ. د. يونس عمرو رئيس جامعة القدس المفتوحة.
حضر المؤتمر أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وممثلو الفصائل، والأكاديميون، والمهتمون، وقنصل جمهورية مصر العربية في فلسطين همام أبو زيد. ودعا المشاركون في المؤتمر إلى حماية القدس بكل الوسائل والوقوف إلى جانب أهلها بدعم صمودهم في مدينتهم ماديا ومعنويا، وعدم الاكتفاء بالتصريحات. وبين المشاركون وجوب وضع برامج واضحة واستراتيجية وطنية تتبنى مشروع المقاومة ودعم صمود المقدسيين سريعا لأن الوضع في القدس خطير جدا. كما دعا المشاركون في المؤتمر إلى إعادة النظر في صيغة المشروع الفلسطيني المقدم لمجلس الأمن حتى لو تأخر التصويت على المشروع، وإلى ضرورة استثمار عودة الأوروبيين في مناطق (ج) والقدس بما يخص الدعم والمشاريع، وإلى إيجاد مرجعية موحدة للقدس، والمطالبة بحسم (1%) من رواتب الموظفين لصالح دعم القدس. وافتتح المؤتمر مدير مركز جامعة القدس المفتوحة للدراسات المستقبلية وقياس الرأي د. محمد المصري، مرحبا بالحضور، ومؤكدا أن القدس مدينة المدن وعاصمة العواصم، ورمزنا، وعاصمة ثقافتنا وحاضرنا وتاريخنا، منها بدأ تاريخ النبوة والرسالات، رسالات السماء إلى الأرض، وهي عاصمة الإنسانية الكاملة وعنوان الصراع بيننا وبين المحتل، ومن أجلها ضحى شعبنا جيلا بعد جيل، وما زالت المعركة مستمرة. وبين المصري أن القدس بحاجة إلى الكفاح بكل الوسائل التي يضمنها القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وبحاجة إلى الجهاد بالمال ضد عدو تدعمه كل القوى الاستعمارية. وإنه بدون تعاضد أشقائنا العرب والعالم الإسلامي لا يمكن الحفاظ على هذه المدينة. وبين أن المؤتمر الذي يعقد اليوم هو واحد من مؤتمرات عديدة عقدت السنوات الماضية وتناولت جوانب مهمة من جوانب القضية الفلسطينية. ومركز الدراسات المستقبلية وقياس الرأي يعد المركز الوحيد المهتم بهذه الدراسات، لذا يجب على المؤتمر أن يخرج بتوصيات تخدم صانع القرار الفلسطيني. وقال إن قضية القدس هي خط أحمر لا يمكن تجاوزه، وإن هذا ما أكدته القيادة، متمنيا للمتحدثين في المؤتمر التوفيق. وأكد م. عدنان سمارة رئيس مجلس أمناء جامعة القدس المفتوحة، أن "القدس المفتوحة" هي جامعة منظمة التحرير، وتحقق الأهداف التي أنشئت من أجلها. وقال إن الجامعة ركزت على توفير التعليم العالي لمجتمعنا، وتوسعت حتى أصبحت تغطي محافظات الوطن كافة، فللجامعة (23) فرعا ومكتبا، ويدرس فيها أكثر من (60) ألف طالب وطالبة من أبناء شعبنا الفلسطيني، ولذلك انتقلت الجامعة في المرحلة الثانية للتركيز على النوعية والمناهج وما يقدم للطلبة. وبين م. سمارة أن الجامعة تسعى حاليا لتحقيق أهدافها بالتزامن مع دورها تجاه مجتمعها، فأقامت أكثر من (100) ندوة في مختلف مناحي الحياة في أرجاء الوطن كافة، وهي ندوات تهم مجتمعنا الفلسطيني. وبين أن المؤتمر اليوم يتناول موضوعا مهما، فالقدس تتعرض لهجمة غير مسبوقة، ولكن شعبنا متمسك بعاصمته مهما كلفه ذلك. والمؤتمر هذا يعقد ونحن نخوض أشرس معركة سياسية في مجلس الأمن لانتزاع حقنا من الاحتلال، وهذا يتطلب منا مزيدا من العمل والوحدة. وقال أ. د. يونس عمرو رئيس