وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الطيراوي يتحدث لـ معا عن الرواتب والمؤتمر السابع وأداء الحكومة

نشر بتاريخ: 23/01/2015 ( آخر تحديث: 24/01/2015 الساعة: 07:54 )
الطيراوي يتحدث لـ معا عن الرواتب والمؤتمر السابع وأداء الحكومة
بيت لحم- خاص معا - تحدث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء توفيق الطيرواي خلال لقاء حصري لوكالة معا الاخبارية عن عدد من القضايا المحورية من بينها العملية الاسرائيلية "الارهابية" ضد مناضلي حزب الله، واداء حكومة الحمدالله، وقرار قطع الرواتب، والمؤتمر السابع لحركة فتح.

السؤال الأول:
هل العدوان الإسرائيلي على القنيطرة السورية يوم 18 من الشهر الجاري متعمد لجر المنطقة لحرب، أم أنه خطأ استخباري كبير تورطت فيه إسرائيل؟

الجواب:
بداية أنا استنكر هذه العملية الارهابية والتي ذهب ضحيتها مجموعة من المناضلين الأحرار والتي تعودت اسرائيل على ممارسة ارهابها ولكن إسرائيل ليست جاهزة لحرب في هذه المرحلة، وهي بحاجة للملمة وضعها الداخلي السياسي والحزبي المتأزمين، ومعالجة ملفات علاقاتها الخارجية تحديداً مع دول أوروبا للتقليل من حجم الخسارة التي منيت بها في أوروبا، وتراجع سمعتها مقابل التأييد الأوروبي، وتزايد الدول التي أبدت استعدادها للاعتراف بالدولة الفلسطينية.

ولكن إسرائيل أرادت بهذا العدوان الإثبات للعالم أن يدها طويلة وقادرة على الردع وبأن إيران موجودة على الحدود الشمالية بشكل فعلي من خلال تواجد قيادات عسكرية إيرانية، وهذا ما يريده نتنياهو ليتمكن من تأليب الموقف الغربي وخاصة الامريكي ضد إيران والضغط باتجاه فرض عقوبات عليها كونها تسعى حسب رأيه بأشكال متعدده لتوجيه ضربات لإسرائيل وقامت اسرائيل بهذه الضربة وهي تدرك وتعلم بأن وضع حزب الله وانشغاله في الساحة السورية يجعل من الصعب عليه فتح الحرب مع إسرائيل لما قد يكون لها من تأثير سلبي على الوضع الداخلي في سوريا التي تتحالف فيها منظمات راديكالية دينية ضد النظام السوري بدعم من إسرائيل.

واسرائيل واضح انها على معرفة من وجود شخصية عسكرية ايرانية، وهذا اما أن تكون قد حصلت على المعلومات بواسطة التقنية المتطورة للاتصالات والمراقبة الجوية أو اختراق بشري.

السؤال الثاني:
ما هو السيناريو المتوقع حالياً بعد أن تفاعل الأمر إلى أقصى حد؟

الجواب:
حسب رأيي لا يملك حزب الله إلا أن يرد على هذه الضربة للحفاظ على هيبته، لكنها ستكون اكثر من رد واقل من حرب خاصة وأن الضربة جاءت بعد يومين فقط من مقابلة تلفزيونية للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على قناة الميادين، والتي خلقت أجواء من التخوف والسجال في أروقة الساسة والعسكر في إسرائيل حول تزايد قدرات حزب الله العسكرية والاستراتيجية وإمكاناتها من التهديد الحقيقي في العمق الاستراتيجي العسكري الإسرائيلي.

ولكن حسب اعتقادي فإن رد حزب الله لن يكون بفتح الجبهة الشمالية لحرب بالصواريخ أو مواجهة برية واشتباك مباشر، وإنما بعملية نوعية ما محددة، ولكنها موجعة لإسرائيل ولكن هذا مرهون بتوقيت يحدده حزب الله وليس بالضرورة ان يكون سريعاً.

