|
الطفل محمود القرناوي.. إصطاده جنود الاحتلال وهو يقطف ثمار التين وتركوه دون اسعاف حتى فاضت روحه البريئة
نشر بتاريخ: 26/08/2007 ( آخر تحديث: 26/08/2007 الساعة: 12:03 )
طولكرم- معا- بعد ان اطلقوا عليه النار بكثافة وأسقطوه من على شجرة التين التي كان يجني ثمارها، تُرك الطفل محمود إبراهيم القرناوي (11 عاماً) ينزف على الأرض دون تقديم العلاج له، ودون النظر حتى اليه وهو يتلوى، وعندما سألت والدته احد الجنود"إبني عايش؟؟؟ فأجاب بإستهزاء وباللغة العربية, "يمكن فيه الروح".
هكذا تعامل عناصر الوحدات الخاصة "المستعربين" وجنود الإحتلال مع الطفل القرناوي الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية وكان في زيارة لإخوته غير الأشقاء في بلدة صيدا شمال طولكرم، فكان الرصاص ينتظره هناك. مراسلنا في طولكرم زار مكان الحادثة، والتقى مع أخوات القرناوي وعدد من النسوة اللواتي تواجدن في المكان وبالقرب منه وعلى نوافذ المنازل، فكانت روايات مؤلمة جداً، توضح مدى "حقد وعنجهية" المحتل، بل رجال الوحدات الخاصة "وحدات الموت والقتل" ضد كل من يتحرك في مكان إستهداف المقاومين. وفي بيت متواضع، بل متهالك تعيش أخوات الطفل القرناوي، وإخوانه الذين تبقوا خارج سجون الإحتلال، حيث البيت بجانب الشارع الرئيس على مدخل بلدة صيدا شمال طولكرم، مكون من غرفتين وساحة غير مسقوفة، ومطبخ خارجي بلا بوابة، ومرحاض داخل الغرفة، ونوافذ محطمة لا يوجد عليها زجاج يمنع الهواء، وابواب صدئة تفتح بمجرد ركلة بسيطة بالرجل. وتقول الفتاة رقية محمود عودة (16 عاماً) انها شاهدت الموت المحقق امام اعينها، بل انها عاشت ساعات من الترهيب والخوف، وعمليات الإذلال على يد جنود الإحتلال ورجال الوحدات الخاصة. وتضيف رقية: "سمعت صوت إطلاق نار كثيف في ساحة المنزل، ففتحت باب غرفتي لأرى ماذا يحصل، فأطلق احدهم النار بإتجاهي بكثافة، إلا انني لم اصب، وجلست في ساحة الغرفة، وبعد دقائق جاءت والدتي التي كانت في الساحة لتخرجني وتكون الى جانبي، فخرجت وكان المشهد المخيف. لقد كان أخي غير الشقيق محمود ملقى على الارض تحت شجرة التين التي هي في ساحة البيت، وكان يتحرك بلا صوت، والدماء تسيل بكثرة من جسده، فسألت والدتي أحد الجنود...هل أبني عايش؟؟؟... فأجاب بسخرية وباللغة العربية....يمكن فيه الروح، وتركوه حتى فارق الحياة. والشئ الأصعب من ذلك، تقول رقية ان الجنود طلبوا منها ان تقوم بجر أخيها الطفل الشهيد وتبعده عن شجرة التين، "إلا انني رفضت، لكنهم ارهبوني وهددوني انني سأقتل ان لم أفعل، فقمت بجره وابعاده عن شجرة التين حيث كان رأسه مفتوحاً ومخه على الارض والمشهد مخيف جداً، كما طلبوا مني ان اقوم بجر أخي الآخر الجريح"صدّيق محمود عودة" الذي كان ينزف بغزارة قرب ساحة المنزل، وعندما توجهت اليه وامسكت بيده لم أستطع ان اكمل فسقط في نصف الطريق، عندها حضر الجنود وأمسكوا بيده وجروه على الارض لمسافة 7 أمتار او اكثر. وعندما وضعوه على الارض قاموا بتقديم العلاج له، واعطائه عدة حقن في جسمه، وإيصال "برابيش" في صدره وخاصرته، ووضع بالون أوكسجين في فمه ومن ثم نقلوه الى سيارة الاسعاف العسكرية الاسرائيلية وذهبت به الى مكان مجهول." وتقول احدى جارات البيت: "لقد أحضروا الى ساحة منزلي القريبة من ساحة الجريمة الشاب صفوت محمود عودة شقيق الشاب صديق والشهيد محمود، وقيدوا يديه ومن ثم جاء احد الضباط الذي يتحدث اللغة العربية وبدأ بالتحقيق معه في المكان مستخدما الضرب واللكمات والالفاظ النابية، وسأله عن المصاب صدّيق والشهيد الطفل، إضافة الى الشهيد الآخر الذي قتل في الشارع بجانب المنزل طارق ملحم." وتضيف: "عندما انتهى الجنود من القتل، ونقل جميع المصابين والشهداء الى خارج المكان، احضر الجنود كرة قدم وبدأوا باللعب في ساحة البيت الذي سقط فيه الشهيد، وبصوت عالي جداً صاروا يضحكوا، ويصرخوا على الفتاة رقية ووالدتها، وكأن شيئاً لم يحصل، وكأنهم لم يرتكبوا جريمة قتل." |