وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

نشطاء يدعون لإصلاح كنيسة الروم الأرثوذكس بدعوى تسريب أراض لإسرائيل

نشر بتاريخ: 17/01/2015 ( آخر تحديث: 17/01/2015 الساعة: 22:05 )
بيت لحم- معا - أليكس شمس- عيد الميلاد المجيد هو عيد الفرح في بيت لحم حيث يلتقي الآلاف من الزائرين من فلسطين والعالم للاحتفال بميلاد يسوع المسيح في مدينة بيت لحم.

تفاجأ المحتفلون بعيد الميلاد المجيد حسب التقويم الشرقي في السادس من كانون الثاني خلال فعاليات استقبال البطريرك التقليدية بوجود متظاهرين ينتظرون وصول بطريرك الروم الأرثوذكس لكنيسة المهد، حتى أن 6 من المتظاهرين اعتقلوا بعد ان رددوا شعارات ضده في ساحة المهد.

بالنسبة للمتظاهرين فإن زيارة بطريرك القدس ثيوفيلوس الثالث هي التي أفسدت أجواء الاحتفال بعيد الميلاد وليس التظاهر ضده.

"لقد جئت هنا لأحتفل بعيد ميلاد يسوع المسيح بطريقتي كعربي ارثوذكسي مسيحي" جلال برهم عضو لجنة المتابعة العليا للمجلس الأرثوذكسي تحدث لـ معا خلال تظاهرة الاحتجاج على دوار العمل الكاثوليكي.
|312781|
"احتفالاتي لن تكتمل إذا لم تشتمل على التعبير عن رفضي لشرعية البطريرك."

الاحتجاج هو جزء من حملة بدأت في الأردن وفلسطين والتي تنظم تحت شعار "غير مستحق"، حيث اتهم المحتجون بطريركيه الروم الأرثوذكس والتي تعتبر ثاني أكبر ملكية للأراضي في مدينة القدس، ببيع مساحات كبيرة من الأراضي للسلطات الاسرائيلية من خلال التأجير طويل الأمد.

وقد أبرز مؤيدو الحملة وثائق تثبت بأن أجزاء من المستوطنات الإسرائيلية في القدس بنيت على أراضي بطركيه الروم الأرثوذكس. وفي السنوات القليلة الماضية انكشف عدد من الفضائح كما ظهرت تفاصيل لعمليات بيع في أحياء القدس الغربية.

الغضب كان معلنا ضد زيادة التعاون ما بين البطريركية والاحتلال الإسرائيلي، لهذا انضم العشرات من أبناء الرعية للحراك الشبابي والذي يهدف لخلق تغيير عن طريق التشويش على ظهور البطريرك في الأماكن العامة.

"لا يحق له الدخول لكنيسة المهد التي فيها ولد السيد المسيح ومنها انطلقت رسالته،" قال برهم لـ معا. "نقولها وبكل صراحة إن ثيوفيلوس غير مستحق إلا إذا عاد لتعاليم السيد المسيح والدفاع عن الأراضي المقدسة وليس بيعها للإسرائيليين."

أثارت الحملة مشاعر قوية بين 200,000 مؤمن أرثوذكسي في الأرضي المقدسة والتي تشمل فلسطين والأردن والذين هم تحت سلطة البطريركية مما يثير تساؤلات أكبر تتعلق بالهوية والمقاومة لمجتمع يكافح من أجل البقاء على قيد الحياة في مواجهة الاحتلال الآخذ في التوسع منذ 70 عاما.
|311547|
حركة مستمرة منذ 500 عام

حملة غير مستحقة بدأت منذ حوالي عشر سنوات بنجاح لمعارضي بيع أراضي البطركية الارثوذكسية لإسرائيل عام 2005. في ذلك العام تم عزل البطريرك ايرينيوس من كرسي البطريركية بعد ان تم بيع أراض للمنظمات الاستيطانية اليهودية في القدس.

بعض النشطاء قالوا إن ثيوفيلوس قاوم بعض الضغوطات للاستمرار في بيع الأراضي إلا انه وبعد عدة سنوات من استلام منصبه بدأ بتأجير العقارات والأراضي في عدة مناطق لبناء المستوطنات الإسرائيلية. هذا يشمل أجزاء من مستوطنة هار حوما (جبل أبو غنيم) والذي هو جزء من مدينة بيت لحم حيث يمتلئ الان بالعمارات البيضاء المرتفعة والمخصصة للمستوطنين اليهود، وكذلك منطقة جفعات هماتوس والتي تخطط السلطات الإسرائيلية لبناء مستوطنة يهودية فيها والتي سوف تقطع الطريق ما بين بيت لحم والقدس مما يجعل تحقيق الدولة فلسطينية مستحيلا.

وتيرة التظاهرات ضد البطريرك أخذت تتصاعد في السنوات الأخيرة، لكن يأمل النشطاء بأن انطلاق حملة مركزية سوف يقوي الحراك.