الجامعة، إن تاريخ مدينة القدس الأول يؤكد أنها مدينة إسلامية مسيحية خاصة أنشأها أجدادنا العرب الكنعانيون الذين سموا باليبوسيين، واسم المدينة هو اسم عربي كنعاني لا علاقة لليهود به من قريب أو بعيد. وبين عمرو أن علاقة اليهود بالقدس هي علاقة احتلال حربي، وما يجري فيها من حفريات وتهويد إنما هو محاولة لتزوير التاريخ، وإن هذه الاقتحامات المتكررة على المدينة تأتي خلافا للفتوى الشرعية اليهودية بعدم الدخول إليها، وإن كل ما يجري فيها هو أمر سياسي محض لا علاقة له بأي دين، بل هي تصرفات سياسية تنتهجها دولة الاحتلال تكريسا للتهويد. وقال إنهم لن يتمكنوا من تهويد القدس، فالقدس ليست غرناطة، وفلسطين ليست الأندلس، بل هي بوابة السماء إلى الأرض، وهي عربية فلسطينية وستبقى كذلك. وطالب بدعم صمود أهل القدس، فهم اليوم ليسوا بحاجة لخطابات ومقالات، بل إلى تثبيت على الأرض بالدعم المالي. وشكر أ. د. عمرو مركز الدراسات المستقبلية وقياس الرأي بالجامعة على عقد هذا المؤتمر، متمنيا له النجاح. انقسم المؤتمر إلى جلستين: ترأس الأولى قيس عبد الكريم (أبو ليلى) نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية، متحدثا عن الإجراءات الإسرائيلية الهادفة إلى ضم مدينة القدس لإسرائيل عبر توسيع المدينة ومحاولة تكريس الضم بدمج السكان الأصليين وذلك بعرض الجنسية الإسرائيلية عليهم، والبدء بممارسة عملية تطهير عرقي بحقهم إذا رفضوا ذلك. وفي الجلسة الأولى تحدث اللواء توفيق الطيراوي، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عن الموقف الفلسطيني والرؤية الفلسطينية لمواجهة الإجراءات الإسرائيلية في القدس، وحول موقف حركة فتح الوطني لدعم المدينة. وقال الطيراوي إن حركة فتح التي ستحتفل بعد أيام بـ"يوبيلها الذهبي" لا يمكن أن تكون إلا مع فلسطين والقدس، ولا يمكن لفلسطين أن تكون بدون القدس، ففلسطين تختزل بالقدس ولن يستطع أحد أن يقول إن القدس ليست عاصمة فلسطين. ودعا إلى التعامل مع كل تفاصيل الحياة المقدسية بما يدعم سكانها لتوفير حياة كريمة لهم، وتوفير التعليم والتنقل وسبل البناء والعيش تزامنا مع التوعية بأهمية دور المقدسيين الطليعي في حماية المدينة. في السياق ذاته، قال نائب رئيس الوزراء السابق ناصر الدين الشاعر إن ما يجري في القدس ردود أفعال على الممارسات التهويدية، حاثا الفلسطينيين على رسم استراتيجية وطنية وإسلامية لحماية المدينة، ودعوة العالم إلى تبني هذه الاستراتيجية، وتابع: "يجب أن نقول للعالم ادعمونا، فنحن نمثل القدس، لا غزة أو الضفة". ودعا إلى عدم تصدير الخلافات الفلسطينية للخارج، قائلاً: "يجب أن يساهم العالم في دعم وجودنا لا انقسامنا، ونريد من العالم العربي والإسلامي أن يكون حلفا معنا لدعم قضية القدس"، مطالبًا بخطوات استباقية تحافظ على أصالة المدينة قبل أن تبدد يد المحتل معالمها وتزورها. وقال إن ما يجري في القدس هو مجزرة بحق شعبنا، وإن استعادة الوحدة الوطنية وتعزيزها هو من أهم شروط حمايتها، داعيا العرب والمسلمين إلى تنفيذ استراتيجية تحمي المدينة. في سياق متصل، قال الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني بسام الصالحي "إن إسرائيل تسعى للخلاص من التجمعات السكانية الكبيرة وذلك بإبعادهم عن قلب المدينة وزجهم إلى أطرافها، فهم يجزئون القدس إلى مجموعات، لذا يجب أن ندعم المقدسيين الأكثر استهدافا". ودعا الصالحي إلى تأكيد المصطلحات الفلسطينية المتعلقة بالقدس، وعدم التعاطي مع المصطلحات الإسرائيلية، مؤكدا أن غياب موقف فلسطيني رافض لأي تغيرات خاصة بالمدينة في القانون الدولي، يجعل الدول الأخرى تبحث عن تبريرات لتتراجع عن موقفها بخصوص القدس والدولة الفلسطينية. وتابع: "يجب تعريف المدينة باسمها الدولي "القدس الشرقية" لا "القدس الشريف" لأن الأخير هو مصطلح ديني فقط". وترأس الجلسة الثانية أ. د. حسن السلوادي عميد البحث العلمي والدراسات العليا في جامعة القدس المفتوحة، وتحدث عن جهود الجامعة في إنشاء مركز الدراسات المستقبلية الواعد الذي عقد عددًا من المؤتمرات الاستراتيجية، وقال إن الجلسة تهدف إلى الاطلاع على آراء المفكرين في سبل دعم مدينة القدس وتعزيز صمود أهلها. وأضاف: "من العار أن نحمل أهل القدس وحدهم مهمة الدفاع عنها"، داعيًا إلى البحث عن طرق لدعم صمودهم في المدينة وإفشال مخططات الاحتلال فيها. وكان أول المتحدثين أ. حاتم عبد القادر، وتطرق إلى الخلفيات والآثار المترتبة على الممارسات الإسرائيلية في القدس، وقال: "يجب أن نحدد عن أي قدس نتحدث، أهي التي قسمت حسب القرار 181 إلى شطرين، أم القدس التي احتلت في العام 1967، أم بعد التوسعات الأخرى التي شهدتها". وقال إن الإسرائيليين عزلوا القدس عن محيطها الاستراتيجي، بعد أن كانت الطريق الواصل بين شمال الضفة وجنوبها، مؤكدًا أن لا وجود لدولة فلسطينية متواصلة جغرافيا دون القدس. وقال إن الاحتلال خلق بيئة اقتصادية طاردة لسكان القدس، اذ انتهجت سياسة تفاقم ديون المقدسيين المستحقة لبلدية الاحتلال لتصل إلى (500) مليون شيكل، وإحلال مؤسسات إسرائيلية مكان المؤسسات الوطنية. وتحدث المحاضر في جامعة القدس د. عبد المجيد سويلم، في المداخلة الثانية بالجلسة الثانية، عن الأشكال الكفاحية الأكثر نجاحا لمواجهة المخططات الإسرائيلية، مبينا أن النضال الشعبي السلمي هو الطريقة المثلى لحماية المدينة وبقائنا فاعلين فيها. وقال إن وجود المقدسيين في القدس يوميا هو عمل مقاوم، فثمة كثير من المشكلات المتعلقة بالمقدسيين يمكن حلها، لذا يجب أن نوفر للمقدسيين كل أسباب الصمود. وتحدث أ. نظير مجلي عن الصراع الداخلي الإسرائيلي، وقال إن غالبية التيارات الدينية في إسرائيل غير صهيونية ولها ارتباط عقائدي في القدس، ولكن الحركة الصهيونية حركة علمانية. ثم بين أن الإسرائيليين، وخاصة المتطرفين، يسعون لتغيير الأمر الواقع في القدس بتأدية طقوسهم الدينية في المسجد الأقصى، مستغلين الانتخابات الإسرائيلية لفرض هذا الواقع. وقال إن الإسرائيليين صدموا بموقف الفلسطينيين الثابت الذي مفاده أن القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية، والغربية عاصمة الكيان الصهيوني. وأخيرا يؤكد أن الهبة الفلسطينية الشعبية هي التي حمت القدس من المخططات الأخيرة الرامية إلى تقسيم الأقصى، وإن الفلسطينيين داخل القدس لقادرون على شرخ المجتمع الإسرائيلي. |