السؤال الثالث:
محور إسرائيل وأمريكا والناتو محور موحد وهناك تنسيق دعم وتسليح ودفاع فيما محور حزب الله وإيران وسوريا موحد نظرياً ولكنه لا يهب خلال الحروب للدفاع عن الجبهة التي تتعرض للحرب، أين الخلل؟

الجواب:
محور الناتو الموحد الداعم لاسرائيل هو محور العدوان والاحتلال للشعوب المقهورة أما محور حزب الله وسوريا وإيران مختلف عن محور إسرائيل وأمريكا والناتو لأنه ليس محور دول وإنما محور فيه تنظيمات وأحزاب خاضت حروب مع إسرائيل ودول لم تخض حروبا استراتيجية مباشرة مع إسرائيل بتاتا مثل ايران وسوريا لم تخض حرب منذ حرب تشرين 73 ولذلك فهذا المحور ليس موحداً في الجانب العملياتي المباشر في المواجهة، وإن كان موحداً من الناحية النظرية تجاه العدو المشترك، وقد فرضت على أطرافه صراعات مختلفة داخلياً وخارجياً على الصعيد العسكري للتنظيمات وعلى الصعيد السياسي للدول جعلت من الصعب على أطراف هذا المحور المشاركة الفعلية الموحدة في الدفاع عن أي منها في حال تعرض هذا الطرف لعدوان أو مواجهة.

السؤال الرابع:
الضفة محاصرة ومن شبه المستحيل إدخال السلاح كماً وكيفاً إليها، هل ترى أن التقارب الإيراني الحمساوي الأخير خطوة نوعية على صعيد التسليح والقتال أم أنه مجرد تحالف إعلامي فقط؟

الجواب:
إيران ومنذ نجاح ثورة الخميني تهدف إلى تسليح المنطقة والسيطرة عليها لتشكيل تحالف قوي يمكنها من أن تكون رقماً صعباً في هذه المنطقة، وإيران وإن اختلفت مع حماس في الموضوع السوري إلا أنها لا تريد أن تفقد حركة حماس كحليف تستطيع استخدامه في الوقت الذي تريد لتحقيق أهدافها بالسيطرة على الموقف الاستراتيجي كلاعب رئيسي، من هنا يأتي نداؤها بتسليح الضفة الغربية برغم استحالة ذلك عملياً. نظرا لاختلاف الوضع الجغرافي مع لبنان والذي تعتبر ايران وسوريا والعراق عمقه الجغرافي بينما الضفة الغربية منطقة محاصرة ومعزولة وليس لديها اي عمق جغرافي ممكن ان تصل منه اي مساعدة.

السؤال الخامس:
ما رأيك بأداء حكومة الدكتور رامي الحمد الله بعد عام من عملها؟

الجواب:
تواجه حكومة الدكتور رامي الحمد الله صعوبات ومعيقات جمّة، أكبرها عدم تمكنها حتى الآن من العمل في قطاع غزة بسبب إصرار حركة حماس على منعها من العمل بحرية وفعالية في القطاع لكي لا تتمكن من أن تكون حكومة الوطن كل الوطن، وبالتالي إفشال مهمتها، فلا زالت حركة حماس تعمل في الظل كحكومة في القطاع وتسيطر بشكل كامل على الأمن الذي تحرّم على الحكومة السيطرة عليه وتوجهه كحكومة مركزية وطنية للوطن كله، الأمر الذي يجعل عمل الحكومة مجتزءاً في المحافظات الشمالية فقط دون الجنوبية ويبقى بالتالي عملها منقوصاً وليس فاعلاً علاوة على الممارسات التي تقوم حركة حماس بمنع الوزراء الوصول الى وزاراتهم وعندما ذهب بعض الوزراء حيث اعتدوا على البعض وابقوا الاخرين محاصرين في الفندق مكان اقامتهم دون السماح لهم بمقابلة أحد.

ومن جانب آخر تقوم حكومة الاحتلال بالقرصنة واحتجاز أموال الضرائب المستحقة للشعب الفلسطيني الأمر الذي يضعف قدرة الحكومة على الإيفاء بالتزاماتها للموظفين والمصروفات التشغيلية للوزارات وهو ما يضاعف من الصعوبات والمعيقات أمام عملها.

السؤال السادس:
لماذا تعرقلت إعادة الإعمار في قطاع غزة؟

الجواب:
لأن حركة حماس هي التي تعرقل إعادة الإعمار بفرض شروطها على عملية الإعمار والمطالبة بالمحاصصة في هذه العملية، مع إدراكها التام بأن إعادة الإعمار لن يتم إلا بتمكين الجهة الرسمية وهي حكومة التوافق فقط من الإشراف وإدارة عملية الإعمار لأنه بالمحاصصة مع حماس في هذه العملية سيتم إيقاف عملية الإعمار من خلال إيقاف مد القطاع بمستلزمات الإعمار، وهو ما تفرضه حماس حتى الآن. بهذه الطريقة وإصرارها على المحاصصة أيضاً في السيطرة على معبر رفح الشريان الرئيس للقطاع الصامد وتمنع تفعيل تشغيله إلا على طريقتها.

