وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

دراسة اكاديمية:68.3 % من مدراء المنظمات الأهلية بغزة وصلوا لمناصبهم بالتكليف و40.3% بدون تأهيل

نشر بتاريخ: 01/09/2007 ( آخر تحديث: 01/09/2007 الساعة: 16:36 )
خان يونس -معا- كشفت دراسة أكاديمية أعدها باحث فلسطيني أن 68.3 % من مدراء المنظمات الأهلية في قطاع غزة التي خضعت للدراسة وصلوا لمناصبهم بالتكليف وليس عبر مسابقة، وان 40.3 % منهم لم يحصلوا على تأهيل في مجال العمل الأهلي قبل الانضمام للمنظمات التي يعملون فيها.

وأظهرت الدراسة الأكاديمية التي أعدها الباحث الفلسطيني محمد أحمد العايدي ونال بموجبها الدكتوراة في علم اجتماع التنمية "التنمية الإدارية" من معهد البحوث والدراسات العربية في القاهرة مؤخراً بالامتياز مع مرتبة الشرف، غالبة الطابع الذكوري على القيادة العليا في المنظمات الأهلية بنسبة 77% مقارنة بالإناث.

وبينت الدراسة التي جاءت بعنوان "انعكاس تأهيل قيادات المنظمات الأهلية على فعاليتها" دراسة ميدانية في قطاع غزة أن 79.9 % من مدراء المنظمات الأهلية متخصصين في تخصصات ليست ذات علاقة مباشرة بالإدارة أو العلوم الإنسانية اللازمة لإدارة المنظمات الأهلية.

وقال الباحث العايدي إن المشكلة الأساسية التي انطلق منها لإجراء دراسته هو ضعف قدرات مدراء المنظمات الأهلية وعدم قدرتهم على إدارتهم منظماتهم بفعالية وضعف أثر برامج التأهيل التي تعرضوا لها.

واستخدمت الدراسة عينة المسح الميداني وضمنها عينة عشوائية طبقية مكونة من 152 مديراً بواقع 36 % من مجتمع الدراسة الذي يتكون من 418 مديراً من مدراء المنظمات الأهلية الموجودة في قطاع غزة والمسجلة في وزارة الداخلية بغزة.

وأكد العايدي أن ما دفعه لإجراء الدراسة هو غياب الرؤية التنموية ووجود حالة من الضبابية والفلتان والتخبط وعدم التخطيط للبناء والتنمية المنظمة على أسس علمية ما أدى لتبديد الآمال بإهدار الموارد والأموال والجهد والوقت المبذول.

ولفت إلى أن 67 % من المنظمات الأهلية في قطاع غزة تأسست بعد قدوم السلطة الفلسطينية في مايو 1994 وبحاجة ماسة لبناء قدراتها وتأهيل قياداتها نظراً لأن النسبة الأعلى من قيادات هذه المنظمات غير مؤهلة بالشكل المطلوب لإدارتها.

وأظهرت الدراسة (التي أشرف عليها كل من الأستاذ الدكتور ثروت عبد الملك أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة عين شمس والأستاذ الدكتور عبد المسيح عبد المسيح رئيس قسم العلوم التربوية في نفس الجامعة ) أن أهم ثلاث مشكلات تواجه عملهم القيادي في منظماتهم مشكلة المعوقات المالية ومشكلة الوضع السياسي العام ومشكلة نقص التجهيزات الفنية، وبينت أن 90.6% منهم يعتقدون بأن التأهيل الفعال قد يمكنهم من مواجهة المشكلات التي تواجه عمل منظماتهم.

وخلصت الدراسة إلى من خلال تحليل برنامج تدريبي في التخطيط تعرض له بعض المدراء ضعف البرامج التأهيلية التي تعرضوا لها.

وأوصى الباحث العايدي بوضع خطة تنمية شاملة وطويلة الأمد تركز على دراسات تحديد الاحتياجات والأولويات على أساس علمي، مطالباً بالاستفادة من التجارب التنموية الإقليمية والعالمية مع مراعاة الخصوصية الفلسطينية.

وأكد ضرورة تركيز المنظمات الأهلية في المناطق الأقل حظاً ودعمها لتقديم الخدمات بشكل أوسع وأفضل للسكان مقارنة بمحافظة غزة التي تبين أنها تحوز على 50.4 % من تركيز هذه المنظمات.

ودعا إلى تشجيع إنشاء ائتلافات واتحادات وشبكات تضم المنظمات الأهلية وتنظم عملها وتنسقه ودعم هذه التشكيلات لتنمية العمل الأهلي والارتقاء بالمجتمع المدني.

وطالبت الدراسة بانتهاج سياسة التمييز الإيجابي للنوع الاجتماعي لصالح المرأة في تقلد المناصب العليا في المنظمات الأهلية. كما قدمت الدراسة توصيات مهمة ومتنوعة على صعيد المعنيين بتلبية احتياجات المنظمات الأهلية وقيادتها والمختصين بتأهيل القيادات ومصممي البرامج التأهيلية .