وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

بصراحة

نشر بتاريخ: 18/02/2015 ( آخر تحديث: 18/02/2015 الساعة: 17:15 )
بصراحة
بقلم بدر مكي

ملاك ... تمشي فوق رؤوسنا
ملاك الخطيب .. ابنة الأربعة عشر ربيعاً .. خرجت من غياهب السجن.. بعد شهرين من معاناة التعذيب والبرد.
الطفلة ملاك .. التي تحب كرة القدم والركض .. اتهمها الجلاد بإلقاء حجارة وحمل سكين على جنوده .. تلميذة المدرسة من قرية بيتين في ركن من محافظة رام الله، أخافت الطارئين على هذه الأرض .. ولذا اعتقلوها، واعتقلوا طفولتها البريئة .. في فلسطين لامعنى للطفولة في عرف الكيان .. يكبر أطفالنا وهم على معرفة وادراك بأهمية الوحدة والكوفية والجغرافيا.. حكاية القوم الجبارين .. تبدأ من الطفولة.
ملاك الحبيبة .. عززت من ايمان أطفال بلادي .. بأن الحتمية التاريخية .. ستشهد الميلاد هنا في فلسطين، سيرحل المحتل، مادام يبحث عن طفل في قلبه وعقله حب فلسطين، ومادام الأمر كذلك فسيعتقل أطفال فلسطين، الذين تحولوا إلى نماذج في البطولة والفداء.
ملاك التي تعشق لعبة كرة القدم والمنتخب الفدائي، وتلهوا أحياناً في ساحة المنزل والمدرسة، وأصبحت حبيبة شعبنا كله.. يعتقد جنرالات الاحتلال بأن الذاكرة الفلسطينية ضعيفة، وشابها الوهن والضعف، ولكن عليهم أن يتذكروا بيروت .. عندما خرج للعالم .. ما يعرف بأطفال الآر بي جيه، الذين صنعوا معجزة وساهموا في ملحمة صمود بيروت.
وفي الانتفاضة الأولى وجّه أطفال الحجارة صفعة لن ينساها الكيان وعلى إثرها، بدأ يعترف بوجود شعب على هذه الأرض.
ملاك زيتونة متجذرة .. زيتها يضيء جبال الأرض الواسعة .. التي لا تقبل تلك الرائحة التي تزكم الأنوف من مظاهر الاستيطان.
ملاك .. لديها أحلى عيون في الكون وخصلة شعرها تساوي كل أولئك القادمين على أرضنا المباركة ..يقتلون الزيتون.. صبح مساء.
ملاك الأسطورة أخذت قلبي وقلوب الملايين في القدس وغزة .. في يافا وحيفا.. في الدهيشة واليرموك.. تلك الملاك التي تحب الركض .. اركضي فالأرض لك وكل الفضاء لك.. وحريتك أن تكوني كما لا يريدون لك أن تكوني.

لا خوف على بيت أمر
بلدة بيت أمر .المحسوبة على المحافظة الأكبر في الوطن.. أصبحت بيت أمر حكاية شعب وقضية في رباط إلى يوم الدين .. من دخل بيت أمر فهو آمن إلا المحتلين، الذين يعيثون فساداً في الأرض .. يحاولون المساس بناد حفر اسمه في تاريخ الكرة الفلسطينية .. بيت أمر لا تنام .. حين تأتي دورية الجلاد ليلاً .. تسأل عن محمد تارة أو وهيب تارة أخرى .. ومرة عن محمود ومرات عن مصعب ومؤيد ورشيد وعيسى، مجموعة من فريق بيت أمر ..تتواجد في السجن.. للمرة الأولى في التاريخ.. يتم اعتقال سبعة لاعبين من فريق واحد.
أسود الريف .. بل أسود فلسطين والعالم كله، يحب كرة القدم ويلعب في الميدان.. بدون أبرز لاعبيه.. ومع ذلك يشارك في المسابقة .. إنها إرادة أبناء البلدة الساكنة فينا ليل نهار، إرادة غريبة في الوهلة الأولى .. ولكن الجينات في بيت أمر .. مجبولة بعبق التاريخ وجذور الجغرافيا.
أكثر من وقفة تضامنية أعلن عنها اتحاد كرة القدم وتواجد رئيسه .. وتحدث اللواء الرجوب قائلاً: "لن نسمح للنادي أن يتراجع بسبب اجراءات الاحتلال العنصرية، وإن اتحاد كرة القدم سيقف بكل امكانياته إلى جانب بيت أمر".
وطالب الرجوب إدارة بيت أمر بالاستمرار في اللعب وممارسة الرياضة.. هذه رسالة واضحة أنه لا خوف على بيت أمر، وتلك الضربة الموجّهة لبيت أمر والرياضة الفلسطينية، لن تزيدنا إلا إصراراً على ممارسة حقنا الطبيعي في اللعب، لأن الرياضة أصبحت ركناً أساسياً في مشروعنا الوطني للتحرر والانعتاق من الاحتلال.
وإن الوقفة التضامنية في نادي ومدرسة بيت أمر، بحضور رؤساء اتحادات وأندية ومؤسسات وطنية ومن غزة هاشم، لدليل واضح أن الكل الفلسطيني مستهدف، وأن هذا الكل مع أبناء البيت العزيز علينا في بيت أمر.

