وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

عباس زكي: نحن بصدد انهاء دراسات اعادة بناء البارد بدعم سعودي واماراتي وكويتي

نشر بتاريخ: 26/08/2007 ( آخر تحديث: 26/08/2007 الساعة: 14:49 )
بيروت - معا - التقت النائبة بهية الحريري وممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي في دارة آل الحريري في مجدليون، المشاركين في المخيم الشبابي التطوعي الأول للتنمية المدنية الذي تنظمه مؤسسة الحريري وجمعية "لاجىء" في صيدا بمشاركة أكثر من مائة شاب لبناني وفلسطيني، في حضور نجلها أحمد الحريري وملك جمال لبنان وسام حنا.

ثم كرمت النائبة الحريري المشاركين بحفل عشاء شارك فيه الى زكي، القنصل في ممثلية منظمة التحرير محمود الأسدي، مفتي صيدا ومنطقتها الشيخ سليم سوسان، ممثلون لمطارنة صيدا: الياس نصار، الياس كفوري وايلي حداد، المسؤول السياسي "للجماعة الاسلامية" في الجنوب بسام حمود، ممثل قائد منطقة الجنوب الاقليمية في قوى الأمن الداخلي العميد محمد قدورة العقيد ناجي المصري، نائب رئيس اتحاد بلديات صيدا الزهراني سيمون مخول وعدد من رؤساء بلديات الاتحاد وأعضاء لجنة المتابعة المدنية اللبنانية - الفلسطينية.

النائبة الحريري
وكان اللقاء الذي سبق العشاء، استهل بالنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، وتخلله حوار مع المشاركين عن قضايا تهم الشباب اللبناني والفلسطيني. وردت النائبة الحريري على اسئلة الشباب مشيرة الى "أن هذا المخيم الشبابي هو المخيم الأول للشراكة الفلسطينية - اللبنانية على صعيد الشباب، وأن كل التساؤلات والهواجس التي طرحها الشباب في ورش العمل كانت مبررة". وقالت: "انتم الجيل الثالث بعد النكبة، هذا الجيل لم يتعود على التواصل ونحن تحدينا كل الصعوبات وقطعنا كل الحواجز حتى نؤمن مساحة من الحوار الحر دون أية قيود. وان نجاح هذا المخيم سيكون اساسا واستمرارا لمخيمات آتية لكل الشباب اللبناني والفلسطيني حتى يتبادلوا كل ما يقربهم من بعضهم. ان ما تقومون به يعطي صورة جديدة وعينا أخرى على الوجود الفلسطيني في لبنان، فدعونا نكسر الحواجز بين بعضنا ونناقش فكرة وليس أن نقارع معضلة كبيرة علقت على مدى عشرات السنوات بالوجود الفلسطيني في لبنان".

اضافت: "لقد حافظت القضية الفلسطينية على الهوية العربية ونحن ممتنون لها وسنبقى ندعمها ويجب أن نخلصها من كل الشوائب، ونعتبرها مقدسة ونحملها بقلبنا وعقلنا وفكرنا لنتحول مع الأيام الى لوبي حقيقي وصولا الى تحقيق الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".

ودعت الى "تعزيز جسور الثقة بين الشباب الفلسطيني والشباب اللبناني بكل طوائفه ومشاربه وانتماءاته". وقالت: "الأخوة الفلسطينيون يريدوننا موحدين لدعم قضيتهم، ونحن نريدهم موحدين لدعم قيامة لبنان لأن قيامة لبنان من قيامة فلسطين. وهذا هو الرد الحقيقي على محاولات النيل من العلاقة اللبنانية - الفلسطينية لأن المقصود كان تفجير المخيمات وتهجير الفلسطينيين. ويجب أن نبقى متمسكين بالجيش اللبناني والقوى الأمنية المرجع الوحيد الذي يحفظ أمن الفلسطينيين واللبنانيين. وسنبقى متسمكين بمقررات اتفاق مكة واتفاق الطائف لأن وحدة الفلسطينيين هي وحدة القضية الفلسطينية ووحدة اللبنانيين هي حفظ لبنان، وان شاء الله يمر هذان الشهران بهدوء حتى تتجدد الحياة السياسية في البلد ونعود لنفرض حقنا في الاستقرار وبناء الدولة والذي هو مشروعنا الأساسي وأنتم شركاء أساسيون فيه، فيجب أن نسعى الى ان نقارب كل وجهات النظر لننتقل الى البناء الحقيقي لدولتنا التي تبنى بالمشاركة من كل الأطراف، والى تثبيت السلم الأهلي وهو ليس قرارا بل مسار وتراكم يجب أن نكمل به".

