|
حتى العام 2017 لا يفترض وقوع اي حرب على غزة
نشر بتاريخ: 25/12/2014 ( آخر تحديث: 28/12/2014 الساعة: 12:55 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
في الصيف الماضي ، وبعد نحو شهرين من الحرب الضروس على غزة ، استخدمت اسرائيل كل قوتها المفرطة في محاولة لردع المقاومة هناك دون جدوى ، وهدمت الأحياء وفعلت كل ما فعله جيش هولاكو ببغداد . المقاومة الفلسطينية من جانبها دكّت تل ابيب دكا ، وجعلت نتانياهو عاجز عن حماية المدن الاسرائيلية التي تحوّلت الى مدن أشباح ، وانحدرت الهيبة العسكرية لجيش الاحتلال الى مستوى غير مسبوق بعد عملية زيكيم والانفاق المفاجئة التي كانت تزلزل تحت أقدام جيشه ، اما المفاجئة الكبرى التي لم يأخذها في عين الاعتبار فقد كانت قذائف الهاون والتي قتلت من جنود الاحتلال اكثر مما قتلت الصواريخ الطويلة والتي اقتصر مفعولها عسكريا على رفع معنويات الفلسطينيين وخفض معنويات الاسرائيليين .
ومن يعود لقراءة اتفاق القاهرة بين الوفد الفلسطيني برئاسة عزام الاحمد والوفد الاسرائيلي برئاسة يورام كوهين ، لن يجد شيئا مهما أكثر من وقف اطلاق النار والاتفاق على اعادة اعمار غزة التي هدمها الاحتلال . وبنود المطار والميناء ومعبر رفح والتواصل الجغرافي بين قطاع غزة والضفة الغربية وتشغيل العمال داخل الخط الاخضر كلها تم تاجيلها الى اجل غير مسمّى . وحسب معلوماتي الصحفية ان الاتفاق الذي تم بين وفد حماس ووفد فتح في ديوان أمير قطر وهو الاتفاق الاساس والذي سبق اتفاق القاهرة بنحو اسبوع ، هو عدم الانجرار الى حرب اخرى جديدة في العامين المقبلين ، كما ان الاتفاق الثالث الذي لم تعترف به منظمة التحرير جرى في باريس وينص على تكرس ال24 شهر القادمة في اعادة اعمار قطاع غزة واعادة السلطة الفلسطينية الى القطاع من خلال تشكيل حكومة توافق . وقف اطلاق النار تم ، تشكيل حكومة توافق تم ، اعلان مشروع دولي ترعاه الامم المتحدة لاعادة اعمار قطاع غزة تم ، ولم ينفذ سوى جزء اولي منه ... لكن القوى التي لا تكشف اسمها ولا تعلن نفسها ، سواء كانت دولية او اقليمية ، بعيدة او مجاورة ، قررت عدم وقوع حرب بين اسرائيل وغزة في السنتين القادمتين ، وان كل ما نشهده من " تدهور ميداني " هنا او هناك ، انما هو التهاب موضعي ، وعمليات انتقام محدودة ، سيجري السيطرة عليه. ان وقوع حرب بين اسرائيل وايران اكثر احتمالا من وقوع حرب بين حماس واسرائيل ، او حزب الله واسرائيل ، وخصوصا اذا نفذت ايران وعدها بتسليح الضفة الغربية . |