|
عيسى: العام الجاري يسجل اعتقال 1965 طفل قاصر
نشر بتاريخ: 28/12/2014 ( آخر تحديث: 28/12/2014 الساعة: 13:42 )
رام الله - معا - دان الدكتور حنا عيسى، الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، سياسة كيان الاحتلال الاسرائيلي باعتقال الأطفال الفلسطينيين وزجهم في المعتقلات الإسرائيلية واصفا اياها بممارسات انتقامية، مشيرا أنه وفقا لاحصائيات رسمية فلسطينية قامت قوات الاحتلال العام الجاري 2014 باعتقال 1965 طفل، من بينهم 253 طفلا تتراوح أعمارهم بين (12-15)، وسبع طفلات، وما يزيد عن 50 طفل مقدسي وفقا لاحصائيات الهيئة الإسلامية المسيحية، مبينا أنه فقط في شهر شباط المنصرم كانت اعلى نسبة في عملية الإعتقال حيث بلغت 230 طفل.
وقال الأمين العام للهيئة، "معظم جرائم الاعتقال التي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلية باستهداف الأطفال القاصرين (أقل من 18 عاما)، يتخللها ممارسة ضغوطات نفسية وجسدية والتعذيب والتنكيل خاصة قبل مثولهم أمام محققين رسميين أو وصولهم إلى سجون ومراكز تحقيق رسمية، كما لا يتم الإفراج عنهم إلا بكفالات مالية عالية تزيد من الأعباء المادية المفروضة على العائلات المرهقة. فالأطفال أصبحوا ضحايا يعانون من تبعات الاعتقال مدة طويلة المدى مثل الحبس المنزلي الذي يمنعهم من التعليم ويُجبر أحد الأبوين أن يترك عمله للبقاء مع الطفل في المنزل، كما ولذلك تبعات مادية ومهنية إضافية. هذا علاوة على الإبعاد عن البلدة وما ينتج عنه من آثار نفسية واجتماعية على العائلة بشكل عام". وأضاف عيسى، "الحرب التي تشنها سلطات الاحتلال ضد الأطفال الفلسطينيين، وخاصة المقدسيين تأخذ أشكالاً وأساليبا عدة، الاعتقال يأتي في مقدمتها، ثم استخدام الاطفال دروعا بشرية، وشبحهم ساعات طويلة في العراء صيفا وشتاء، وإجبارهم على التعري، والدوس عليهم بعد إلقائهم أرضاً، وضربهم بالأيدي والأرجل وأعقاب البنادق، ومنها ايضا توجيه الشتائم المهينة والبذيئة لهم، او إجبارهم على تقليد حركات وأصوات الحيوانات". وتابع، "من الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال المقدسيين على يد شرطة الاحتلال الإسرائيلي أثناء اعتقالهم ليلا، هو استخدام العنف والتكبيل دون مبرر، والتحقيق دون وجود الأهل، ناهيك عن المنع من الذهاب للحمام، وحرمانهم من شرب الماء أثناء عمليات التحقيق معهم لإجبارهم على الاعتراف بإلقاء الحجارة". واوضح عيسى، "شرطة الاحتلال الإسرائيلي انتهكت القوانين الإسرائيلية الخاصة بالأطفال أثناء عملية الاعتقال والتحقيق مع أن هذه القوانين مطبقة ومعمول بها في القدس الشرقية، كما واستخدمت شرطة الاحتلال وحدات "المستعربين" ضد الأطفال المقدسيين، حيث تتم بشكل مفاجئ من قبل شخص مقنع". وشدد الدكتور حنا عيسى، وهو أستاذ في القانون الدولي، "اعتقال الاطفال وفرض الاقامة الجبرية عليهم يعتبر اولى خطط الاحتلال لقتل الطفولة وتبديدها، فاعتقالات الأطفال المتزايدة وجهت ضربة نفسية كبيرة لهم، وعملت على تحويل الطفل المناضل الذي يبحث ويدافع عن حقوقه ويتربى في حضن وطنه، إلى طفل بعيد عن حقوقه وواقعه الوطني، فالطفل اصبح يعاني من النوبات النفسية وتساقط الشعر وصدمات نفسية تسببها ظروف اعتقاله، وعدم قدرة والديه على حمايته". وبين أستاذ القانون الدكتور حنا، أن احياء الطور، والعيسوية، وسلوان والبلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة، شهدت اكثر حالات اعتقال للاطفال المقدسيين. وقال، "رغم اختلاف أشكال الاعتقال غير أن هدفها جميعها قمع الأطفال ومنعهم من ممارسة حياتهم اليومية الطبيعية، حيث تتم عملية الاعتقال الليلي من خلال القوات الخاصة والملثمين، وتتعمد اقتحام البيت بصورة همجية وسرقة الطفل من أحضان والديه لجعله يشعر بعدم الأمان وضربه ووضعه في سيارة عسكرية للتحقيق معه". وأكد عيسى، "الطفولة الفلسطينية وخاصة في مدينة القدس باتت تفتقر لأدنى مقوماتها، وتبحث عن زواياها وملامحها فلا تجد لها بين ازقة القدس وحاراتها عنواناً، ففي القدس كل شي مختلف، الاطفال لم يكونوا يوماً اطفالاً، كبروا بسرعة وشابوا، والملعب بات بيت مدمر، وارض مصادرة. فهناك خلف اسوار القدس لكل طفل حكاية ولكل صغير رواية خاصة، نسجت من ملامح القدس باحتلالها وعنفوانها، بتعقيد قضيتها بحضارتها وتاريخها وتراثها". |