وجددت النائبة الحريري "التمسك بالدستور اللبناني، وما ينص عليه من أن هذا البلد نهائي لكل أبنائه ورفض التوطين مع حق العودة للاخوة الفلسطينيين. وهذا الدستور يتبنى شرعة حقوق الانسان التي أقرتها الأمم والمتحدة، ومن هذه الشرعة حق علينا هي الحقوق الأساسية للوجود الفلسطيني في لبنان. هذه الحقوق لا تلغي حق العودة، لأنه ليس ملكا لأحد بل هو ملك لكل الشتات الفلسطيني في العالم. وطالما نحن متفقون لبنانيين وفلسطينيي على رفض التوطين والتهجير ومتمسكون بحق العودة فلا تستطيع قوة في العالم أن تفرض علينا شيئا آخر".

واشارت الى "أن صيدا حملت القضية الفلسطينية ودفعت ثمنا لذلك، عندما اختلف اللبنانيون على الوجود الفلسطيني في لبنان، وقدمت أنموذجا أن الصيداويين هم الذين فرضوا الاستقرار، والفلسطينيين تجاوبوا مع هذه الارادة".

تمنت "أن يخرج هذا المخيم الشبابي بتوصيات، وان يكون له ممثلون منتدبون في لجنة المتابعة المدنية اللبنانية - الفلسطينية".

زكي
من جهته، أعرب زكي عن سعادته ب"لقاء الشباب اللبناني والفلسطيني معا في بيت آل الحريري الذي يضم ارادات فاعلة تضع بصماتها على مستقبل العلاقة اللبنانية - اللبنانية والفلسطينية - الفلسطينية واللبنانية - الفلسطينية، مشيدا ب"الجهود المتواصلة للنائبة الحريري لتقريب المسافات بين اللبنانيين، وبين اللاجئين الفلسطينيين على الأرض اللبنانية".

وقال: "إن أخطر جنرال على الانسان هو جنرال الاحباط، فيجب أن يبقى لدينا الأمل والتفاؤل، وأن يشعر هذا الجيل بأن له مستقبلا وتطلعات بالارادة والوعي الجماعي. نعول عليكم أن تكونوا رسل محبة وتواصل وتلاحم حقيقي بين أبناء لبنان الواحد وابناء لبنان وفلسطين".

وأعرب عن ثقته ب"أن لبنان سيخرج من محنته قويا"، مجددا تأكيده "الوقوف بجانب الجيش الذي يمثل رمز وحدة البلد ويحقق سياج الوطن".

وعن أوضاع نازحي نهر البارد وتأمين المأوى الموقت، قال: "إن ممثلية منظمة التحرير الفلسطينية طلبت تأمين خمسة آلاف وحدة سكنية موقتة لأهالي البارد، وهذه الوحدات ستصل من الامارات العربية المتحدة قريبا".

وأعلن عن مشروع لدى "الأونروا" ل"تأمين بيوت جاهزة موقتة وتكون قريبة من البارد، مشيرا إلى أنه "تم تأمين أرض على البحر واستئجار بيوت في البداوي كسكن موقت. وهناك أموال متوافرة لمن يستطيع أن يسكن خارج المنطقة".

وأشار إلى أن "هجرة نازحي نهر البارد موقتة والعودة مؤكدة وإعادة بناء المخيم حتمية وهذا قرار الحكومة اللبنانية. للمرة الأولى يزور المهندسون الفلسطينيون السراي ليجتمعوا مع شركة "خطيب وعلمي" لإنهاء الدراسات الخاصة بإعادة بناء المخيم"، لافتا إلى أن "هناك جهوزية من المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة والكويت ودول مانحة أخرى لدفع مبالغ من اجل استكمال البناء.نحن بصدد تأمين متابعة الدراسة لأولاد نازحي نهر البارد، ونحن معنيون بالتعليم في الجامعة كل من كان في نهر البارد".

وشكر زكي المملكة العربية السعودية والإمارات على ما قدماه من مساعدات مالية، مشيرا إلى أن "السعودية قدمت 12 مليون دولار والامارات 5 مليون دولار"، كاشفا عن توجه ل"دعوة السفراء العرب إلى الاجتماع، مرة أخرى، لطلب الدعم منهم"، وقال: "كل ما يأتي يتم دفعه عبر "الأونروا"، حرصا على الشفافية وكون "الأونروا" الجهة الدولية الوحيدة المعنية بموضوع اللاجئين الفلسطينيين".

وأعلن "التحضير لاقامة مسرح دائم في البداوي ليتسنى لأكثر من 35 ألف نازح، هم ضحية الارهاب وعصابة العبسي الهمجية البربرية، أن يعبروا عن ألمهم ووجعهم من خلال ابداعات وأنشطة وأشكال من التعبير من شأنها التخفيف عنهم".

بعد ذلك، جرى تبادل الدروع التذكارية بين النائبة الحريري وزكي، وقدمت إليهما ادارة المخيم ممثلة بمنسقيه طارق أبو زينب وعمر النداف دروعا تقديرية. كما جرى تكريم عدد من المبدعين والشخصيات والجمعيات وتوزيع شعار المخيم على جميع المشاركين.