وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ورشة عمل بعنوان "دور الإعلام وظاهرة تعاطي المخدرات"

نشر بتاريخ: 01/02/2015 ( آخر تحديث: 01/02/2015 الساعة: 23:30 )
القدس- معا - نظم مركز البلدة القديمة للإرشاد كاريتاس القدس في مركز الأنشطة المجتمعية بحي رأس العامود بالقدس مؤخرا ورشة بعنوان " دور الإعلام وظاهرة تعاطي المخدرات " .

وشدد المشاركون على ضرورة تضافر الجهود لزيادة التشبيك والتنسيق و التعاون بين كافة الأطراف و المؤسسات للتدخل المهني في مشكلة إستخدام المخدرات ، والعمل على نشر التوعية بضرورة التحفيز للعلاج و التأهيل لمستخدمي المخدرات إلى جانب التوعية بأضرار المخدرات وفق أساليب نشطة ملائمة تربويا بعيدا عن التضخيم و التهويل .والعمل على مخاطبة وسائل الإعلام المتنوعة لعمل لجنة إعلامية متخصصة تعمل على إنتاج مواد إعلامية موجهة للوقاية من استخدام المخدرات و الضغط و المناصرة لسن قانون وطني عصري يحافظ على خصوصية مستخدمي المخدرات و يتصدى للوصمة والنبذ و التهميش ، وغير ذلك من صور السلوكيات السلبية و الخاطئة التي يتعرض لها مستخدمي المخدرات .

وشارك في الورشة حوالي 25 فردا من طالبات في علم النفس والخدمة الاجتماعية من الجامعات الفلسطينية ، ومنسق برامج مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات و الجريمة خلدون عويس ، ومدير مركز كاريتاس تامر زكاك ، والمدير المهني للمركز علاء خروب ، ومدير مركز المقدسي عصام جويحان ، والحاج يحيى أسعد الهشلمون عضو اللجنة المركزية لأولياء الأمور بالقدس ، والناشطة الإعلامية منى القواسمي من جريدة القدس .

وتناولت الورشة العلاقة بين وسائل الإعلام و العمل الاجتماعي و الصحة النفسية بشكل عام " التأثير الإعلامي على الفكر و الثقافة و المشاعر و السلوك و العلاقات " .

وتحدثت الصحافية منى القواسمي عن دور الإعلام في ظاهرة تعاطي المخدرات ، وضرورة إهتمام وسائل الاعلام المختلفة بهذه الظاهرة المتفشية من خلال التغطيات المكتوبة والمسموعة والمرئية ، والتركيز على تفشي هذه الظاهرة بكافة المناطق الفلسطينية وخاصة مدينة القدس ، وضرورة وجود مركز علاج للمدمنين ومتعاطي المخدرات في القدس . ولفتت إلى أهمية الاعلام في الضغط والمناصرة من خلال الصورة والكلمة والفيلم ، ومساهمة الاعلاميين بالمسؤولية من أجل تعزيز الوعي بأضرار المخدرات والمناصرة للعلاج وتأهيل مستخدمي المخدرات وإستيعابهم ودمجهم بالمجتمع الفلسطيني .

وتحدث خلال الورشة المدير المهني لمركز كاريتاس علاء خروب عن أهداف مركز كاريتاس المتمثلة بتقديم الإرشاد النفسي والاجتماعي لمدمني المخدرات وعائلاتهم ، والمساهمة في تحسين الوضع الصحي والاجتماعي والظروف المعيشية لمدمني المخدرات وعائلاتهم من خلال تحويلهم إلى مراكز العلاج والمؤسسات الاجتماعية الأخرى. وعقد ورشات عمل ونشاطات للتوعية من المخدرات للشباب بشكل خاص والمجتمع بشكل عام .

أما مدير مركز كاريتاس تامر زكاك لفت أن مركز البلدة القديمة للإرشاد- كاريتاس القدس هو من أهم المراكز الموجودة في القدس والوحيد الذي يقدم الخدمات الاجتماعية لسكان شرقي القدس ، وقد تم تأسيس هذا المركز للضرورة الملحة في تلك المنطقة , وللعمل على الحد من إنتشار هذه الآفة بشكل عام والحد من تعاطي المخدرات بين فئة الشباب خاصة , لما يترتب عليها من تدمير للشباب ولعقولهم والحد من تفكيرهم وإبداعهم والتطلع نحو المستقبل.

