|
حُرمت من التعليم والعمل وحتى الزواج.. عائلة فلسطينية تحتجزها سلطات الاحتلال منذ عامين في القطاع
نشر بتاريخ: 30/08/2007 ( آخر تحديث: 30/08/2007 الساعة: 11:28 )
غزة- معا- ايمان ابو العدس- "أشعر وكأني في سجن عزل انفرادي" بهذه العبارة لخصت فرح أبو قاسم ( 18 عاما) شعورها تجاه الرفض الاسرائيلي للسماح لها بعبور الحدود الى رام الله لاستكمال دراستها الجامعية هناك في جامعة بيرزيت.
فرح هي أصغر افراد عائلة أبو قاسم المكونة من خمسة أفراد, أربعة منهم محتجزون داخل قطاع غزة, غير قادرين على قضاء مصالحهم في الخارج بسبب منعهم من السفر من قبل الحكومة الاسرائيلية باختلاف حالاتهم ومقاصدهم. قالت فرح: "لم يعد لدي أمل في امكانية دراستي في بيرزيت بالرغم من حصولي على الموافقة المبدئية من قبلهم لكن احتجازي هنا يمنعني من التفكير بالمواصلة". لم يكن حال شقيقتها زين أبو قاسم ( 23 عاما) أفضل حالا فقد انتَقصت احلامها هي الاخرى ولو قليلا, أوضحت زين قائلة: "اتيحت لي فرصة استثنائية للسفر لأميركا لحضور دورة من اعداد الاتحاد الاوروبي وقد عملت جاهدة لاتمكن من الحصول على هذه الفرصة وبالرغم من كافة محاولاتي لاجراء تنسيق بمساعدة جهة عملي لم أحصل على الاذن من الجانب الاسرائيلي للسفر". وأكدت زين أنه بالرغم من اختلاف الفترات الزمنية التي حاول فيها افراد عائلتها السفر للخارج كان الرد من الجهة الاسرائيلية واحد وهو الرفض. أشارت لأخيها محمد أبو قاسم ( 22 عاما) قائلة: "حتى أخي لم يستطع السفر لجامعته في أسبانيا بعد أن حصل على الفيزا لهناك ثلاث مرات متتالية وقد رفض طلبه في المرة الرابعة لانه لم يتمكن من المغادرة في المرات الثلاث السابقة". وقال محمد مؤكدا "هذا تماما ما حصل والان أنا مضطر لاستكمال دراستي في ماليزيا نظرا لرفض اسبانيا استصدار فيزا لي بعد ما حصل بالرغم من انه خارج عن ارادتي وظروفي". وحين طرح السؤال حول اذا ما كان الأمر انتهى الى هذا الحد أجابت فرح بالضحك الساخر وأجابت: "هم يُضحك وهم يُبكي, من المفارقة أن الأمر لم ينته عند هذا الحد بل وما زاد الحال تعقيدا هو أن زفاف اختي كان من المقرر أن يتم في بداية الأسبوع القادم ولكن هذا تماما ما لن يحصل". وكانت نور أبو قاسم ( 24 عاما) قد حاولت الحصول على تصريح يتيح لها السفر الى الامارات العربية حيث من المقرر ان تعيش مع زوجها لكن طلبها قد رفض عدة مرات مما أعاق اتمام الزفاف ثلاث مرات في العامين الماضيين. وطال الأمر رب العائلة رسمي أبو قاسم والذي توقف عمل مصنعه لعدم قدرته على استيراد المواد الخام اللازم لتصنيع البلاستيك مما أضر بعمله حتى لم يتبق سوى عاملين لديه في المصنع. وأعربت عائلة "أبو قاسم" عن أسفها تجاه التعقيدات التي يواجهها أفرادها في سبيل تحقيق أهدافهم وطموحاتهم. ولكنها أكدت أن هذا لن يوقف أحدا منهم على مواصلة طريقه " ولو بعد حين " حال عائلة أبو قاسم لم يكن استثنائي وانما تشاركهم في ذات المعضلة هو ما كان مستغربا. فقد بات معروفا أن حكومة الاحتلال تأبى أن تترك الشعب الفلسطيني الا بعد أن تؤرق باله وتقض مضاجع أفراده من صغيرهم حتى الكبير منهم بتعطيل مصالحهم على مختلف المستويات سواء الدراسة أو العمل وحتى قدسية الزواج لم تسلم. |