|
إسرائيل بين الرد المدروس وإمكانية تحقيق الخداع التكتيكي
نشر بتاريخ: 28/01/2015 ( آخر تحديث: 29/01/2015 الساعة: 11:11 )
بيت لحم - معا - تواصل إسرائيل بقيادتها السياسية والعسكرية دراسة وبحث وفهم العملية العسكرية التي نفذها حزب الله اليوم الأربعاء في منطقة مزارع شبعا اللبنانية المحتلة.
وفي سياق دراسة الوضع عن قرب، قالت القناة الثانية الاسرائيلية إن رئيس الأركان الإسرائيلي "بني غانتس" وصل إلى مقر القيادة العسكرية الشمالية في "صفد" للاجتماع بقادة هذه المنطقة والاطلاع عن قرب على تطور الأوضاع وبعدها يتوجه إلى مقر القيادة العامة في تل أبيب "كرياه" للمشاركة بجلسة تقدير الموقف التي سيعقدها نتنياهو ووزير الجيش. وتلقفت وسائل الإعلام الإسرائيلية المختلفة النبأ الذي تحدث عن رسالة تهدئة نقلها حزب الله إلى إسرائيل مفادها بأنه سيكتفي بهذه العملية ولن يصعد الأوضاع في حال قبلت إسرائيل بذلك وأشبعته تحليلا وتمحيصا. القناة الثانية على لسان مراسلها العسكري "روني دانيال" قالت بأنه يجب على إسرائيل ان ترفض هذه الدعوة. وقال المراسل المذكور "من الجيد ان يتحدث حزب الله عن التهدئة لكنه يريد الهدوء كي يستغله في استكمال مهمة بناء حركة مقاومة تنطلق في هضبة الجولان السوري المحتل على غرار المقاومة التي عملت في جنوب لبنان حتى عام 2000 لذا يجب على إسرائيل عدم السماح بذلك بل الطلب من حزب الله تفكيك هذه الحركة التي كان يعمل جهاد مغنية ورفاقه الذين تم اغتيالهم قرب القنيطرة على إقامتها". واجمع الإعلام الإسرائيلي فيما يخص جلسة المشاورات الأمنية على موقف واحد يؤكد ان الرد الإسرائيلي في حال كان هناك رد يجب ان يكون مدرسا ومحددا بما يمنع انزلاق الوضع إلى حرب لبنان الثالثة. وأكد المراسلون العسكريون لمختلف المحطات والشبكات الإسرائيلية على حقيقة عدم سعي إسرائيل لتصعيد الأوضاع باتجاه حرب شاملة وان الرد سيكون مدروسا. وفي هذا السياق تقول التحليلات بأنه لو كان لدى القيادات الإسرائيلية قرار بالحرب لأصدرت في وقت سابق أوامرها لقوات جيشها حول كيفية التصرف والرد على مثل هذه العمليات خاصة وان حزب الله لم يخف نواياه خاصة بعد عملية القنيطرة، لهذا فان حقيقة قيام الجيش برد موضعي "تقليدي" في مثل هذه الحالات وانتظار قرار سياسي يشير إلى عدم وجود قرار مسبق بالتصعيد وصولا لحرب شاملة كما حدث عام 2006 حيث بادر الجيش الإسرائيلي ومن اللحظات الأولى إلى تصعيد الأوضاع بشكل عنيف وشامل دهور الوضع الى ما بات يعرف إسرائيليا بحرب لبنان الثانية. ورغم هذه التحليلات يشير الخبراء بعين الانتباه إلى الحشودات العسكرية المكثفة التي تشهدها منطقة الحدود مع لبنان لافتين إلى إمكانية ان تكون التصريحات الإسرائيلية حول محدودية الرد نوعا من الخداع التكتيكي لتحقيق المفاجأة كما حدث قبيل عدوان الإسرائيلي على غزة عام 2008 حيث أعلنت إسرائيل أكثر من مرة عدم نيتها توجيه ضربات وذهب الإعلام الإسرائيلي إلى نشر تقارير مستفيضة حول خلافات في القيادة الإسرائيلية تتعلق بتوجيه مثل هذه الضربة، وثبت بالاحداث ان هذه التقارير كانت جزء من عملية تمويه استراتيجي حقق المفاجأة حين باغتت الطائرات الإسرائيلية طابورا من الشرطة الفلسطينية أثناء استعراض عسكري بمناسبة تخريج دورة تدريبية ما أدى في حينه إلى استشهاد أكثر من 140 شرطيا ورجل امن فلسطيني وكانت بداية العدوان. ويبقى الانتظار عنوان الساعات القادمة والحقيقة الوحيدة الثابتة في سماء عجت بالإنباء والإخبار المتناقضة والمتعارضة والتحليلات والتسريبات المؤشرة الى مختلف الاتجاهات والنوايا. رصد ومتابعة : فؤاد اللحام |