|
لا تحزنْ ..
نشر بتاريخ: 13/01/2015 ( آخر تحديث: 13/01/2015 الساعة: 19:12 )
بقلم : بدر مكّي
هل كنا نتوقّع الفوز على اليابان ... ربما كنا نأمل أن نتعادل مع أفضل منتخب في آسيا .. ولكن التوقعات والآمال أصابها المنطق في مقتل .. ذاك المنطق الذي فرض نفسه بقوة في الميدان. كنت أتمنى أن نجتاز حمى البداية في الدقائق الأولى من عمر المباراة التاريخية، لأنني كنت أراهن على الروح القتالية لكتيبة الفدائيين .. ووضع عدد من الجدران أمام ترسانة النجوم القادمين من أوروبا لمنتخب مؤهل لنيل اللقب مجدداً. الفارق في الامكانيات البدنية والمهارية كان واضحاً، إضافة للخبرة في الجانب الياباني الذي يحترم المنافس .. وفي مباراتنا القادمة نحن بحاجة إلى ترميم خط الوسط الذي كان بعيداً عن مستواه، وكذلك وجود البديل لتعويض غياب حربي المحارب. وكنت أخشى أن يحاصرنا الساموراي في الثلث الدفاعي .. حيث تعرض تكتلنا الدفاعي للاختراق في عديد المرات، وللحقيقة فإنّ الأهداف لا طعم لها وجاءت في معظمها من أخطاء يجب تداركها. في أستراليا كان تواجدنا انجازاً .. الهالة الإعلامية من كل حدب وصوب، وهؤلاء القادمين من فلسطين ورغم كل العذابات والمعانيات بسبب الطارئين على أرض الجدود.. ولكن فلسطين تواجدت في نهائيات الأمم وكانت الأمم كلها في الكرة الأرضية تكتشف أن القوم الجبارين يستحقون الحياة الكريمة على أرضهم .. وآن الأوان لرحيل الجلادين .. إنها رسالة يقدمها أطفال الحجارة .. وقد كبروا الصغار، وأصبحوا ثواراً في أزقة القدس وحواري الخليل ومخيمات غزة ولبنان، وتحولوا إلى مقاتلين في ميادين الحضارة والثقافة والرياضة. في أستراليا قالوا كلمتهم وقالها الفدائي رؤوف خليف معلّق المباراة .. "القادم أفضل" .. هكذا تعملق الكمبيوتر الياباني .. عاد للحياة بعد الحرب العالمية الثانية وطوروا من رياضتهم وقد كانوا لقمة سائغة في البدايات.. إنهم نموذج رائع في الانتماء والعطاء لبلدهم وحري بنا أن نتعلم من التجربة اليابانية في كل شيء. شكراً للفدائي الخاسر بالنتيجة والفائز بقلوب أحرار العالم .. الذي انبهر من مجرد تواجده في هكذا محفل .. الآن نلعب مع كبار آسيا ولن تعود عقارب الساعة للوراء، مع احترامي لمنتخبات المالديف وميانمار والفلبين وخسارتنا أمام اليابان كان سببها المنطق الذي قال كلمته .. ولكن المستقبل لنا وهذا ما ستثبته الأيام، وشكراً لاتحاد كرة القدم الذي قدم استحقاقه عن طيب خاطر لفلسطين، ولمنتخبنا الذي وحّدنا وجمعنا وأصبحنا رقماً صعباً وقدّم العديد من الرسالات في مهمته الوطنية .. ويا فدائي .. لا تحزن إنّ الله .. وشعبنا في كافة أماكن التواجد .. معنا. |