وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

حدث وما زال- "العتال" وزوجة "الجنرال"

نشر بتاريخ: 05/02/2015 ( آخر تحديث: 05/02/2015 الساعة: 17:08 )
حدث وما زال- "العتال" وزوجة "الجنرال"
كتب محمد اللحام- يحكى أن "عتالا" كان يمتهن رفع الأحمال وتوصيلها للناس في البلدة القديمة بالقدس زمن الانتداب البريطاني على فلسطين ويعرف بمواقف الشهامة والأصالة والفتوة الايجابية.

كان هذا "العتال" ذا سطوة وهيبة حتى من عساكر الانجليز الذين كانوا يحسبون له ألف حساب وهو الذي سبق وحطم أسنان احد العساكر الذي حاول الاعتداء على أبو حسن صاحب المقهى في البلدة بحجة انه لم يتلق خدمة جيدة فما كان من "العتال" إلا التدخل وإشباعه ضربا أمام الناس الذين فرحوا لهذا العمل.

"العتال" فرض حالة من الاحترام والتقدير لدى أبناء بلدته من جانب وحالة من الخوف والتحسب من قبل عسكر الانجليز.

وفي يوم من الأيام كانت زوجة "الجنرال" الانجليزي مدير مركز شرطة البلدة في السوق وتنادي على "العتال" ليحمل لها أغراضها الى البيت.

وأثناء حمل "العتال" للأغراض والزوجة تسير أمامه كان يتمتم ببعض الكلمات المتعلقة بجسدها مما أدى إلى استفزازها حيث أخبرت زوجها الجنرال بما حدث وضرورة ان يعاقبه. فقال لها لا تبالي انا سوف أتصرف معه.

وفي مرة ثانية احتاجت حمالا "عتال" وكانت مجموعة "العتالة" تحسب حسابا "للعتال" المركزي ولا تقترب على حمولة بوجوده إلا بموافقته ورضاه. فتقدم وحمل لها الإغراض وأثناء السير بالطريق تجاوز الحدود بالكلام واليد متحرشا بزوجة "الجنرال".

وصلت للمنزل وقالت لزوجها حقيقة ما جرى وحثته على ضرورة معاقبته لأنه تجاوز كل الحدود. فرد "الجنرال" لا تقلقي سوف أعالج الموضوع. ردت بغضب "كل مرة تقول سوف أعالج ولا تعالج حتى تمادى كثيرا".

بعد أيام جاء شخص "للعتال" وجلس معه في المقهى وقال له " عندي عرض جيد لك بأن تترك مهنة "العتالة" المتعبة وهي مهنة دونية ولدي عرض بأن تأتي لتعمل معنا بالعسكر وتلبس عسكري وتفرض هيبتك أكثر وبالقانون وبشكل رسمي بعيدا عما أنت به وبراتب 5 جنيهات بدل 3 التي يأخذها العسكري المستجد" وبعد تفكير وافق "العتال" وقال " فعلا هيك احسن ومع عصا وبدلة عسكرية وإذا أنا عتال ولي كل هالاحترام والهيبة وكيف حين ارتدي الزي العسكري" أعطى موافقته وارتدى زي العسكر.

بعد أيام بعث له "الجنرال" وطلب منه ان يضبط الحارة ويغلق المقهى ليلا ويوقف فوضى العمال ويبطش بكل من هو ضد الحكومة وووووو.

ودخل العسكري "العتال" في إشكاليات واشتباكات مع أهل بلدته الذين استغربوا هذا التغيير "للعتال" الذي أحبوه واحترموه سابقا حتى انقلب عليهم وبطش في بعضهم وقطع رزق البعض الأخر حتى حاول احد الشبان طعنه بسكين.

وما هي إلا أشهر قليلة حتى أصبح "العتال" العسكري الرجل الكريه والمنبوذ في وسطه وهو المتباهي بزيه ومسدسه العسكري.

وعندما وصلت الأمور حد الانفجار من سلوكه العدواني اتخذ "الجنرال" قراره بطرده من الخدمة بداعي رغبة أهل الحارة.

عاد العتال بزيه الشعبي بعد ان جُرّد من الزي العسكري للحارة ولمهنة "العتالة" وسط مقاطعة تامة من كل أهل البلدة الذين لم يتقبلوه ولم يتفاعلوا معه بل زجروه وتطاول عليه زملاءه في "العتالة" الذين رفضوا بتاتا أي أمر منه وعندما يدخل المقهى يخرج كل من فيها.

نظر الى أبو حسن صاحب المقهى الذي دافع عنه يوما وقال له ما الذي جرى لماذا يتعامل معي الناس هكذا انا "العتال" الشهم الأصيل الا تذكر؟ فرد عليه "كنت يوما شهما وأصيلا إلا انك بعت الأصالة والشهامة بثمن بخس.. و"عتالنا" الذي كان غادر ولم يعد وأنت بعتنا بزي وعصا ولم يعد لك مكان بيننا".

ولا زال البعض حتى اليوم جاهز لبيع مواقفه بعصا وحتى بدون جزرة أحيانا لان النذالة مدارس.