مجد سلسع مواطن من مدينة بيت ساحور وداعم لحملة غير مستحق صرح بأن بيع الأراضي ليس عملا غير أخلاقي وخيانة للقضية الفلسطينية فحسب، بل هي إهانة مباشرة لأتباع الكنيسة الارثوذكسية والذين نقلوا ملكية هذه الأراضي للكنيسة من أجل حمايتها.

"خلال العهد العثماني وهب أجدادنا أراضيهم بكل ثقة للبطريركية لحمايتها بسبب عدم تمكنهم من دفع الضرائب للحكومة العثمانية، على أن تقوم البطريركية بإرجاع هذه الأراضي لأصحابها لاحقا. لقد آمنو بأن البطريرك سيحمي هذه الأراضي ويبقيها وقفا مسيحيا".

بالنسبة لسلسع فإن قضية الأراضي هي مجرد جزء من النضال الذي بدأ قبل 500 عام، على حد قوله، عندما وضعت السلطات العثمانية بطريركية القدس تحت وصاية لجنة دينية جميع أعضائها من اليونانيين عرفت باسم أخوية القبر المقدس.

أخوية القبر المقدس تسيطر على جميع الأماكن الدينية في الأراضي المقدسة وهي التي تختار البطريرك لكن إدارتها تخلو كليا في معظم الأحيان من أي عضو محلي من فلسطين والأردن.

"السلطات اليونانية تتجاهل كل مطالب العرب الأرثوذكس وترفض مناقشة هذه المواضيع مع أي احد، بل يتعاملون معنا بعنصرية وتعال كأنهم يتحدثون إلى أناس أدنى منهم في المستوى،" على حد تعبير سلسع. "لكن العرب المسيحيين هم أصحاب هذا الأرض وهذه كنيستهم التي بدأوها قبل أكثر من 2000 عام".

"لا نحتاج لقيادة روحية من الخارج، فقبل العهد العثماني كان عندنا بطاركة عرب ومن بينهم البطريرك صفرونيوس الذي استقبل الخليفة عمر بن الخطاب في القدس" ولا ننسى بأن جميع كنائس الروم الأرثوذكس في الشرق الأوسط كانت تسيطر عليها قيادات محلية ما عدا الأراضي المقدسة (فلسطين والأردن).

مكتب البطريركية الارثوذكسية لم يعط أي إشارة لتعريب الكنيسة ونفى أي مخالفات في بيع الأراضي.
|312779|
"أجندة مفروضة من الخارج"

الأب عيسى مصلح الناطق الرسمي لبطريركية الروم الأرثوذكس وهو من مدينة بيت ساحور اتهم الحراك ضد الكنيسة بخلق "الفوضى والمشاكل" والتي ابتدأت قبل عدة شهور بسبب تغيير مسؤوليات أحد الكهنة ونقله من الأردن إلى فلسطين.

اتهم الأب عيسى مصلح الأرشمندريت خريستوفورس والذي كان يرأس دير دبين في شمال الأردن بالتشهير ببطريركية الروم الارثوذكس على المنابر والإعلام من خلال تصريحات كاذبة تم عزله لاحقا على أثرها.

مصلح قال لـ معا "بعد عزل الأرشمندريت خريستوفوروس بدأت الفوضى والمشاكل في الأردن وانتقلت إلى فلسطين فترة أعياد الميلاد المجيدة، وكما تعلمون فإن الأعياد المسيحية والإسلامية هي أعياد وطنية ولا يحق لأي انسان أن يفعل أي شيء من شأنه أن يفقدها صورتها الإيجابية في وطنا فلسطين ومدينتنا بيت لحم بشكل خاص.

كما انتقد الأب مصلح الاتهامات بان الكنيسة تمارس تمييزا ضد الكهنة العرب، مؤكدا بان العرب واليونان هم ارثوذكس ولا يجب ان يكون هناك تمييز او فرق بينهما.

واوضخ بأنه لا يوجد لدينا كعرب الإمكانيات في الوقت الحاضر لاستلام الأماكن المقدسة الرومية الارثوذكسية في القدس والأراضي المقدسة لأنه لا يوجد لدينا رهبان ورجال دين يقودون الكنيسة، مشيرا إلى أن الثقافة العربية تركز على ضرورة تزويج الأبناء من أجل أن ينجبوا الأطفال، ولا يضحي الآباء بأبنائهم لكي يصبحوا مطارنة واساقفة.

"للأسف فانه من وقت إلى اخر يحاول بعض الأشخاص الدعوة لتعريب الكنيسة وبوجود قيادة عربية في الكنيسة. عليهم أولا ان يحترموا قوانين الكنيسة وأن يضحوا من اجلها. وكما تعلم لا يوجد لدينا دولة لاختيار بطريرك عربي" أضاف مشيرا إلى استمرار الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين.

كما نفى بشكل قاطع الاتهامات بالتعاون مع او بيع الأراضي للحكومة الإسرائيلية.

