نشر بتاريخ: 16/02/2015 ( آخر تحديث: 16/02/2015 الساعة: 16:09 )
الخليل - تقرير معا - اعتبر مصدر أمني فسطيني اعلان رئيس وزراء حكومة الاحتلال نتنياهو عن اقتحام الحرم الابراهيمي، بمثابة قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة، وستجر المنطقة الى المزيد من العنف والاضطرابات، فيما طالب محافظ الخليل كامل حميد وزراء خارجية الدول الست الاعضاء في بعثة التواجد الدولي المؤقت في الخليل، بعقد اجتماع طارئ وعاجل في المدينة لحماية المواطنين من مخططات نتنياهو.
اقتحام، نتنياهو للحرم الابراهيمي، بحسب حزب الليكود الاسرائيلي سيكون في 3/10 من الشهر القادم، اي قبل اسبوع واحد من انتخابات الكنيست الاسرائيلي، كما أنها تتزامن مع الذكرى الـ21 لمجرزة الحرم الابراهيمي والتي راح ضحيتها 29 فلسطينياً وجرح عشرات آخرون، كانوا في صلاة الفجر حينما فتح عليهم المستوطن الاسرائيلي "باروخ غولدشتاين" النار من اسلحة رشاشة.
مصدر امني فلسطيني رفض الكشف عن اسمه، قال لمراسل معا في الخليل:" لقد اشعل نتيناهو فتيل قنبلة كبيرة في الخليل، ولا نعرف متى ستنفجر وأين، فأهالي الخليل يستعدون لاحياء الذكرى 21 لمجزرة الحرم، وقد دعت فصائل وقوى وطنية في الخليل مواطني محافظة الخليل للمشاركة في المسيرات التي ستنطلق يوم الجمعة القادمة، على خطوط التماس بين شطري مدينة الخليل (H1.H2)، وهذه المسيرات بالتأكيد ستقود الى مواجهات مع جنود الاحتلال المتمركزين على خطوط التماس".
وأضاف هذ المصدر "نقلنا مخاوفنا الى الجانب الاسرائيلي من هذه الزيارة، وحملناهم مسؤولية تبعات ما سيحدث من اضطرابات في المدينة"".
من جانبه، اعتبر محافظ الخليل، بأن زيارة نتنياهو للخليل، بمثابة اعلان عن الغاء اتفاقية الخليل من قبل نتنياهو والتي وقع عليها حينما كان رئيساً لحكومة الاحتلال عام 97.
واضاف المحافظ في حديثه مع مراسل معا في الخليل:" لقد تردد كثيراً نتنياهو قبل التوقيع على اتفاقية الخليل والتي قسمت المدينة الى قسمين، وهذه الزيارة هي تراجع عن الاتفاقية، رغم أنه لم يبق منها اي شيء، فالحكومة الاسرائيلية لم تلتزم بها، وتعرقل عمل السلطة الفلسطينية في المناطق الخاضعة للسيطرة الفلسطينية، وتمنع أجهزة الامن من حفظ النظام، ولا تتوانى عن اقتحام المناطق المصنفه (H1)".
وحذر حميدمن هذه الزيارة وتبعاتها التي تحاول ضرب حالة الاستقرار الأمني والاقتصادي والاجتماعي في الخليل، وهي اعطاء المزيد من الشرعية للمستوطنين بالاستمرار في تميزهم العنصري وانتهاكاتهم بحق أبناء وأهالي محافظة الخليل والبلدة القديمة بشكل خاص.
ويرى القيادي في حركة فتح محمد البكري، بأن نتنياهو لا يدرك مصلحة اسرائيل ويتصرف "بغباء شديد" تجاه مصالح الشعب الاسرائيلي.
وقال البكري:" نتنياهو لا يتصرف بحكمة اتجاه مصلحة اسرائيل ومتمسك بكرسي رئاسة وزراء اسرائيل، ويُصر على تأجيج الصدام واشعال نار الفتنة وفرض كافة أشكال العنف، وإن أقدم على هذه الخطوة الرعناء سيكون قد أشعل النيران بيديه".
آن للخليلي أن يمد رجله
رئيس تحرير شبكة معا الاعلامية الدكتور ناصر اللحام، اعتبر اعلان نتنياهو باقتحام الخليل والحرم، خطوة خطيرة بكل معنى الكلمة، لأنها تعطي الاستيطان اليهودي هناك حماية من الحكومة الاسرائيلية وتدفع المتطرفين اليهود لمزيد من "الجنون".
وأضاف الدكتور اللحام:" الخليل مدينة صلبة ومحافظة وطلائعية، والخليل لوحدها أقوى وأكثر بقاء من اسرائيل كلها، وهي ذكية ومقاتلة وسرعان ما تتحول الى رمال متحركة يغرق فيها نتنياهو وجماعات الارهاب اليهودي".
وتابع اللحام:" إذا ما نفذ نتنياهو تهديده هذا فإنه سيكون قد ساعد على تحويل الخليل الى فالوجة فلسطين، وكما هرب الجيش الأمريكي من الفالوجة في العراق، سيهرب جيش اسرائيل من الخليل..".
منسق تجمع شباب ضد الاستيطان المهندس عيسى عمرو، بان هذه الخطوة تشكل خطورة على السكان في الخليل، في ظل الهجمة الاستيطانية الشرسة التي تتعرض لها البلدة القديمة وخاصة المناطق الواقعة ما بين مستوطنة "كريات أربع" ومستوطنة "بيت يشاي" في تل الرميدة.
وأضاف المهندس عمرو:" شهدت الخليل خلال الفترة الماضية تسارعاً واضحاً في عمليات الاستيطان والتهويد، فمن شق الطريق الاستيطاني من مستوطنة "كريات أربع" الى حيي واد الحصين وواد النصاري، الى المخطط الهادف لشق طريق استيطاني من تل الرميدة باتجاه شارع الشهداء المحرم دخوله على سكان الخليل، وكذلك اطلاق اسماء يهودية على الاماكن العربية الفلسطينية والعديد من الاجراءات الاستيطانية التهويدية الأخرى".
وأشار المهندس عمرو، الى أن تجمع شباب ضد الاستيطان وفي الذكرى 21 لمجرزة الحرم قد أعلن عن سلسلة فعاليات لاحياء هذه الذكرى الأليمة على أهالي الخليل تبدأ من 17 ولغاية 27 من هذا الشهر، للمطالبة باعادة فتح شارع الشهداء.
تقرير: محمد العويوي