علما أن الذي قام بعقد الاتفاق مع روبرت سري مسؤول الامم المتحدة في الاراضي الفلسطينية هو موسى ابو مرزوق وليس السلطة الفلسطينية ولكن حماس لم تلتزم بهذا الاتفاق.

السؤال السابع:
هل قامت وزارة المالية مؤخراً بقطع رواتب المئات من أبناء غزة بادعاء اتهامهم بالولاء لدحلان؟

الجواب:
هذا القرار قرار خاطئ جداً، ولا يجوز قطع رواتب الموظفين من المدنيين والعسكريين دون التحقق من صحة المعلومات المقدمة بحقهم في هذا الخصوص، وكان من الجدير باللجنة التي اتخذت هذا القرار تحديد المخالفات التي قام بها كل موظف، ومواجهته بها حسب القانون واتخاذ الإجراء القانوني المناسب بحق كل من تجاوز القانون وهو الأمر الذي لم يتحقق والذي قد يعظم المشكلة ويزيد من سلبيات نتائجها بتعميق التناقضات داخل الحركة واستغلال حماس لهذه التناقضات، وآمل من الأخ الرئيس محمود عباس أن يلغي هذا القرار ويحاسب الذين أدلوا بمعلومات مغلوطة عن الموظفين الذين قطعت رواتبهم وبينهم قادة ومسؤولون كبار ينتمون للوطن وأجزم بأن ولاؤهم للوطن ولحركة فتح ومؤسساتها والشرعية وليس لاشخاص في هذا الوطن.

السؤال الثامن:
إلى أين تتجه الأمور في المؤتمر السابع لحركة فتح؟ وهل خرج دحلان من فتح مرة وإلى الأبد؟

الجواب:
باعتقادي أن المؤتمر السابع لحركة فتح واجب الانعقاد في أسرع وقت ممكن، لأن الحركة بحاجة ماسة لمؤتمر يرسم السياسات للوطن كله لأن الحركة هي حاملة وحامية المشروع الوطني الفلسطيني، والمطلب الرئيسي أن لا يكون هذا المؤتمر مؤتمراً انتخابياً بل مؤتمرا للتخطيط ورسم السياسات الاستراتيجية والوطنية في هذه الفترة الحساسة والدقيقة التي تمر بها القضية الفلسطينية برمتها.

أما بخصوص قرار فصل اي عضو من فتح بغض النظر عن مستوى موقعه يتم من اللجنة المركزية والمجلس الثوري التي تمثل السلطة التنفيذية والتشريعية العليا للحركة واي قرار مغاير لهذا القرار يجب أن يكون من هذا المستوى القيادي أو من المستوى الأعلى وهو المؤتمر العام.

السؤال الأخير:
ما هو تعليقك على محاكمة الطفلة ملاك الخطيب 14 عام؟

الجواب:
نعم، أريد أن أبعث بمحبتي القلبية وشعوري الأبوي للطفلة ملاك الخطيب، 14 عاماً من قرية بيتين شمال شرق رام الله التي حكمت محكمة احتلالية عليها بالسجن لمدة شهرين وغرامة مالية، وهي تقبع الآن في سجن احتلالي، فأية جريمة هذه التي يفعلها الاحتلال بأطفالنا دون أن يرف جفن لأحد في العالم الديمقراطي الذي يدعي الحرية، واي انتهاك هذا للطفولة والإنسانية الذي تقوم به دولة الاحتلال تحت ذرائع واهية، وأرفع صرختها من داخل الأسر ومعها صرختي المدوية لكل الكون بأن ينحاز للطفولة المنتهكة وان الاوان أن نكتب للتاريخ بأنه يجب وقف كل أشكال التنسيق مع الاحتلال بسبب اعتقاله لهذه الطفلة البريئة، وذلك حفاظاً على شعور أطفالنا، لأن أطفالنا بالنسبة لنا هم ذخرنا الاستراتيجي (يا ملاك قلبي معك).