وأكد على أهمية استمرار التواصل بالمركز من خلال فريق القدس للعمل الاجتماعي و الصحة النفسية ، و ثمن جهود وزارات الداخلية و الصحة و كافة المؤسسات العاملة بالمجال . وقدم شكره للمشاركين في ورشة العمل .

من جانبه لفت منسق برامج مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات و الجريمة خلدون عويس أنه من خلال تجربته وعمله وإطلاعه على العمل الوطني في مجال مكافحة المخدرات ، إلا أنه لم يرقى للمستوى المطلوب . "

وأوضح عويس أنه تم تشكيل البرنامج الوطني لمكافحة المخدرات في وزارة الداخلية الوطنية الفلسطينية ، ويركز على البرامج التوعوية والتثقيفية .

وقال عويس " مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة هو مؤسسة دولية تحاول دعم بعض البرامج التي لها علاقة بالتخفيف من مخاطر تناول المخدرات وعلاج وتأهيل مستخدمي المخدرات ، حيث نعمل في مجال تخفيف المخاطر مع مؤسسات حكومية وغير حكومية ، منها وزارة الصحة الفلسطينية وتحديدا الدكتور أسعد الرملاوي ."

ولفت أن مكتب الأمم المتحدة ينفذ برنامج علاج بالبدائل الأفيونية بالتعاون مع وزارة الصحة الفلسطينية ، ويوجد حاليا 40 من مستخدمي المخدرات تحت إستخدام العلاج بالبدائل الأفيونية . بالاضافة إلى برامج تخفيف الوصمة والتمييز لمستخدمي المخدرات ، والمصابين بفيروس نقص المناعة البشرية " الايدز " .

وأشار عويس أن هناك ممثلين من وزارة الاعلام والثقافة في اللجنة الوطنية وهم بدورهم ، يحاولوا إعداد برامج وتغطية بعض البرامج المتعلقة بمستخدمي المخدرات ، والمتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية .

وأكد على الحاجة لتضافر الجهود بالعمل ، والتجميع بين المؤسسات الحكومية وغير الحكومية ، ممكن في إطار تفعيل اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات ، لأن التجميع يغني الخطة ويقسم الأدوار ، بسبب وجود تداخل في أدوار المؤسسات .

وأضاف عويس أنه صدر تقرير في عام 2006 عن وضع المخدرات في فلسطين ، يعني أنه منذ 10 سنوات لم يصدر تقرير آخر .

وطالب بضرورة دعم عمل دراسة وطنية في الضفة الغربية وقطاع غزة عن الوضع الحالي للمخدرات في فلسطين .

وتطرق مدير مركز المقدسي عصام جويحان في مداخلة له حول ظواهر جديدة من الارتباط العاطفي و الاجتماعي بالإعلام ، والمعلومات الخاطئة و المواقف الانفعالية الدرامية و السينمائية و الاستعراضية و الفنية التي تروج للسلوكيات الخاطئة بطريقة مباشرة و غير مباشرة . وأشار أن تقنيات و برامج الإعلام سلاح فعال ذي حدين . ونوه إلى تقصير وسائل الاعلام المختلفة بإتخاذ الدور الفعال والمسؤول من أجل الحد من إنتشار هذه الظاهرة بالمجتمع الفلسطيني .

وبدوره نوه عضو اللجنة المركزية لأولياء الأمور بالقدس الحاج يحيى الهشلمون إلى أن الاعلام المكتوب غير كافي من أجل التوعية والضغط والمناصرة حيال ظاهرة تفشي ظاهرة المخدرات ، ودعا إلى ضرورة تكاتف كافة وسائل الاعلام من أجل ذلك ، والعمل بشكل مستمر ودوري .

وأشار إلى أهمية الاعلام في فضح مخاطر وتأثير ظاهرة المخدرات على كافة شرائح المجتمع الفلسطيني .