|
حرب السيطرة
نشر بتاريخ: 12/02/2015 ( آخر تحديث: 12/02/2015 الساعة: 15:13 )
الكاتب: د. نزار نبيل أبو منشار الحرباوي
للسيطرة والنفوذ معانٍ عدة ، وأشكال تطبيقية عدة ، ولكنها في زمن العولمة تتخذ أشكالاً ومسميات متعددة ، بعضها يدخل في صراع المصالح ، وأخرى تدخل في ميدان المغالبة ، وبعضها يدخل في ساحة التخطيط الاستراتيجي للدول والجهات التي تسعى لفرض ذاتها سياسياً أو اقتصادياً أو عسكرياً أو فنياً أو نحو ذلك .
المحطات والمحاور البارزة لتحقيق مفاهيم النفوذ والسيطرة اليوم تتعلق بمستويات وتقنيات التسلح حيناً ، وتظهر جلية في مجال الحروب الخفية ، كحرب المياه والغذاء أحياناً أخرى . هذا الموضوع ، جعلني أتساءل اليوم عن معنى ومفهوم السيطرة المعاصرة ، والجهات التي تعمل على تحقيق قوتها وسيطرتها الغالبة في مجالات الطاقة والطاقة البديلة ، وسباق التسلح ، وامتلاك التكنولوجيا العصرية ، ومقدرات تصنيع الغذاء وتسويقه ، والاستئثار بمصادر المياه ونحوها . "العولمة" العصرية بكل تجلياتها هي جزء من منظومة السيطرة الغربية ، ومن خلالها عمدت القوى الكبرى إلى تعزيز خاصية الذوبان العرقي والديني واللغوي والثقافي للعالم الثالث والدول النامية لتفريغها من مضامينها ، وبثت مصطلح الإرهاب تارة ومصطلح الإسلاموفوبيا تارة أخرى ، ولوحت بسيف حقوق الإنسان حيناً وبالعقوبات الاقتصادية حيناً آخر . حروب الهيمنة العالمية اليوم تحتم علينا البحث الجديد والجدّي في واقعنا ، ومصادر القوة والضعف لدينا ، لنقدم أجوبة لكل علامات الاستفهام في هذا المجال ، كما أن حاجتنا للتأليف في مجال السياسة المعاصرة ، ومجالات التنمية المجتمعية والفكرية والثقافية ، والوقوف بجدية في وجه توصيف العنف وقضايا الإرهاب وعدم ترك أي مجال أو وسيلة إعلامية وبحثية إلا وقد اعتمدناها سبيلاً لنيل المعرفة والارتقاء في منسوب الوعي العام لمواجهة تحديات السيطرة الغربية تمثل منطلقاً هاماً فقي مسيبرة الحرية الذاتية . إن مواجهة مفهوم السيطرة يحتاج لتأسيس مفهوم الابتكار والتجديد في لغة الخطاب وآليات التفكير والتخطيط ، كما يحتاج لعقل يقاوم ضغوط الواقع ليفكر بحرية ويبحث بحرية ، ويبدأ تنسيق خطوات كسر الطوق الاستغلالي الاستعماري المقنع عن رقاب شعوبنا المقهورة . هنا ، علينا أن لا ننسى أننا أمام تحدٍ حقيقي ، تحد يفرض علينا معرفة طاقاتنا وقدراتنا ومواردنا البشرية والمادية ، وأن نخلص بأفضل وسائل البحث والدراسة لاستثمارها الاستثمار الأمثل من خلال عقولنا الذاتية ووعينا الذاتي ، لنبدأ بالتخلص من عهد الاستعمار ، ونخطوا بعدها خطواتنا الواثقة نحو فرض سيطرتنا الذاتية على مواردنا . |