وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الحرية لن تصبح رمادا!!!

نشر بتاريخ: 03/02/2015 ( آخر تحديث: 03/02/2015 الساعة: 11:08 )
بقلم: تمارا حداد

سجان رسم طريق فراقنا، سحب بساط السعادة من تحت أقدامنا، يا نفس صبرا.. فعقبى الصبر بلوغ المنى يطيب به العيش بعزم يلين به الحديد..صبورة على دهر الزمان,فراق لو كان بحجم المجرة ستبقى حاضرا في قلبي وذاكرتي، فانا بخير رغم الفراق ولم يقتلني الغياب، أمارس حياتي بشكل اعتيادي ويوما سينزع سهم الفراق ويعيد لنا الحياة والابتسامة اصبر قليلا فبعد الصبر يسرا وأملا وفرحا.

تلك الكلمات لزوجة الأسير عاهد أبو غلمة التي تحمل طياتها نوافذ الشمس تلقي بخيوطها الذهبية عليها لتعطيها حلما جديدا وقلبا جديدا لتقول إن الحرية لن تصبح رمادا.

فالأسير عاهد أبو غلمة ولد عام 1968 في قرية فوريك إلى الشرق من مدينة نابلس والذي اعتقل أول مرة عام 1984 في سجن الفارعة واحتجز لمدة 5 شهور والاعتقال الثاني كان عام 1986 وبعد خروجه من السجن التحق بجامعة بيرزيت لإتمام دراسته بتخصص علم الاجتماع ولكن قيد السجان لم يثنيه عن إنهاء دراسته ليعتقله مرة أخرى عام 1989 بسبب نشاطه في فعاليات الجبهة الشعبية وعمل عضوا في لجنة الأسير وعمل في مؤسسة الضمير ومثل الجبهة الشعبية في اللجنة الوطنية والإسلامية العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمعتقلين عاش طيلة حياته مطاردا إلى أن تم اعتقاله على خلفية اغتيال الوزير الإسرائيلي رحبعام زئيفي عام 2002.

واعتقل مع رفاقه احمد سعدات مجدي الريماوي وحمدي قرعان وباسل الأسمر وحكم عليه المؤبد وخمس سنوات طيلة اعتقاله لاقى اشد أنواع التعذيب والتنكيل ومعاقبته باستخدام سياسة العزل الانفرادي فهذه السياسة مخالفة للقوانين الدولية والمواثيق الموجودة في جميع الاتفاقيات المبرمة اتفاقية جنيف الرابعة واتفاقية حقوق الإنسان وقد عانى أبو غلمة 23 مرة من العزل الانفرادي وآخر عزلة له كان عاما كاملا 20/3/2012 من العزلة والإهمال الطبي والحرمان الذي يتنافى مع الأخلاقيات والإنسانية.

تقول زوجته وفاء أبو غلمة إنها محرومة من زيارة زوجها مدة 7 سنوات ومحرومة من السفر وهذا السفر هو حقها والمنع من السفر هو مخالف للأعراف والقوانين الدولية فالسفر حق من حقوق المواطنين وأشارت زوجته إن غياب زوجها هو بحد ذاته معاناة وبالذات في المناسبات والأعياد واستلام الشهادات فعندي طفلين قيس وعمره 16 عاما وابنتي ريتا عمرها 13 عاما فانا امثل لأولادي أما وأبا وأغرقهم بحنان وعطف الأب حتى لا يشعروا بغياب والدهم بإصرار وعزيمة.

ما أعجبني بتلك المرأة إنها صامدة متفائلة بخروج زوجها يوما ما فلا تجعل من حالة انكسارها خنجر بل بداية حلم جديد فتعتبر فراق زوجها قوة لها بآمالها الحلوة تبحث عن عصفور يتسلل وراء الأفق مع ضوء صباح جديد فمهما أغلق الشتاء أبواب السجون وحاصرتها تلال الثلوج في كل مكان تنتظر قدوم الربيع ففلسطين في الذاكرة ومن فقدها أصابه عطب في أخلاقه وانتمائه وشرفه!!!