|
احترت لمن أودِع رسالتي
نشر بتاريخ: 23/02/2015 ( آخر تحديث: 23/02/2015 الساعة: 12:25 )
الكاتب: نافذ الرفاعي
كتبت لك أيتها الحسناء رسالة..
بقلمي الكوبيا رسمت قلبي.. غسلتها امي؛ فتاهت حروفها: ما بين لطخة حبر على غلافها ومحو نصف الحروف.. تمازجتْ فيها أشياء كثيرة اخترتُ عبارة "رائعتي".. كشفت أسرار سحر العيون وبريقها الذي يحمل غموضا، ولونها كما اخترتِ أن يكون كتبتُ عنك: في بلادنا يحكون: من هذي الفراشة تكون..! فسرت الأحلام، ورسمت الخيال.. كسرت لازوردية اللون على الجفون شاهدتُ رقصاتك على عشب الحقول.. استرقت السمع إلى وشوشاتك للفل، لأزهار الحنون رأيتُ عبثك بأوراق الوردة البيضاء؛ وأنت تمسكين كل بتلة وتقولين: يحبني.. أحبه يحبني.. أحبه حتى اخر بتلة، وتصرخين.. نثرتِ علي الياسمين عطرًا قفزتِ وغنيت لي، فكسرت القوافي؛ حتى ضج الشعراء وترًا جديدا للموسيقى تصنعين.. تبخترت حالمة؛ الريح تعانقين.. غسلتها أمي تلك الرسالة، فجربتُ حاولت أن أعيد كتابتها.. أعدت ألف مرة ومرة، ليست حبرها ولا ألقها.. أضعت قلم الكوبيا، جربت غيره؛ فلم ترقّ العبارة، ولم تسعفني الذاكرة.. قالت لي الكلمات: لن أسكن إلا تلك القصيدة.. ما ذنبي إن أمي غسلت نصف حروفي! قلت: لا، لن تذوبي؛ لان فيك العطر الدفلى.. كتبت على طرف الرسالة المغسولة بجانب لطخة الحبر، أو فوقها، أو على زاوية المشاعر: رائعتي.. واكتفيت! |