نشر بتاريخ: 20/02/2015 ( آخر تحديث: 20/02/2015 الساعة: 10:18 )
غزة- تقرير معا - ازدادت في الآونة الأخيرة التصريحات حول العلاقة بين حركة حماس وإيران والتي تدهورتبعد الأزمة السورية في أبريل 2011 بعد ان انحازت الحركة في حينها "لتطلعات وأماني الشعب السوري" وهو لم يرض الجمهورية الإيرانية.
سنوات من الفتور في العلاقة بين حركة حماس وايران ومؤخرا بدأ الحديث عن إعادة ترميمها من خلال زيارة مرتقبة لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل للعاصمة الإيرانية طهران لكن تزامن هذا مع هجوم شنته وسائل إعلام إيرانية على حركة حماس ومشعل.
موقع "تابناك" المقرب من الحرس الثوري قال :"إن خالد مشعل وقيادات حماس وقفوا واصطفوا إلى جانب الإرهابيين الدوليين في سوريا، بينما نراهم الآن يضعون الشروط لعودة العلاقات بين حماس وإيران، وكأن إيران ليست لديها أي شروط !".
وأضاف المعلق الإيراني يقول" إن خالد مشعل لم يكن يتصور بعد مغادرته دمشق أنه سيُجبر يوما ما على الرجوع إلى أكبر داعم وحليف للنظام السوري ويلجأ إلى طهران من جديد"، مشيرا إلى سقوط العديد من خصوم بشار الأسد في الدول العربية حيث ساهمت كل هذه التحولات في إضعاف حماس الأمر الذي جعل قيادتها تفكر بالهجرة إلى تركيا.
واعتبر المعلق الإيراني "أن تحليل خالد مشعل وموسى أبو مرزوق لمستقبل المنطقة كان خاطئا جدا، ولكن هناك الآن بعض اللقاءات السرية التي حصلت بين قادة حماس وإيران للتوقيع على ورقة عمل وتفاهم بين الطرفين".
لكن مراقبون يرون وجود تيار تابع للنظام السوري سواء بالإعلام السوري أو بالإعلام المرتبط بإيران لم يستصيغ عودة العلاقات بين إيران وحركة حماس وقام بالبحث عن ثغرات.
وسام عفيفة الكاتب والمحلل السياسي ورئيس تحرير صحيفة "الرسالة"قال لمراسل "معا" :" أعتقد أن حركة حماس تواصلت مع أطراف إيرانية على المستوى الرسمي وطالبتها بلجم وسائل الإعلام واستوضحت عن هذه الأصوات وكان رد الجمهورية الإيرانية أن هذه التصريحات لا تمثل الموقف الرسمي وانما وسائل إعلام تمثل نفسها.
أما الكاتب حسام الدجني فقال :"العلاقة بين ايران وسوريا وشخص خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أشبه بالثأر، مؤكدا أن حماس حركة مؤسساتية لا أعتقد أن أحدا يستطيع أن يمس وحدة الحركة"، واصفا هذه الهجمات بانها بالون اختبار أرادت من خلاله إيران أن تفهم موقف حركة حماس لكن كان ايجابيا وأن رئيس المكتب السياسي يعبر عن الحركة بكل ما تعنيه الكلمة وهذا ما تحدث به نائب رئيس الحرس الثوري بأن العلاقة أعيد ترميمها وهذا الموقع الذي كتب يعبر عن نفسه ".
واضاف الدجني لمراسل "معا" :"أصبح هناك تناغم إعلامي واضح وأن هناك فعلا تطورا في العلاقة وكلا الطرفين بحاجة لبعضهما البعض وأن هناك ظهيرا خلفيا حزب الله يحاول أن يرسم العلاقة ويحاول أن يرمم العلاقة وأن مسرح التطور لبنان والسفارة الإيرانية لبنان".
ويرى المراقبون أن حركة حماس تسير ببطء في العلاقات الخارجية نتيجة للأوضاع التي تمر بها المنطقة.
