|
انتقام حزب الله بعيون الصحافة الإسرائيلية
نشر بتاريخ: 29/01/2015 ( آخر تحديث: 29/01/2015 الساعة: 19:41 )
بيت لحم - معا - احتلت العملية "الانتقامية" النوعية التي نفذها حزب الله يوم الاربعاء ضد قافلة عسكرية إسرائيلية مكونة من خمس مركبات عسكرية قرب مزارع شبعا اللبنانية المحتلة اليوم الخميس عناوين الصحف الإسرائيلية الرئيسية وشكّلت مادة خصبة نهل منها كتاب الأعمدة والمحللين الإسرائيليين بأنواعهم.
واجمع غالبية المحللين والكتاب على ما أسموه بالذكاء الذي تمتع به حزب الله وتجلى باختياره هدف وزمان ومكان العملية الأمر الذي وصفه الكاتب "عاموس هرئيل" بانفجار المراقب والمنضبط تماما كما يفعل خبراء المتفجرات. وعرج المحللون في مقالاتهم التي عجّت بها صحف اليوم على قدرة نتنياهو وقراره ابتلاع الضربة وعدم الانجرار إلى حرب شاملة في المنطقة ضد حزب الله وإيران وسوريا معتبرين العملية التي وقعت نوعا من حوار النار المفهوم والمتفهم الدائر بين حزب الله وإسرائيل سواء في لبنان وجبهة الجنوب أو في سوريا وجبهة الجولان المحتل. وفي باب العناوين الرئيسية التي خرجت بها الصحف الإسرائيلية، اختارت "هآرتس" جريا على عادتها عدم الانجرار إلى العناوين اللافتة والمثيرة مكتفية بعنوان تقرير تقليدي "مقتل ضابط وجندي على الحدود الشمالية نتيجة إطلاق حزب الله صواريخ مضادة للدروع" وأضافت بعض تفاصيل العملية في عناوين جانبية صغيرة مبرزة رسالة حزب الله التي بعثها عبر الأمم المتحدة ومفادها بأنه غير معني بالتصعيد. من ناحيتها خرجت صحيفة "معاريف" المقرّبة من أوساط اليمين الإسرائيلي بعنوان يبرر ما ذهب إليه نتنياهو ويعلون حين قررا ابتلاع العملية وعدم الرد جاء فيه "بعد الانتقام: إسرائيل تحاول منع التصعيد" وقالت في العنوان الثانوي "بعد عشرة أيام من عملية الاغتيال في القنيطرة التي تم نسبها لإسرائيل جاء الرد ووقع هجوم معقد عبر الحدود الشمالية". " انتقام حزب الله" عنوان رئيسي من كلمتين اخترته "يديعوت احرونوت" لتكتب اسفله " "هجوم مكثف بالصواريخ المضادة للدروع على قافلة عسكرية غير محصنة ومقتل ضابط وجندي وإصابة 7 آخرين بجراح". ولن تغفل "يديعوت" هي الاخرى إبراز رسالة التهدئة المنسوبة لحزب الله مشيرة إلى تصريحات أدلى بها مسؤولون إسرائيليون وصفتهم بالكبار قالوا فيها "سنمر عن هذه العملية دون رد رغبة منا في منع تدهور الأوضاع". وفي عنوان اقرب للتهرّب من ذكر الهجوم او الانتقام، خرجت صحيفة "إسرائيل اليوم" المقربة من نتنياهو بعنوان قصير يقول "جبهة في الشمال" مستذكرة تسلسل الإحداث التي وقعت يوم أمس. وفي باب المقالات، قال الكاتب الإسرائيلي "ناحوم برنيع" في مقالة نشرتها "يديعوت احرنوت" العبرية " فهم كل من اجتمع يوم أمس في مكتب نتنياهو تقريبا بأن البلاغة الكلامية الفارغة من أي مضمون وقفت وراء التهديدات التي أطلقها رئيس الوزراء لأنه لا يريد ان يتورط ألان في حرب ولا يوجد هناك شخص واحد من بينهم يريد ذلك حتى "نفتالي بينت" الذي صمت ولم يُسمع صوته حتى عبر الواتساب وكذلك ليبرمان الذي دعا الى رد غير محدود والى ضرورة الشروع بعملية عسكرية في لبنان وقال كلامه هذا لأنه يدرك تماما عدم وجود أي شخص أو جهة يأخذ هذا الكلام بجدية ". وكتب "اليكس فيشمان" مقالة نشرتها أيضا "يديعوت احرونوت" تحت عنوان "أخطاؤنا" جاء فيه " افترض من اتخذ قرار مهاجمة قادة البنية التحتية التابعة لحزب الله في الجولان بان قوة الردع الإسرائيلية كافية وان