|
محمد ضيف - أكبر من عملية وأقل من حرب
نشر بتاريخ: 31/01/2015 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:09 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
حين يتحدث ضباط المخابرات الاسرائيلية عن محمد ضيف ، يسكتون قليلا ثم يتنهدون ثم يؤكدون ان هناك تسع شاشات كبيرة في مقر غرفة العمليات تراقب وتتابع ظهوره ، احدى ضابطات الشاباك وعمرها 30 عاما تقول : بودي ان اطلق النار في الهواء تحية لهذا المطارد الذكي جدا والذي دوّخ المخابرات بذكائه وافقدنا عقلنا طوال عشرين عاما . انه اسطورة .
المجندة الاسرائيلية ليست لوحدها ، وانما هناك ضابط تشغيل العملاء في المخابرات الاسرائيلية يؤكد ان محمد ضيف ذكي جدا وقد كرّس كل نفسه لغاية تنفيذ العمليات ضد اسرائيل ، انه صاحب بصمة ويتابع بنفسه كل امور المهمات وهو يختار بنفسه من يقوم بالمهمة وهو يشرف على التجنيد والسرية ولا يظهر ابدا على الشاشات التسع . وحين يظهر محمد ضيف على اي من الشاشات ، يرن الهاتف فورا عند بنيامين نتانياهو والذي لا يتررد في القول : ابلغوا سلاح الجو لاغتياله فورا , لكن دون جدوى .وقد استعانت اسرائيل بخيرة ضباط الشاباك الذين كانوا يستجوبون الفلسطينيين في اقبية التحقيق في سجن غزة قبل دخول الزعيم ياسر عرفات لمعرفة شخصية هذا " الاسطورة " والذي دوّخ المخابرات وقهر السياسيين في تل ابيب . حتى ان تلفزيون اسرائيل ارسل طاقما الى العاصمة الاردنية عمان لمقابلة الاخ سمير مشهراوي وسؤاله عن محمد ضيف : وسمير المشهراوي لم يزد تلفزيون اسرائيل الا حيرة وأسى ، فقد اكد لهم ان محمد ضيف ذكي وصاحب تركيز عال ومستمع جيد وليس عنيفا في المحادثات بل انه مؤدب ويسمع وجهة نظر الطرف الاخر وفي النهاية يقرر ، وانه التزم بوقف اطلاق النار الذي طلبه عرفات ولكن اسرائيل غدرت واغتالت صديقه المهندس يحيى عياش ، وحينها قال محمد ضيف لقيادات السلطة : اسرائيل خرقت العهد وانا سارد ولن يمنعني قوة في العالم من الرد . وبالفعل انتج الضيف سلسلة عمليات تفجيرية محترفة ضد اسرائيل تسببت في اسقاط شمعون بيريس وقلب الحكم في اسرائيل . وعودة الى ضابطة الشاباك الثلاثينية تقول : انا اتابع محمد ضيف على كل الشاشات ، وكم يذهلني ذكاءه وهو يعرف اننا ننتظر ان يخطئ اي خطأ فنقتله ، ولكنه دائما حذر ودائما ينجح في التملص منا ، دولة كاملة بكل اسلحتها وقوتها تبحث عنه طوال عشرين عاما وهو ينجح . محمد ضيف حين ظهر على احدى الشاشات في اليوم 42 من حرب غزة الاخيرة ، قرت اسرائيل اغتياله على الفور واعتقدت اسرائيل ان قصف منزل في غزة فوق راسه ورأسه زوجته وداد وابنه الرضيع 8 شهور سيحل المشكلة ، ولكن اطنان المتفجرات لم تشف اسرائيل من علتها ، ونجا الضيف وارسل رسالة للسيد حسن نصر الله . ما يعني ان الفترة القادمة لن تكون فترة هدوء وانما فترة عمليات واغتيالات ، انها اكبر من عمليات واقل من حرب . تقول اسرائيل انه الان يعرج من كثرة الاصابات والقصف ولكنها تعترف انها لا تمتلك صورة له ولا تعرف شكله ... قصة محمد ضيف ، موضوع جولة في الصحافة العبرية الاحد الساعة التاسعة كالمعتاد . |