محمد .. يثأر لمحمد (ص)
سخنين فاز على بيتارالصهيوني في عقر داره المؤقت .. نعم مؤقت.. هذه الدار لأنها ليست لهم ولن تكون.. ولكن فريق سخنين الحبيبة أثبت أنه فريق فلسطيني بامتياز، يتحلّق من حوله الملايين من أبناء شعبنا .. وهذا دليل على أنهم متجذرون على أرضنا التاريخية .. والطرف الآخر .. طارئ.
سخنين يؤكد وحدة الجغرافيا الفلسطينية.. هي توأم القدس وغزة ورفح وجنين وأم الفحم والناصرة ,, في اللقاء يشتموننا ويشتمون خاتم الأنبياء .. قبّحهم الله .. عنصريون حتى النخاع وطوبى لك سخنين. أنت الرواية والحكاية.
المجد لسخنين .. والذي سجّل لسخنين لاعب اسمه محمد .. محمد غدير سجل الهدفين في مرمى الغزاة .. شكراً محمد وصلى الله على نبينا محمد.

فلفل الرائع
الصديق أسامة فلفل .. منذ كان غضّاً طرياً .. وهو يعشق الحركة الرياضية .. تعرفت عليه في أواخر العقد الثامن من القرن الماضي، استلم إعلام وزارة الشباب منذ عودة السلطة في قطاع غزة، وأبدع أسامة وتألق عندما عمل بلا كلل كسائق سيارة اسعاف في الانتفاضة.
كريم الخلق .. جميل المعشر.. والابتسامة لا تفارقه.. يحبه الجميع ويقسم على الجميع..من خلال متابعته للحركة الرياضية، كتب عن قادة ورواد في ذاكرة التاريخ.
تحدث فيها عن عمالقة الحركة الرياضية، منذ بداية القرن الماضي، وأصبح كتابه أرشيفاً بعتد به، ومصدراً مهماً في التاريخ للحركة الرياضية ولمختلف الألعاب، كما تحدث أسامة عن شهداء الحركة الرياضية في موسوعته الجديدة، عناق الكلمة والبندقية لشهداءالحركة الرياضية.
وهكذا طرق أسامة فلفل طريقاً لم يسلكه أحد.. وخاصة لأولئك الذين أفنوا عمرهم في سبيل المحافظة على الرياضة الذين سقطوا برصاص وقذائف الاحتلال.
يشتهر أسامة بأنه عريف احتفال فذ .. صوته رائع وكلماته أروع.. يحرص عل الوحدة الوطنية ووحدة الجغرافيا الفلسطينية، خريج مدرسة العميد نادي غزة الرياضي الذي يحبه الجميع.
شكراً صديقي أسامة على الجهد المبذول والمساهمة الرائعة في الحفاظ على مكتسباتنا، والإعلامي فلفل نموذج رائع في العطاء والإنتماء.. يقف دائماً كما شجر الزيتون.