وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

المركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام يدين قتل الأقباط في ليبيا

نشر بتاريخ: 16/02/2015 ( آخر تحديث: 16/02/2015 الساعة: 12:38 )

بيت لحم- معا- دان المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن اليوم الاثنين، وبشدّة، عمليات القتل التي أقدمت عليها داعش  وأودت بحياة واحد وعشرين قبطياً مصرياً يعملون في ليبيا.


وقال المركز في بيان وزع اليوم، "أنّ هذه الجريمة، بل الجرائم، الجديدة، تمثل صرخة إنسانية، قبل أن تكون عربية مسيحية، في وجه الظلم والطغيان، وتستحث كل اتباع الديانات إلى تضافر الجهود، من أجل القضاء على الفكر التطرفي والإلغائي للآخر الديني. والمركز إذ يعتبر هذه الجريمة الجديدة، جريمة ضد الإنسانية، وتقوّض أسس العيش المشترك بين أتباع الديانات، ليرجو من الله العلي أن يرحم نفوس هؤلاء الشهداء، وأن يغدق على أهاليهم وذويهم الصبر والعزاء وقوة الايمان."


وفي تعليق على حادثة القتل، قال رئيس المركز الأب رفعت بدر، بأنّ الحرب على الأفكار المتطرفة، هي جزء من حرب الأردن والتحالف الدولي، ضد تيارات العنف والتطرف والغلوّ والإرهاب، معتبراً أنّ الشهداء الذين سقطوا من الأخوة الأقباط العاملين في ليبيا لكسب رزقهم الحلال، هم شهداء للإنسانية التي تئنّ وتتوجع من جراء ازدياد أعمال القتل والتنكيل والاستهتار بحياة الناس وتشويه كرامتهم الانسانية.


وقال الأب بدر أنّ المركز الكاثوليكي ليقدم العزاء إلى ذوي المغدورين، وإلى الكنيسة القبطية بشقيها الكاثوليكي والأرثوذكسي، ممثلة بالبابا تواضروس الثاني والبطريرك الأنبا اسحق ابراهيم وسائر رؤساء وأبناء الكنائس في مصر الشقيقة. وقال بأن الدم الذي وحد الأردنيين والناس من كل مكان، أثر مقتل الشهيد معاذ الكساسبة، لقادر اليوم ذلك أن يوحد جميع الناس ذوي الارادة الصالحة، لا سيّما بعد جريمة قتل الأقباط الأبرياء، وكذلك بعد قتل الأشخاص الثلاث في أميركا، لأنّ الإنسانية تبدو اليوم أكثر من اي وقت مضى، ضحية هذا العنف الذي يضرب في الأرض سموما قاتلة، ويعيث في بلدان العالم فسادا.


وقدم المركز الكاثوليكي العزاء إلى الشعب المصري مؤكداً على سياسة الإنفتاح التي باتت تنمو أكثر من ذي قبل في هذا البلد العربي الشقيق، متمنياً النجاح لكل مسعى طيب في هذا الوجود للتصدي لدوامة العنف التي تستشري في المنطقة العربية، وتدخل العالم كله في أنفاق مظللة ومظلمة ظالمة، ولكنّ الأمل حتما سيحقق نشر عقليات جديدة، تدين التطرّف والإرهاب بكافة أشكالهما وألوانهما. وكذلك عبّر عن أمله في أن تكون هذه الدماء الجديدة البريئة للعرب المسيحيين، حافزاً للعمل المشترك داخل الكنائس وفي العلاقات المتبادلة بين المسيحين والمسلمين للتعاضد على بناء المجتمعات الجديدة القادرة على النظر إلى جميع المواطنين بعين المساواة الدستورية والمواطنة الحقيقية.


وفيما دعا المركز الكاثوليكي إلى التضامن بين أتباع الديانات بما فيه الدفاع عن كرامة الإنسان، وحقوقه الأساسية وأهمها حقه في الحياة وحقه في الحرية الدينية، ختم باقتباس من البابا فرنسيس في زيارته العام الماضي إلى المسجد الأقصى المبارك، حين قال:" لنحترم ونحب بعضنا بعضا كأخوة وأخوات! لنتعلم أن نفهم ألم الآخر! ولا يستغلنّ أحد اسم الله تعالى لممارسة العنف! ولنعمل معا من أجل العدالة ومن أجل السلام"