|
اختتام المرحلة الثانية من مشروع تفعيل دور الشباب في مكافحة الفساد
نشر بتاريخ: 13/01/2015 ( آخر تحديث: 13/01/2015 الساعة: 16:27 )
رام الله- معا - كان يوما تفاعليا بامتياز، نزل خلاله العشرات من نشطاء وأعضاء شبكة الشباب الفلسطيني الفاعل سياسيا ومجتمعيا إلى مراكز المدن في خمس محافظات بالضفة الغربية ينشرون الوعي بين المواطنين في موضوع الفساد ومكافحته، وطرق كشف الفاسدين والتبليغ عنهم.
جرأة وصراحة وكلهم ينبذون الفساد. اليوم المذكور، شهد تفاعلا بين أعضاء الشبكة، والمواطن، وصرح كثيرون من عامة الناس بجرأة ووضوح عن آرائهم حيال الفساد والفاسدين، وضرورة ملاحقتهم والضرب عليهم بيد من حديد. في مركز المنارة في رام الله، تمكنت في ذلك اليوم نجوان أبو نجم، مع زملائها الآخرين في الشبكة، أمثال: حنين الشعيبي، ورزق عطاونة، وأمجد المالكي، وريم علي، وبالشراكة مع مجموعات شببية أخرى، ومجموعات من طلبة الجامعات من تقريب الصورة للمواطنين الذين اندفعوا في حواراتهم مع نجوان للحديث دون وجل عن الفساد، بعد أن طلبت منهم التبليغ غعن أي شبهات بالفساد. قالت لهم: العناوين واضحة، بإمكانكم أن تتوجهوا إلينا كشبكة وتقدموا ما لديكم من معلومات، أو أن تتوجهوا لهيئة مكافحة الفساد لتبلغوا بما لديكم، وبما تملكون من وثائق ومعلومات"، ثم زودتهم لنشرة عن هيئة مكافحة الفساد والعناوين التي يمكن مراسلتها. لم تخل أحاديث من التقتهم المجموعة من تخوفات بادئ الأمر من الخوض في هذه الموضوع، مع إبداء بعض التشكك والريبة من جدوى التبليغ، قبل أن يطالعوا نشرات تثقيفية وتوعوية تحثهم على الحديث عن الفساد وكشفه، وأن عليهم مسؤولية وطنية ومجتمعية تحتم عليهم ذلك. أحد المواطنين والمعروف ب"كيمو" رد على نجوان" من يضمن لنا محاسبة الفاسدين؟ هل تضمنون محاكمتهم؟ قالت نجوان" عليك أن تبادر وسنساعدك في ذلك. عليك أن تقوم بدورك كمواطن، ولا يجب أن تتقاعس أبدا". وما حدث مع نجوان وزملائها، حدث في بيت لحم، حيث قاد شادي زيدات منسق الشبكة مجموعة أخرى من الأعضاء والنشطاء من الشبكة في التفاعل مع المواطنين وتوعيتهم بدورهم ومسؤولياتهم حيال هذه القضية، وما صادفته نجوان في رام الله، صادفه شادي وزملاؤه، ونشطاء آخرون من الشبكة في محافظات: الخليل، طولكرم، ونابلس، فكان يوما مشهودا من التفاعل والرغبة الشديدة من قبل المواطنين في التعبير عن غضبهم من الفساد والفاسدين وضرورة تعريتهم وكشفهم، ومحاسبتهم. في حديثه مع المواطنين واجه شادي زيدات منسق الشبكة وزملاؤه، التساؤل ذاته، حتى بعد أن عرف بالشبكة، وبعلاقتها بهيئة مكافحة الفساد. ناشد شادي كل مواطن أن يقوم بدوره المجتمعي والرقابي، وبأن عليه مسؤولية كبيرة في هذا الشأن. وأسهل الطرق لذلك، هو أن يتوجه للشبكة، ولهيئة الفساد، وكما فعلت نجوان زودهم بالعنوان الرئيس، وطلب منهم التواصل أيضا مع أعضاء الشبكة على العناوين التي أرفقت بالنشرة. ولم تكن الخليل بمنأى عن هذه الفعاليات، حيث انخرط أعضاء الشبكة وناشطيها، وهم: رائد الأطرش، رزق طميزي، أسماء زغير، شروق بريغيث، غسان عطاونه، إيلان بريغيث، وهديل حلايقة، في حوار تفاعلي مع المواطنين والتجار، وجرى التداول في مفهوم الفساد، ومدى وعيهم في آليات وطرق محاربته، وبدت الجرأة والصراحة في ردود أفعال المواطنين الذين أدلوا بآرائهم، مع رغبتهم أيضا في الملاحقة الجدية للفاسدين ومحاسبتهم، وعدم السماح بالإفلات من العقاب، مهما علت درجاتهم ومراكزهم الوظيفية. كان حديث رائد ورفاقه في الشبكة مع المواطنين في الخليل عن الدور الرقابي كما كان قال ذلك من قبل شادي وهو يخاطب جمهوره في بيت لحم، دور يفترض ان يقوموا به باعتباره واحدا من الوسائل المهمة في مكافحة الفساد. في جواب له على أحد المواطنين قال الأطرش" إن سكتم عن الفساد والفاسدين، ساعدتم في تفشيه، ومنحتهم الفاسد فرصة البقاء وممارسة مزيد من أعمال الفساد ونهب المال العام. أحد المواطنين سأل رائد وزملاءه" إلى من نشكو الفاسدين؟ مواطن آخر قال" كل شي بالواسطة والمحسوبية.. ومين بضمن لي حبس الفاسد"؟ ردت أسماء الزغير، عضو شبكة الشباب الفلسطيني الفاعل سياسيات ومجتمعيا " نحن كشبكة واحد من عنوانين، ثانيهما هيئة مكافحة الفساد". ثم دفعت بنشرة تثقيفية تشرح بالتفصيل آلية التبليغ عن الفساد، وأن بإمكان أي مواطن أن يتوجه لهيئة مكافحة الفساد ويبلغ بما لديه من معلومات. في نابلس، وفي مركز المدينة، انهمكت حنين رمضان هي الأخرى، مع زملائها في الحملة التوعوية: ابراهيم رمضان، نديم عويس، وخالد مشاقي، في توزيع النشرات التثقيفية على المواطنين من كافة الفئات والأعمار، وتحلق كثيرون حول نشطاء الشباب يستمعون إلى أقوالهم، ثم تبدأ الحوارات والنقاشات بين الجانبين، يتخللها طرح أسئلة عن جدية ملاحقة الفاسدين، وكشفهم، وما إذا بإمكان كل مواطن أن يلعب دورا في مكافحة الفساد، والطريقة والآلية التي يمكنهم من خلالها التبليغ عن الفاسدين. وفيما توالت الاستفسارات من المواطنين عن الطريقة التي يبلغون بها عن الفساد، سأل أحد المواطنين عن قدرة الشبكة على مكافحة ومحاربة من أسماهم ب"كبار الفاسدين". كان جواب حنين تذكير من استمع ومن سأل من الحضور بأهمية دورهم كمواطنين في محاربة هذه الظاهرة، حتى يكون بالإمكان الحد من الواسطة والمحسوبية، والتقليل من ظاهرة الفساد إلى ان يتم القضاء عليهم. قالت لمن سأل عن الجدوى من مكافحة الفساد" إياك أن تتردد في كشفه والتبليغ عنه، ونحن بدورنا سنقدم لك المساعدة الإرشادية، ونساعدك في الوصول إلى من يسمع صوتك، ويتابع ما لديك من معلومات". كان أعضاء الشبكة الذين توزعوا على المحافظات الخمس وعددهم أكثر من 30 عضوا ناشطا، نفذوا على مدى ثلاثة شهور متواصلة سلسلة أخرى من الفعاليات والنشاطات التدريبية والميدانية المماثلة، أبرزها: دورة تدريب مدربين، لتفعيل دور الشباب في مكافحة الفساد والحث على تفعيل هذا الدور. في حين، كان اليوم التفاعلي المحافظات الخمس كما يقول شادي زيدات منسق شبكة الشباب الفلسطيني الفاعل سياسيا ومجتمعيا تتويجا للمرحلة الثانية من مشروع تفعيل دور الشباب في مكافحة الفساد، نفذته المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية "مفتاح" بالشراكة مع هيئة مكافحة الفساد، وتم خلالها استهداف مجموعة شبابية مكونة من 25 – 30 ناشطا شبابيا من أعضاء الشبكة، اجتازوا دورة تدريب مدربين استمرت لستة أيام، وهدفت إلى تعزيز معرفة وإدراك الفئة المستهدفة بآليات مكافحة الفساد، وتلقي مهارات تدريبية أخرى هدفت إلى الخروج بهم إلى المجتمع وممارسة دورهم كمدربين في هذا المجال لأقرانهم من المجموعات الشبابية المختلفة. وأشار زيدات في هذا الشأن إلى استهداف الشبكة لأربع مجموعات شبابية من جامعات: بيت لحم، الخليل، بير زيت، والنجاح في ورش توعوية لزيادة إدراك وفهم الفئة المستهدفة بأهمية دورها المجتمعي في مكافحة الفساد، ونشر ثقافة التبليغ عن الفاسدين. بدورها، أكدت لميس الشعيبي، مدير برنامج تعزيز المشاركة المجتمعية في "مفتاح"، أن التدخلات التي قامت بها المؤسسة تأتي منسجمة مع رسالة "مفتاح"، في تعزيز مبادئ الديمقراطية والحكم الصالح في المجتمع الفلسطيني بمكوناته المختلفة، والتأثير في الرأي الرسمي والعام المحلي عبر الحوار الفاعل والمعمق، ومن خلال تمكين مكونات المجتمع القيادية الشاملة في رفع الوعي المجتمعي تجاه حقوق المواطن وواجباته. في هذا السياق، قالت د. ليلي فيضي المدير التنفيذي للمبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية "مفتاح"، أن شبكة الشباب الفلسطيني الفاعل سياسيا ومجتمعيا والتي دعمتها "مفتاح" واحتضنتها، تؤسس لجهد شبابي جماعي منظم، مبني وفق رؤى وتوجهات إستراتيجية محددة، بعيدا عن التعامل بمبدأ ردات الفعل، حيث ترغب "مفتاح" في استكمال العمل مع الشبكة الشبابية استنادا إلى توجهات العمل الإستراتيجية التي تم تطويرها من قبلهم، من خلال بناء برنامج عملي متكامل يعكس فعالية دور الشباب المجتمعي، وتنفيذه من خلال مجموعة من التدخلات والأنشطة والتي من شانها رفع الوعي المجتمعي تجاه الفساد ومكافحته، وبالتالي تسعى "مفتاح"، من خلال الاستثمار بالشبكة الشبابية إلى تطوير المهارات المعرفية والوعي المجتمعي(الشبابي) المناهض للفساد، وتعزيز آليات المساءلة المجتمعية من خلال حملات الضغط والمناصرة في مكافحة الفساد، وتوسيع إطار التشبيك الشبابي في مكافحة الفساد من خلال الإعلام. |