وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

نائب قائد الجيش يعترف- لدينا ضعف ملحوظ في تقييم نوايا حماس

نشر بتاريخ: 09/01/2015 ( آخر تحديث: 09/01/2015 الساعة: 15:26 )
بيت لحم - معا - في حديث مفتوح وشبه صريح وهو الأول لنائب قائد الجيش الاسرائيلي يائير نواه الذي أنهى مهامه في الجيش، تحدث عن الحرب الأخيرة على قطاع غزة وتطرق لقضايا عديدة في الجيش، معتبرا طول أمد الحرب لخمسين يوما كان خاطئا وتقييم نوايا "العدو" حماس كان الضعف الأبرز.

وبحسب ما نشر موقع صحيفة "معاريف" العبرية اليوم الجمعة، فإن نائب قائد الجيش الذي أصبح قبل أيام ضابط احتياط تحدث عن الحرب الأخيرة وجوانب الضعف التي رافقت هذه الحرب، مؤكدا بأنه جرى بحث مدة الحرب عدة مرات بين المستوى العسكري والسياسي منذ الحرب الأولى على قطاع غزة عام 200 ، ومع ذلك فإن الحرب الأخيرة استمرت لفترة طويلة دون الوصول لحسم لهذه المعركة، مفندا الأقوال التي كانت تصدر من قبل بعض قادة الجيش وكذلك المستوى السياسي التي كانت تقول بأن توسيع دائرة الحرب والدخول في عمق القطاع سوف يوقع خسائر وتكون المواجهات دموية، بأن المبدأ الذي خطه "بن غزريون" يقول بأنه يتوجب نقل المعركة بأسرع ما يمكن لمناطق "الاعداء" لتحقيق نصر سريع، وهذا ما يؤدي لن تكون الحرب قصيرة وتعطي نتائج واضحة.

وعن الحرب الأخيرة، فإن نائب قائد الجيش يقول بأنه منذ بداية الحرب واجهنا مشكلتين تسببتا بطول الحرب وعدم وصولنا لحسم المعركة، الأولى تتمثل بالتسريبات عن المجلس الوزاري المصغر "الكابينيت" والتي أعلنت هدف العملية، المتمثل بردع حركة حماس وليس الانتصار عليها واخضاعها، وهذا ساهم بشكل كبير لطول أمد الحرب والوصول الى 50 يوما، وهنا أيضا كان لنا ضعف في تقييم نوايا حماس، وأين الخط الأحمر الذي لا يمكن ان تتجاوزه، كنا على علم بمكان كل "مخرب" ولكن لم يكن لدينا ماذا تريد حماس، وماذا يمكن ان يتحمل من ضرباتنا وماذا لا يتحمل منها، والى أي مدى يمكن ان يدفع ثمن خاصة بأن العديد من السكان سيدفعون الثمن وهم ليسوا من حماس وهي على استعداد لتقديم هذا الثمن.

واوضح نائب قائد الجيش بأنه يوجد فرق كبير على ضوء ذلك في ردع حماس وكيفية ردعها خاصة بأنها تعلم من اليوم الأول بأن الهدف ليس بالمساس بسلطتها، لذلك فإن كل العمليات التي كنا نقوم بها هي رفع سقف الضربات للوصول الى حالة الردع، وهذا ما ساهم بشكل كبير في طول أمد الحرب، وكأننا نقوم بلف البرغي سن أضافي في الوقت الذي نعلم بأن الثقب صغير جدا.

والمشكلة الثانية التي واجهناها تتعلق بالسؤال التالي "أي نوع من العمليات نحن بحاجة له"، وهذا السؤال تم طرحه بعد الحرب الأولى 2009 وبحثه في "هيئة الاركان" ومع الحكومة السابقة، وجرى عقد العديد من الاجتماعات بين المستوى السياسي والعسكري، ولكن حتى يكون لدينا خطة كاملة وعلى أساس أقصر فترة ممكنه للحرب ونقلها بشكل سريع في أرض "الاعداء"، كان يجب بحث ذلك على مستوى أوسع في صفوف الجيش وقادة الوحدات المختلفة، لأن ما جرى في النهاية شبيه لحرب 2009 وكذلك حرب 2012 .

صحيح بأن حماس في النهاية انخفضت في مستوى طلباتها وشروطها لوقف الحرب، وهذا نابع من وجود تناقض واضح بين قيادة حماس الخارج وقطاع غزة، حيث كانت الأخيرة تريد القول بأنها هي التي تقرر في النهاية وكانت عيونها تتجه نحو القاهرة، وتريد ان يكون وقف اطلاق النار من خلالها وكذلك القاهرة، كذلك الضربات المتتالية التي كان يقوم بها الجيش ضد حماس كانت سبب في الوصول الى هذه النتيجة، ولكن كان يمكن الوصول الى ذلك بأقل وقت وبطريقة تفرض قوة ردع أكبر وأشد على حماس.

وتطرق لموضوع الأنفاق وما تشكله من خطورة خاصة الهجومية منها، وسجل موقفا مغايرا للكيفية التي تعامل بها الجيش والمستوى السياسي، فنائب قائد الجيش يرى بأنه كان يتوجب تقطيع قطاع غزة ودخول قوات الجيش حتى البحر، ومن ثم العودة الى الخلف والتعامل مع الانفاق، وليس كما فعل الجيش مواجهة الأنفاق وجها لوجه، كذلك كان يجب على الجيش القيام بخطوات عسكرية مفاجئة وليس الاكتفاء بالدخول الى المناطق الحدودية، معتبرا تلك الخطوات كانت ستخدم الجيش والمستوى السياسي كونها تساهم بشكل كبير في الضغط على حماس.

وفي جانب المعلومات والاستخبارات وما قيل عن تحذير قدمه جهاز "الشاباك" للجيش عن حرب محتملة، فقد أكد بأن الجميع كان يستعد لحرب في الصيف مع قطاع غزة، وليس مهما ان كانت المعلومات المقدمة تأخرت أسابيع أو تقدمت أسابيع، الكل كان على علم بأن حماس تستعد للحرب بعد أن اغلقت السلطة الفلسطينية عليها حساب البنك، وبعد قيام مصر باغلاق الأنفاق عليها، ومع ذلك فإنني اعتقد بأن دراسات الاستخبارات خلال السنوات الأخيرة كانت أقل بكثير من الادارات السابقة، ان لم نقل بأنها تراجعت، على هذه الأقسام ان تخرج من دائرة المحافظة وعليها ان تبدي مرونة أكثر خاصة بأن الواقع المحيط بنا يشهد تغيرات كبيرة.

يشار بأن نائب قائد الجيش يائير نواه سبق وتم تسريحه من الجيش ولكن تم استدعاءه مرة أخرى وشغل منصب في "هيئة الاركان" تحت قيادة قائد الجيش السابق جادي اشكنازي، وكذلك شغل منصب نائب قائد الجيش التي تنتهي ولايته قريبا بني جنتس، وسبق وشغل منصب قائد منطقة المركز "الضفة الغربية" وتعرض لهجوم من قبل المستوطنين وتظاهر عدد منهم امام منزله، وعندما انهى مهامه في الجيش أول مرة نقل مكان سكنه في اسرائيل، وقد كان من المرشحين لتولي قائد الجيش خلفا لبني جنتس، وعندما خسر السابق على هذا المنصب لصالح ايزينكوت أعلن بأنه سيخرج من الجيش وينهي حياته العسكرية.