|
دينا أبو الحسن.. تحدت قسوة الظروف بارادة وتصميم فحققت هدفها وهزمت الخوف والحاجة
نشر بتاريخ: 23/08/2007 ( آخر تحديث: 23/08/2007 الساعة: 15:18 )
طولكرم- معا- الطالبة دينا إبراهيم أبو الحسن (18 عاماً) من سكان قرية نزلة عيسى شمال مدينة طولكرم، الحاصلة على المرتبة الأولى على مستوى محافظات الضفة الغربية في الفرع الأدبي بمعدل (99.6%)، لم تكن تعلم بنتيجتها سوى من جيرانها الذين توافدوا الى منزلها مطلقين الالعاب النارية والأغاني والزغاريد، مقدّمين لها التهاني بحصولها على المرتبة الاولى، حيث لم تتمالك نفسها وذرفت الدموع متمنية لو كان احد والديها بجانبها في هذا الموقف والحدث العظيم.
والدي ووالدتي توفاهما الله.. وزوجة أبي من إحتضنني ....................................................................... وتقوم بدور الأم والأب للطالبة دينا زوجة أبيها التي عوضتها عن والدتها المتوفية منذ صغرها، عدا عن انه لا يوجد بجوارها أي من الإخوة، حيث لم يرزق والداها "بخلفة الصبيان" لتصبح طريقها تحدياً نابعاً من جوف المعاناة بفقدان والديها، إضافة إلى عدم وجود دخل شهري يستوعب وجود اثنتين في الجامعة، خاصة وأن شقيقتها تدرس في جامعة النجاح الوطنية بنابلس، ما دفعها على التحدي والصمود حتى يقدر لها الحصول على منحة ومكرمة من الرئيس الفلسطيني (كما قالت). لم أصدق.. المحافظ ومدير التربية يطرقان باب منزلي .................................................................... ولم تصدق الطالبة المتفوقة دينا ان محافظ طولكرم يرافقة مدير التربية والتعليم كانا من بين من هم بزيارتها في منزلها، واصفةً تلك اللحظات غاية في السعادة والدهشة، وان إحتضان كفي مدير التربية والتعليم ليدها التي أصابتها"رجفة" كان له الأثر الكبير، حيث افتقدت في تلك اللحظات اغلى الناس عليها "والداها"، مشيرةً ان توافد أهالي القرية الى منزلها وإطلاقهم الألعاب النارية والأغاني حدث لا يوصف. كنت اتمنى ان أدرس الطب .................................... وتقول الطالبة دينا لمراسل "معا" في طولكرم سامي الساعي "كنت اتمنى ان ادرس الطب، حيث أنني درست الصف (11) في مدرسة باقة الشرقية للبنات الفرع العلمي وبتفوق، وبحكم ان بلدتي لا يوجد بها سوى مدرسة واحدة للفرع الأدبي، ولزيادة الأعباء المادية المتمثلة في المواصلات والمصروف، إتجهت للفرع الأدبي". وتضيف دينا "لست نادمة على الإطلاق، فقد رفعت رأس اهلي وابناء قريتي، وعلا اسم طولكرم وقريتي نزلة عيسى عاليا في سماء الوطن، وحققت حلمي ووصلت لهدفي المتمثل في منحة دراسية ومساعدات مالية ومصروف شخصي خلال فترة تعليمي بالجامعة" - وهذا ما حصل -. بيت متواضع يفتقر الى الكثير من المتطلبات .......................................................... ويقع منزل الطالبة دينا على مساحة (150 متراً) مكون من (4) غرف ومطبخ وحمام، حيث قام الإحتلال بهدم جزء كبير منه لصالح جدار الفصل، وينقصة الكثير من مقومات الحياة. الجدار امامي وجنود الإحتلال من فوقي وعشت اياماً صعبة جداً .................................................................................. وتتحدث دينا عن الأساليب الاستفزازية المتمثلة بالصراخ وتوجيه الشتائم لها ولعائلتها من قبل جنود الإحتلال المتواجدين داخل الثكنة العسكرية فوق منزلها، موضحةً انها لم تكن تستطع الدراسة في الغرفة المقابلة للثكنة العسكرية، بسبب التصرفات الصادرة من الجنود والتي لا تحمد عواقبها. وتضيف انها كانت تضطر إلى الجلوس في غرفة مجاورة علها تعيش في جو هاديء تستطيع من خلاله الدراسة بشكل جيد، مشيرةً انها كلما نظرت من نافذت منزلها ترى الجدار الذي كان دائما يشعرها بالألم الممزوج بالقوة والإرادة والصلابة، مشددةً على انها رغم الصعاب قادرين على تحقيق النصر والنجاح والتفوق. التوكل على الله وتنظيم الوقت سر التفوق ....................................................... وتؤكد الطالبة المتفوقة دينا ان المتابعة اليومية للدراسة، إضافة الى تنظيم والتوكل على الله سبحانه وتعالى، والاجتهاد والمثابرة، هو السبيل لتخطي الصعاب والوصول إلى النجاح، مؤكدةً أن العام الدراسي الذي مر كان مليئاً بالصعاب، حيث الأحداث المؤسفة في قطاع غزة والإضرابات المتكررة والدوام غير المنتظم أشعرني بالإحباط وعدم التركيز، معلنة انها تود دراسة المحاسبة في جامعة النجاح الوطنية بنابلس لتكون الى جوار شقيقتها، حيث ستكمل مسيرتها التعليمية حتى الحصول على شهادة الدكتوراه. |