"الاتصال الاخير" ينقل معاناة الفلسطينيين الى العالم

خان يونس- معا- اختير الفلم الوثائقي الفلسطيني "الاتصال الأخير" للمشاركة في منافسة الفيلم القصير الدولي الثاني عشر لمهرجان ميلانو السينمائي بايطاليا، وذلك مع اثنين وخمسين فيلماً آخراً من بين أكثر من ألفي فيلم قدمت من مختلف دول العالم.

وتدور قصة فلم "الاتصال الأخير"، حول مشاعر أربعة من الفلسطينيين، في 11دقيقة، تلقوا اتصالاً هاتفياً من ضابط مخابرات إسرائيلي يطالبهم فيه بالخروج السريع من بيتهم خلال دقائق تمهيداً لقصفه من الجو عبر الطيران الحربي، وحجم المعاناة الإنسانية والنفسية التي تتركها على أصحاب المنازل وجيرانهم وأصدقائهم، كما يوضح الفلم كيف استطاع المواطن الفلسطيني مواجهة الطائرات الحربية بلحمة الحي، ونجاحه في وقف سياسة قصف المنازل من الجو عبر هذه الطريقة التي تتنهك حقوق الانسان، واتفاقية جنيف وتعتبر ارهاب دولة تمارسه حكومة الاحتلال ضد مواطنين عزل.

ويقول مخرج الفلم عوض أبو الخير (29 عاما)، الاتصال الأخير أول أفلامي ولكنني؛ قبلت التحدي منذ أن طرحت الفكرة من قبل زميلي يعقوب أبو غلوة، بعد معايشته الحية واقع المواطنين المهددين، بقصف منازلهم.

ويشير المخرج ابو الخير الى أن الفلم يمثل صفعة لكل من يتحدث عن دفاع إسرائيل عن نفسها، ومن يعطيها مبرراً وذريعة لممارسة إرهاب الدولة المبرمج والمنظم ضد مدنيين عزل من أطفال ونساء وشيوخ.

وقال المخرج أبو الخير لقد عانينا كثيراً لإتمام الفيلم؛ لقد أنجزنا الفيلم بإمكانيات متواضعة؛ فالكاميرا المستخدمة لم تكن سينمائية ومع هذا تمكنا من إنتاج الفيلم بتكنيك السينما؛ فكانت اللغة السينمائية عالية وواضحة، وتصل درجتها إلى المستوى العالمي، فنأمل أن يحالف الفوز الفيلم الذي شارك في إعداده نخبة من المبدعين الشباب.

ويؤكد منتج ومصور الفلم يعقوب أبو غلوة ( 26 عاما)، يعمل مصوراً تلفزيونياً في وكالة (الاسوشيتد برس) العالمية، أن تزايد المجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين "كانت دافعاً كبيرا ومهما لانجاز الفلم، وكانت دافعا لأعمل شيء ما يوثق الحالة التي يعيش فيها الفلسطيني من رعب وخوف وآلام ..." فكانت فكرة الفلم في منتصف العام 2005، تراودني باستمرار، حتى أخرجت للنور فيلماً يوثق حكايات مؤلمة للناس والتاريخ.

ويضيف أبو غلوة: اتفقنا على البدء بتنفيذ العمل في الحال، ليكون هذا العمل التلفزيوني الوثائقي الرائع الذي حاز إعجاب لجنة الاختيار في مهرجان ميلانو بعد عمل طويل وجاد تناول فيه أعضاء اللجنة تفاصيل الفيلم بالتفصيل الدقيق ليقع عليه اختيارهم مع اثنين وخمسين فيلماً آخراً من بين أكثر من ألفي فيلم قدمت للمهرجان من مختلف أنحاء العالم.

وأكد أبو غلوة، أنهم واجهوا صعوبات كبيرة في إيصال الفلم للمشرفين على المهرجان، بسبب الحصار والحواجز وإغلاق المعابر والحدود ولكنهم؛ تمكنوا من ذلك بعد محاولات عديدة، معربين عن املهم في ان يحقق الفلم نجاحاً كبيراً في منتصف شهر سبتمبر/ أيلول القادم، لينتصر للمعذبين والمظلومين والمشردين من أبناء الشعب الفلسطيني.

ويشار إلى أن فلم "الاتصال الأخير" هو من ثلاثة أفلام اختيرت من منطقة الشرق الأوسط للمنافسة في المهرجان أحدهما إسرائيلي والآخر لبناني، وهو الفيلم الفلسطيني الأول الذي يصل ساحات المهرجان منذ سنوات.