|
العالم على أبواب حرب دينية تستمر 100عام او حرب عالمية ثالثة
نشر بتاريخ: 14/02/2015 ( آخر تحديث: 16/02/2015 الساعة: 21:03 )
بيت لحم - ترجمة معا - يقف العالم أمام نقطة تحول تاريخية تخلي فيها الايدولوجيا القائمة حاليا مكانها لطريقة جديدة غير معروفة لكن الطريق نحو هذا التحول قد يكون موحشا وداميا يزداد في الأغنياء ثراء مع بشرى بسيطة لفقراء العالم الثالث حيث سيصبحون اقل فقرا وفقا لرؤية الباحث والمتخصص في دراسات عدم المساواة في البنك الدولي البروفسور " برنكو ميلنوفيتش " الذي فضل استهلال عام 2015 ببحث مطول يشبه نبوءات "سفر الرؤيا "لم يجهد فيها إلى تدوير الزوايا متوقعا فوضى عالمية ضمن العالم الجديد وحروب دينية وأخرى عالمييه مشبها وضع العالم ألان بما كان عليه عام 1914 قبيل اندلاع الحرب العالمية الأولى.
كانت الفكرة من الناحية السياسية تقول " إذا كان نهج الديمقراطية الليبرالية هو الأفضل حينها يمكنك أن تذهب وتفرضها على دول أخرى مثل العراق وان تحصل على نتائج مثل تلك التي حصلت عليها في اليابان بعد الحرب العالمية الثانية وهذه بالضبط كانت الفكرة التي وقفت وراء استخدام القوة ضد العراق وهناك ما يوثق ذلك فيما كانت تقوم الدعاية في ذلك الوقت على فرضية إن كافة قضايا الشرق الأوسط ستجد حلها لو توصلت الديمقراطية إلى العراق لكن وكما هو معروف اتضح عقم هذه الفرضية وهذا التوجه الذي بدأ بالأوهام وانتهى بالمأساة وبحرب أهلية دامية وبصعود "داعش" ولا فكرة لدينا عما سينتهي إليه الوضع ".
يمكن ملاحظة نهاية العصر الامبريالي الثاني الذي تحدث عنها " Milanovic " في كل نشرة أخبار حيث تتوارد صور القتل والدمار من مدينة " كوباني" شرق سوريا التي تم مؤخرا تحريرها من يد تنظيم "داعش" الذي فقد مدينة لكنه لا زال يسيطر على ثلث مساحة سوريا و"ثمن" مساحة العراق الذي عاد ليشهد الانفجار اليومي للسيارات المفخخة وعلى بعد ألاف الكيلومترات من العراق تقع أوكرانيا حيث تأكل النيران أطراف أوروبا دون أن تحقق مفاوضات وقف إطلاق النار حتى ألان أي نجاح ويتقدم "الانفصاليون" تحت ستار من القصف العنيف الذي يستهدف المدنيين وبالسلاح الروسي فيما يستعر النقاش داخل أمريكا حول ضرورة تسليح أوكرانيا فيما تواصل درجات الحرارة الخاصة بالحرب الباردة الارتفاع حسب تعبير الباحث صاحب التحليل . نشرت خلال يناير الماضي داخل الولايات المتحدة معطيات تشير إلى تباطؤ النمو وذلك بسبب الركود العالمي وقال البروفسور " عامنوئيل ساز " في باب تحليله للمعطيات الأمريكية " كل نمو سجلته الأعوام الماضية منذ بداية الأزمة تدحرجت إلى جيوب الطبقة العليا فيما لم تتغير أحوال بقية السكان وفي المقابل وصل التباطؤ الاقتصادي في أوروبا التي لم تسجل معدلات نمو إلى ألمانيا التي تعتبر القبلة الاقتصادية النابضة للقارة العجوز حيث سجلت هذه الدولة تضخما سلبيا خلال الأشهر 12 الماضية فيما بدأت دول المحيط الأوروبي بالتمر والعنت الحكومة اليونانية الجديدة بأنه لن تستمر بترتيبات