المستهدفون بالهجوم لا يملوكن الرغبة ولا المصلحة بفتح جبهة جديدة ، لقد أخطئنا حين افترضنا بان حزب الله لن يرد تماما كما لم نقدر موقف حماس بشكل جيد قبل عملية " الجرف الصامد " ودفعناه إلى الزاوية وربما كان حزب الله معنيا في هذا الوقت بالتحديد بفتح مواجهة معنا ؟. وكان آخر مقالات الصحفية الأولى من صحيفة "يديعوت احرونوت" بقلم "يوسي يهوشع" بعنوان "اعرف عدوك" جاء فيه " لقد تابع حزب الله عن كثب قافلة الضباط والقادة وعرف تماما على من يطلق صواريخه وسار خلف سيارة شبه مدنية وحقق ما يريده بالضبط وهو تنفيذ عملية انتقام لاغتيال مغنية دون ان يتسبب بتدهور شامل للأوضاع وهذا بحد ذاته يعكس مستوى استخباري وتنفيذي رفيع". "لقد كان الجيش وقيادته على علم تام بان انتقام حزب الله على اغتيال جهاد مغنية قادم لا محالة وألان يجب عليهم معرفة كيف يتعاملون مع هذا المستوى الاستخباري والتنفيذي الرفيع الذي يتمتع به وأظهره حزب الله". ونشرت صحيفة "معاريف" هي الأخرى مقالات عددية لكتاب أعمدة ومحللين كان بينهم "اليعزر تسيوني مروم" الذي كتب مقالا بعنوان "حوار بالنار" جاء فيه "ان تبادل القصف والضربات بين حزب الله وإسرائيل على الحدود الشمالية وفي هضبة الجولان عبارة عن حوار بالنار يجري بين إسرائيل وحزب الله والجيش السوري وفي خلفية الصورة إيران والهدف منه وضع إطار عام للساحة وتحديد قواعد اللعبة وقانون الاشتباك بين حزب الله وإسرائيل على الأرض السورية والجبهة السورية هذه المرة". ورصد الكاتب "دان ادلست" عبر مقالته "العودة الى قواعد اللعبة" عودة الجيش الإسرائيلي منذ مساء الأربعاء إلى هذه القواعد وجاء في مقالته "حتى كتابة هذه الأسطر التي كانت مساء الأربعاء عاد الجيش الإسرائيلي إلى قواعد اللعبة المرعية بينه وبين حزب الله نحن أطلقنا النار قاموا بالرد علينا وكل طرف وفقا لمدى الفائدة والجدوى التي يرجوها من وراء إطلاقه للنار دون أن ينجروا إلى دوامة لا احد يعرف نهايتها". وأخيرا وصف المحلل السياسي "عاموس هرئيل" عبر مقالة نشرتها صحيفة "هأرتس" ما وقع بـ" الانفجار المضبوط " جاء فيها " يبدو أن إسرائيل كانت تسعى يوم أمس أو منذ الهجوم والرد عليه إلى التهدئة وليس التصعيد وكذلك حزب الله يتضح من إطلاق الصواريخ على الجولان أمس الأول والهجوم الذي شنه يوم أمس بأنه وجهه نحو انهاء هذه الجولة وعدم تصعيدها، اما فيما يتعلق بتطور الأوضاع خلال الأسابيع القادمة فهذا يتوقف على الطريقة التي يرى فيها حسن نصر الله مقتل جهاد مغنية وهذا التقييم قد لا يكون مريحا او ذا وقع حسن على آذان القادة في إسرائيل لكن ورغم دماء الجنود المسفوكة في "هار دوف" اختار حزب الله ان يرد على عملية الاغتيال المنسوبة لإسرائيل بشكل محسوب ومحدود فمن وجهة نظر الحزب ضربت إسرائيل هدفا عسكريا عبر اغتيال نشطاء الحزب في الجولان فاختار أن يستهدف قافلة عسكرية وليس ضرب أهداف مدنية وبهذا امتنع الحزب عن تنفيذ عملية طموحة أو فتح جبهات قتال أخرى". وقال الكاتب "امير اورن" في مقالته المنشورة في صحيفة "هأرتس" تحت عنوان "حين تهدر الكرامة" تبادلت إسرائيل وخصومها خلال السنوات الماضية الضربات تحت الحزام وتحت موجات الرادار مفترضين بإمكانية ضرب أهداف يمكن للخصم تحملها وان هدرت كرامته لان ما ينتج عن انفجار غامض في دولة ثالثة يختلف عما ينتج عن غارة جوية لهذا فان من استهدف جهاد مغنية قبل أسبوعين عمل من حيث المبدأ بشكل صحيح لكنه أخطا من حيث الطريقة والمكان ". |