حلحول تتجاوز العاصفة الثلجية بعد 108 ساعات من العمل المتواصل

الخليل- معا - تجاوزت مدينة حلحول المنخفض الجوي الذي تعرضت له البلاد يوم الأربعاء الموافق 7/1/2015 وحتى يوم السبت الموافق 10/1/2015 بسلام وأمان ، وجاء هذا بعد 108 ساعة عمل متواصلة، وفق خطة الطوارئ المعدة من سلسلة الجلسات والإجتماعات واللقاءات مع كافة الأطراف الشريكة مسبقاً، وضمن غرفة طوارئ بلدية حلحول، بهدف سلامة المواطن والخروج من العاصفة دون أضرار أوخسائر.

فمنذ اللحظة الأولى لورود الأنباء من دائرة الأرصاد الجوية ، وتحديداً الأرصاد الفلسطينية حول العاصفة الثلجية المتوقعة في بداية شهر كانون الثاني ،أدركنا فوراً في بلدية حلحول بأن مدينة حلحول وكالعادة ستكون صاحبة الحظ الأوفر لكونها أعلى منطقة مأهولة بالسكان في فسطين والذي يصل ارتفاعها إلى (1027)م عن سطح البحر، ومن هنا بدأ التخطيط والتجهيز والإستعداد لمواجهة العاصفة البيضاء، فبدأ المجلس البلدي في مدينة حلحول برئاسة وجدي ملحم بعقد سلسلة من الجلسات المتواصلة، إلى جانب الاجتماعات الطارئة مع المؤسسات الشريكة في المدينة، واللقاءات المستمرة مع موظفي البلدية لرفع الجاهزية وتوزيع المهام قبل وأثناء العاصفة، وترتيب خطة الطوارئ على أكمل وجه.

شمل التخطيط بملف الطوارئ لمدينة حلحول ، تقسيماً جغرافيا يشمل 4 قطاعات داخل المدينة، إضافة لمن تقطعت بهم السبل على الشارع الالتفافي وعلى اطراف مدينة حلحول، والقرى المجاورة ان كانت بحاجة للمساعدة ،لتسهيل وتسريع وصول الخدمة للجميع، كما شمل التخطيط أيضاً محاورعديدة أهمها:

· المحور الأول :الجانب الصحي فقد تم تحديث القوائم التي تحتوي على أرقام هواتف وعناوين وأسماء المواطنين الذين يعانون من الامراض المزمنة في مدينة حلحول لتسهيل تقديم الخدمة لهم وإيصالهم إلى المراكز الصحية وخاصة مرضى غسيل الكلى، والتشبيك مع المؤسسات الصحية بالمدينة لتكون متواجدة على مدار الساعة خلال العاصفة في غرفة طوارئ بلدية حلحول.

· المحور الثاني: الآليات الكبيرة وسيارات الدفع الرباعي، فبعد تجربة العاصفة الثلجية "اليكسا" العام الماضي ،وبقرار مجلس بلدي وبتمويل ذاتي من البلدية، تم زيادة عدد الآليات لتسهيل العمل وخدمة المواطن في مثل هذه الظروف، وتم التخطيط لإستئجار آليات بأحجام مختلفة لإزالة الثلوج وفتح الشوارع جميعها، وتجهيز وصيانة سيارات الدفع الرباعي التابعة للبلدية، لتقوم بمهماها الكثيرة بالعاصفة من سحب سيارات عالقة ونقل حالات مرضية، وايصال الاحتياجات اللازمة للمواطنين ، وايصال طاقم صيانة شبكات المياه وخطوط الكهرباء.

· المحور الثالث :الجانب الإعلامي على الصفحة الالكترونية لبلدية حلحول ومواقع التواصل الاجتماعية والمحطات المرئية والمسموعة: ليتم التواصل مع المواطنين قبل واثناء العاصفة بنشرات ارشادية وتحذيرية من كل الجوانب المتوقعة ضمن المنخفض.

