وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الطفلة ملاك الخطيب.. أصغر أسيرة فلسطينية

نشر بتاريخ: 25/01/2015 ( آخر تحديث: 25/01/2015 الساعة: 21:04 )
الطفلة ملاك الخطيب.. أصغر أسيرة فلسطينية
رام الله - معا - لا يزال القلق يعتري عائلة علي الخطيب، والد الطفلة ملاك (14 عاماً)، والتي حكمت عليها "محكمة عسكرية إسرائيلية" بالسجن الفعلي لمدة شهرين، ودفع غرامة مالية بقيمة 6000 شيكل.

نطق القاضي بالحكم، فانهمرت دموع الطفلة الأسيرة على وجنتيها، وارتجفت أطرافها خوفا من الجنود المحيطين بها المدججين بأسلحتهم، والذين سيعودون بها لزنازين الاعتقال، فيما كان الوالدان ينظران إليها في قاعة المحكمة من بعيد، يتشوقان لاحتضانها، ومسح دموعها، وبث بعض من الأمان لقلبها الصغير.

وكانت الطفلة ملاك اعتقلت لدى عودتها من المدرسة إلى بيت عائلتها، حين أوقفها جيب عسكري، واعتقلوها واعتدوا عليها بالضرب، وعرضت ملاك على "المحكمة" أربع مرات، ووجهت لها ثلاث تهم، وهي إلقاء الحجارة، وقطع شارع عام، وحيازة سكين.

وباتت ملاك أصغر أسيرة فلسطينية في سجون الاحتلال الذي يعتقل 197 طفلاً فلسطينيا شهريا وفق إحصاءات عام 2014.
|314552|

ووقفت الطفلة ملاك للمرة الرابعة أمام قاضي محكمة عوفر الإسرائيلية، لتستمع إلى قرار حبسها شهرين، ورغم تماسكها إلا أنها انهارت لحظة سماع النطق بالحكم، الذي أصدره "قاضي" عسكري، فبكت الطفلة، ويديها وقدميها مكبلين بالأصفاد، وموضوعة في القفص.

وخلال المحاكمة، حاولت العائلة الاستفسار عن صحة ابنتهما الصغيرة، وإعطائها معطفاً كونها كانت تشعر بالبرد، ولكن جنود الاحتلال والمحكمة رفضوا ذلك، ومنعوا الأب والأم من الاقتراب من طفلتهما الصغرى.

ويقول علي الخطيب والد ملاك، إن طفلته الصغرى في العائلة ملاك تذهب عادة للاستمتاع بالربيع والمشي في الحقول خاصة في الأيام المشمسة، وهي تحب التقاط الزهور وجمعها، وهذا ما حاولت فعله فقط لدى خروجها من المدرسة.

وعانت ملاك من شدة البرد ونقصان الملابس والأغطية، حتى بدا ذلك واضحا عليها، بحسب والدها، الذي قال: كانت ملاك تحضر للمحكمة ووجهها أزرق من شدة البرد، ويداها ترجفان، ولا ترتدي الملابس الكافية في هذا البرد القارس، فالأسيرات في سجن هشارون حيث ملاك الآن يعانين من قلة الأغطية والملابس.

واضاف الوالد: سمح لنا أن نتحدث لدقيقتين فقط مع ملاك في قاعة المحكمة، وعندما سألناها لماذا تبدو بهذا الشكل قالت لنا إنها كانت مريضة، وأخبرتنا أيضا أن الأسيرات يعتنين بها ويوفرن لها الملابس.

بصوت تخنقه غصة وألم على فلذة كبده، يقول علي إن "السلطات الإسرائيلية أحضرت طفلته للمحكمة وهي مقيدة اليدين والرجلين، متجاهلين طفولتها ولين جسدها وضعفها".

ويتابع الوالد الذي لم يترك له الحزن مساحة للتنفس بعد أن ضاقت عليه الحياة بما رحبت: عندما نطق القاضي بالحكم، ورأيت ملاك تبكي وتمسح دموعها، وترتجف من البرد، أحسست بأن النار اشتعلت في صدري.

وتؤكد العائلة أنها تنتظر يوم الإفراج عن أصغر أفراد العاثلة ملاك، ولكن العائلة تشتكي من عدم مقدرتها على دفع قيمة الكفالة والبالغة 6000 شيكل أي قرابة 1500 دولار أمريكي.

أما والدتها خولة الخطيب فأكدت أن ابنتها ملاك، والتي تدرس في الصف الثامن الأساسي، خرجت إلى المدرسة ومعها دفتر وقلم فقط لتقديم امتحان اللغة الإنجليزية الأخير في الفصل الأول، وعندما خرجت مع زميلاتها اعتقلها الاحتلال.

وأضافت الأم الحزينة على فراق طفلتها: في المحكمة، بكيت مع طفلتي التي تفصلها عنا أمتار قليلة، ولا نستطيع أن نلمسها أو أن نتحدث معها، تمنيت أن أحتضنها ولو لدقيقة واحدة، كي أشعرها بالدفء، وهي بين أيدي احتلال مجرم لا يعير للطفولة أي اعتبار أو اهتمام.

وتضيف الأم: كيف يوجهون هذه التهم لطفلة صغيرة لم تتجاوز 14 عاماً، هذه التهم باطلة، ودائما تكون هذه التهم جاهزة لدى الاحتلال.

ونقلت الطفلة إلى مركز بنيامين للتحقيق قرب رام الله قبل تحويلها للاعتقال في سجن هشارون الإسرائيلي، وأبلغت السلطات الإسرائيلية الارتباط العسكري الفلسطيني باعتقالها، وهو ما شكل صدمة كبيرة للعائلة.