"أوجد لي قصاصة ورقة في هذه الأيام تثبت بان غبطة البطريرك والمجمع المقدس باعوا او اجروا للاحتلال الإسرائيلي في القدس خاصة." وأشار بان الكنيسة في علاقات وطيدة مع السلطات الأردنية والفلسطينية ومع القيادات الإسلامية في فلسطين مما يدل على ان الكنيسة تعمل لصالح القضية الفلسطينية.

"بطريركية الروم الأرثوذكس والبطاركة في القدس والكنائس هم من يحافظون على التواجد المسيحي في الأراضي المقدسة. ولكن للأسف الشديد أصبحنا بسبب الهجرة والأوضاع الاقتصادية والسياسية والجدار الفاصل والحواجز الإسرائيلية أصبحنا اقل من 1% في هذا الوطن. وكما تعلمون في القدس عدد المسيحيين أصبح من 10000 - 11000" يضيف الأب عيسى مصلح.

"للأسف البعض يريد ان يستغل أملاك بطريركية الروم الأرثوذكس وهناك اجندة خاصة ويد غريبة تلعب في هذا الموضوع. لكن سوف نقف امامهم لأننا نحن لا نريد ان يزايد علينا أي انسان".

"يجب عليهم ان يأتوا إلى دار البطريركية في حال أي مشكلة، وانا أقول هناك واجبات وهناك حقوق. وانا كناطق إعلامي رسمي فليعلم القاصي والداني ان أبواب البطريركية الارثوذكسية مفتوحة لأبنائها بشكل خاص ولأبناء شعبنا الفلسطيني والأردني بشكل عام."

"علينا مسلمين ومسيحيين متحدين محاربة الاحتلال وتحرير ارضنا الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ويجب علينا ان نلتف حول القيادة الفلسطينية والاردنية لدعم قضيتنا العادلة."

"ولكن للأسف الشديد يوجد الغرباء الذين يريدون تحطيم الكنيسة الرومية الارثوذكسية. نقول لهم الكنيسة لها رب ملك المجد الذي سفك دمه على الصليب وقال إن أبواب الجحيم لن تقوى عليها. سوف نبقى مهما المت بنا من ظروف صعبة في هذه الأيام."
|25853|
لعبة سياسية

مجد سلسع احد المساندين للحملة قال إن تصريحات البطريركية غير مقنعة وقال انه حاول مرارا وتكرارا لقاء البطريرك لكن دون جدوى، وهذه التجربة مر بها الكثير من أبناء الكنيسة وحتى الكهنة العرب من الكنيسة الارثوذكسية، مما اجبر الناس على اللجوء إلى التظاهر والاحتجاج فترة أعياد الميلاد المجيدة.

وعلى الرغم من ان سلسع يأمل بالتغيير والنهضة داخل الكنيسة إلا انه اعرب عن مخاوفه من ان الحراك سيتحول إلى أزمة سياسية ما بين الحكومة الفلسطينية والاردنية من جهة والحكومة اليونانية من جهة أخرى.

"واكبر مشكلة هي تواطؤ السلطات الفلسطينية والأردنية بشأن هذه المسألة، فهم يعتبرون أي هجوم على البطريرك غير مرحب به لأنهم لا يريدون مشاكل مع اليونان، التي لديها موقف داعم تجاه الدولة الفلسطينية.انهم لا يريدون توتير هذه العلاقات".

الدولة اليونانية تدعم البطريرك وفي الحقيقة هم يسيطرون على البطريركية في القدس وهذا يشكل مصدر قوة لهم."

"إذا وقفت السطات المدنية مع الشعب الذين هم جزء منه ومع أبناء الكنيسة في الأردن وفلسطين يمكننا ان نحقق مطالبنا بسهولة, لكن اذا وقفوا كشرطة وجيش ضد حراكنا فمن المستحيل تحقيق مطالبنا."

لم تصرح السلطات عن أي موقف تجاه هذا الحراك وهذا ما ينظر إليه المنظمون لهذا الحراك على أنه مؤشر على موقف داعم للبطركية.

ان اعتقال 6 من المحتجين خلال تظاهرة الاحتجاج في عيد الميلاد المجيد، وأيضا تهديد واحتجاز أحد المتظاهرين في أحد المباني من قبل شخص يبدو أنه من عناصر الاستخبارات السرية الفلسطينية - وهو ما شاهده كاتب التقرير- يدل على ان موقف السلطة تجاه الاحتجاج هو كما يقول منظمو الاحتجاجات.

بالنسبة لسلسع فإن هذه الاحداث تشكل تهديدا للحراك والحملة في المستقبل.

"إذا كان بطريرك أم الكنائس في القدس يطلب حماية بمساعدة الشرطة والاستخبارات والجيش لحمايته من شعبه وأبناء كنيسته ومن أصحاب الأرض التي يقوم ببيعها فأي نوع من البطاركة هذا؟؟
|200372|
|114345|
|311545|
|311597|