· المحور الرابع: الاتصال والتواصل بين طاقم الطوارئ الميداني والإداري ، فقد تم تعزيز غرفة الطوارئ بشبكة الاتصالات اللاسلكية لتسهيل العمل وانجازه في وقت قصير.

وبعد التخطيط الشامل تم تنفيذ خطة الطوارئ من خلال غرفة طوارئ بلدية حلحول المركزية "غرفة العمليات المشتركة"، والتي عملت ليل نهار حيث بادرت غرفة طوارئ بلدية حلحول بفتح الشوارع أولا بأول في الأوقات المناسبة بأولوية وشمولية مما سهل علينا الاستجابة لجميع النداءات والوصول اليها بوقت قياسي وسريع وهذا كان بفضل الله ثم الخطة المحكمة التي تم اعدادها سابقا من قبل البلدية والتميز في العمل على الارض من قبل فريق غرفة طوارئ بلدية حلول، وكان العمل كالاتي:

1.إزالة الثلوج من الشوارع الرئيسية والفرعية.
2.إزالة الثلوج من محيط المساجد وكل ديوان في المدينة يقدم فيه العزاء لحالات الوفيات فترة العاصفة .
3.إزالة الثلوج من محيط كافة المؤسسات وخاصة الصحية.
4.سحب السيارات العالقة على الشوارع داخل مدينة حلحول أو على الشارع الالتفافي أو الشوارع الرابطة
5.نقل حالات مرضية متعددة لمراكز الرعاية الصحية وللمستشفيات في مدينة الخليل .
6. نقل حالات غسيل الكلى للمستشفيات بالاضافة الى حالات الولادة .
7.صيانة وإصلاح أي عطل ناتج عن العاصفة البيضاء سواء في شبكة المياه أو الكهرباء .
8.المساعدة في معالجة غمر المياه للمنازل المنخفضة بعد ذوبان الثلوج.
9.التعاون مع الاهالي لإتمام مراسم التشييع والعزاء لأربع حالات وفاه طبيعية خلال المنخفض.
10.تجهيز مركز للايواء في احدى المرافق التابعة للبلدية بمساحة 220 متر مربع لمن تقطعت بهم السبل.

وبهذه االخطة المحكمة وصلت مدة العمل في غرفة طوارئ بلدية حلحول "العمليات المشتركة" (108) ساعة عمل متواصلة بطاقمها وبالأطراف الشريكة، والتي تقدم لها بلدية حلحول الشكر الجزيل لما بذلوه من تعاون وإنحياز للمصلحة العامة لخدمة الوطن والمواطن، والتغلب على العقبات وتجاوز المنخفض بسلام ، فالشكر موصول لكل الأطراف الشريكة سواء من الدفاع المدني/ حلحول ،جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني/ فرع حلحول، مديرية صحة شمال الخليل ، اتحاد لجان العمل الصحي "مستوصف حلحول"، وزارة الأشغال العامة والاسكان ، مركز شرطة حلحول، فريق نشامى الخليل للدفع الرباعي، وكل من ساهم وساعد في خدمة المواطن.

كما وتشكر بلدية حلحول كافة المؤسسات الاعلامية، ودورها في نقل النشرات التوعوية والارشادية للمواطنين، وتغطية العمل المتواصل لغرفة العمليات المشتركة في بلدية حلحول ، كما شكر رئيس البلدية أيضا جميع الطواقم وأعضاء غرفة عمليات بلدية حلحول الذين نفذوا مهامهم على أكمل وجه فهم الجنود المجهولون الذين يؤدون واجبهم دون كلل او ملل وتحملهم لضغط العمل وساعات العمل الطويلة، كما شكر المواطنين على حسن التزامهم بالتعليمات والتوجيهات ومتابعتهم المستمرة مع البلدية.

وبهذا العمل المتواضع، تم تجاوز هذه العاصفة بسلامة مع وجود خسائر بسيطة تكبدها المواطنون ببعض ممتلكاتهم، وبعض الممتلكات العامه والبنية التحتية.