الإنقاذ الاقتصادي التي أملتها ألمانيا عليها وبالتالي وضعت نفسها على مسار التصادم مع برلين فيما خرج أكثر من 150 آلف اسباني إلى الشوارع معارضين لخطط التقشف وداعمين لأحزاب اليسار المتطرف طارحين مؤشرات ومقدمات ما قد تشهده اسبانيا قريبا وفقا لتحليل " Milanovic" الذي سبق إجابته على عدد من الأسئلة الهامة طرحها عليه الملحق الاقتصادي العبري" كلكلست". س: ماذا تغير في السنوات الاخيرة ؟ ج: تراجع دخل معظم الناس بعد الأزمة المالية العالمية او على الأقل تجمد هذا الدخل مكانه وكذلك قدرة الكثيرين من ابناء الطبقة الوسطى على تلبية احتياجاتهم عبر الحصول على القروض تلاشت واختفت وفي المقابل زاد الوعي والانتباه للكتب المهنية الخاصة بتوضيح وشرح تدفق الدخل والثروات على جيوب أبناء الطبقات العليا والفضل يعود في ذلك الى الاقتصادي المشهود له " توماس فيكت " و " عامونئيل ساز" و " طوني اتيكينسون " وجميع البحوث التي نجريها في هذا المجال خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية مثل حقيقة تجمد الدخل الحقيقي للفرد الأمريكي أو عدم حدوث أي تغير على الحد الأدنى للدخل طيلة هذه الفترة لكن هذه المواضيع تحولت ألان إلى مواضيع تشغل بال الإعلام والمجتمع س:اذا كان هذا النموذج لا يعمل ولم ينجح داخل أمريكا لماذا عليه أن ينجح في أي مكان أخر؟ س: بالنسبة للأشخاص الذين أيدوا ودفعوا هذه المشاريع في الداخل الأمريكي فان النتائج ليست بالجيدة وظهر في الدولة التي "أشرقت " منها على العالم فكرة الدمج بين الديمقراطية والأسواق مطلقة الحرية مشاكل وإشكالات كبيرة تتعلق بتنفيذ هذا النموذج ستؤثر بدورها على تطبيقه في أرجاء العالم وبكل تأكيد وبعد الأزمة المالية العالمية يعيدون دراسة وفحص النظريات التي كانت سائدة منذ عهد الرئيس " ريغان " والسيدة " تاتشر" ولا يوجد احد يعرف إلى أين ستقود أو تتجه الأمور لكن من الواضح بان الليبرالية لا يمكنها ان تستمر وكان شيئا لم يحدث. والفشل لم يبدأ بعد الأزمة المالية فقط بل أن أمراض هذه الطريقة كانت موجودة قبل الأزمة بكثير ولم تقم الأزمة المالية بأكثر من عملية كشف وإظهار هذه الإمراض . تمتع الطبقة الوسطى الأمريكية في سنوات الثمانينيات من القرن الماضي بنوع ما من النمو حتى وان لم تكن طبقة مترفة فيما شرع من يقف على رأس الهرم الاقتصادي ورأس سلم الدخل في تلك الفترة بالتمتع بنمو حقيقي وذي مغزى وكذلك حقق الاقتصاد الامريكي نسبة محترمة من النمو وصلت الى 3:4% سنويا ولم يتمتع الجميع بهذه الخيرات وهنا ظهرت الفجوة بين النمو الرسمي والنمو الذي تمتع به أبناء الطبقة الوسطى والذي جاء على شكل السماح للناس بالاقتراض وتسهيل عملية الاقتراض ليس إلا وهذه السياسية " الاقتراض " الميسر هي من جعلت أبناء الطبقة الوسطى يعتقدون بأنهم يتمتعون بدخل ارتفع بنسبة مماثلة لما سجله دخل " الأغنياء" وهنا نشير إلى أن حجم الدين الشخصي في الاقتصاد الأمريكي عام 2008 وصل ما نسبته 100% من حجم النتاج المحلي.
|