حول زيارة مشعل لطهران قال عفيفة :"ربما مشعل لا يهمه الزيارة البروتوكولية بقدر ما يهمه نتائج الزيارة ... والزيارة ليست مجاملة وليست من أجل أخد صورة تذكارية وانما يحاول أن تكون زيارة تفتح صفحة جديدة مع إيران".
وتابع:" مصلحة حركة حماس أن تفتح كل الخطوط المغلقة في المنطقة وتأمل الحركة أن يتم ترميم العلاقة مع السعودية وهذا لا يعني المطلوب منها أن تقطع علاقاتها مع الآخرين".
لكن الكاتب الدجني يرى أن ما يؤجل زيارة مشعل إلى طهران وفاة الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز مما دفع بحركة حماس أن تنتظر وتتريث قليلا في مشاهدة الوضع الاقليمي ومدى التحولات في الموقف السعودي تجاه الاخوان المسلمين وحركة حماس، لكن حركة حماس وضمن مراجعات قامت بها أن لا تكون وتحسب على أي محور بالمنطقة وأن تكون علاقاتها متوازنة وأنها حركة تحرر وطني وهذا ما صرح بها قياداتها".
وقال الدجني إن زيارة مشعل إلى طهران تتوقف على أكثر من عامل الأول التحول في السعودية . والعامل الآخر هناك زيارة لروسيا قد يقوم بها رئيس المكتب السياسي للحركة خلال الأيام المقبلة وهذه الزيارة قد تحدد شكل العلاقة مع طهران وشكل العلاقة مع هذا المحور المناهض للولايات المتحدة الامريكية لذلك حركة حماس تسير ببطء في علاقاتها الخارجية لأن المنطقة تسير بسرعة لا أحد يستطيع ان يتوقع مسارات الأحداث بها وهذه الرؤية الثاقبة".
وتابع :"ايران لها مصلحة استراتيجية في علاقاتها ودعمها لحماس كونها جزء من الإخوان المسلمين، وحتى لا يقال أن ايران تدعم الاطار المذهبي فقط وذلك تدعم حماس والجهاد الاسلامي كحركات سنية لها وزن في الوعي الجماعي العربي ... كما ان لإيران مصلحة هامة أن تكون على علاقة مع حماس وأن تكون غزة قاعدة نحو انطلاقها للضغط على اسرائيل والمجتمع الدولي وهذه هي مصالح إيران... ولذلك يأتي التمويل لحركة حماس بالمقابل".
وفيما يتعلق بمصلحة حركة حماس وفق الدجني " تعتبر إيران الدولة الوحيدة التي تمول حماس بشكل مباشرة ماليا وعسكريا وأمنيا ولوجستيا وقوة المقاومة مستمدة من الدعم الايراني وهذا لا يخفي على أحد وهذا ربما دفع أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام في مهرجان الانطلاقة ان يشكر إيران".
ويرى الكاتب أن العلاقة بين حركة حماس وايران ستشهد تطور ملحوظ وملموسا وربما بشكل بطيء وتدريجي.
وسرد قائلا:"كما قلت التحول بالسعودية مهم بالنسبة للحركات الاسلامية وخاصة حماس... نعلم أن السعودية لها ثقل ووزن في المنطقة وربما السعودية الدولة الوحيدة التي تستطيع أن تضغط على مصر للتخفيف عن القطاع وحماس وترميم العلاقة مع مصر".
"حركة حماس عين على إيران وعين على السعودية وبين هاتين تحاول أن تنظم علاقاتها بهدوء وبشكل تدريجي وبطيء" قال الدجني.
وحول وجود شروط لعودة العلاقات بين حركة حماس وايران، يقول :"لا أحد يستطيع أن يضع شروطا على حماس"، مشيرا إلى أن الحركة رفضت شروط الرباعية الدولية ورفضت أي شروط تنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني وما يعانيه القطاع يدلل على حجم العناد الذي تتمتع به الحركة في إطار الحقوق والثوابت على حد قوله.
تقرير: ايمن ابو شنب