|
انتخابات وأحزاب: بطاقة هوية مختصرة لحزب العمل الإسرائيلي
نشر بتاريخ: 01/03/2015 ( آخر تحديث: 07/03/2015 الساعة: 09:03 )
بيت لحم- معا- ضمن سلسلة أحزاب وانتخابات المخصصة لالقاء ضوء بسيط على زوايا وخفايا الأحزاب الإسرائيلية الرئيسية نضع بين أيديكم في الحلقة الثانية من السلسلة الرباعية بطاقة هوية مختصرة نحاول عبرها رسم صورة لحزب العمل الإسرائيلية تاريخ وإيديولوجية ومواقف سياسية. وشهدت السنوات الأربعين من عمر " المعراخ " تولي رئيس هذا " التجمع " رئاسة وزراء إسرائيل على مدى السنوات ( 1969-1977, 1984-1986, 1992-1996, 1999-2001) وكان الحزب منذ عام 1969 حتى انتخابات 2006 احد الحزبيين الكبيرين في الكنيست الإسرائيلي ليحتل المرتبة الرابعة بين الأحزاب الإسرائيلية بعد انتخابات 2009 التي أفرزت الكنيست الثامنة عشرة . خسر الحزب الحكم في إسرائيل عام 1977 حيث شهدت إسرائيل الانقلاب السياسي الحاد ممثلا بفوز حزب الليكود برئاسة مناحيم بيغن" ورغم عودة الحزب عام 1984 الى احتلال المرتبة الأولى بصفته اكبر أحزاب الكنيست لكن رئيسه في ذلك الوقت شمعون بيرس فشل في تركيب حكومة مستقلة واضطر للتوجه لإقامة حكومة وحدة وطنية مع حزب " الليكود" خدم فيها " بيرس" رئيسا للحكومة لمدة عامين فقط ليأتي بعده رئيس الليكود " سحاق شامير" ليعود الليكود الى الحكم مرة أخرى بعد انتخابات 1988 لينضم شمعون بيرس لها لكن دون اتفاق " مناوبة " هذه المرة لكنه استقال من حكومة " شامير" عام 1990 ليعود حزب العمل هذه المرة وباسمه القديم " حزب العمل" وليس " المعراخ " لتولي الحكم برئاسة "اسحاق رابين " الذي فاز في انتخابات 1992 لكن " بيرس " عاد لتولي رئاسة الحكومة وذلك بعد اغتيال " رابين " عام 1995 واستمر بهذا المنصب لستة اشهر فقط حتى انتخابات 1996 التي خرج منها حزب العمل بصفة الحزب الأكبر بواقع 34 مقعدا نيابيا لكن " بنيامين نتنياهو " فاز برئاسة الحكومة عبر الانتخابات المباشرة التي جرت ذلك العام لانتخاب رئيس وزراء وأعضاء للكنيست بشكل مباشر وذلك لأول مرة في تاريخ السياسة الإسرائيلية . عاد حزب العمل قبيل انتخابات عام 2000 التي أقيمت نهاية عام " 1999 " لأسلوب الوحدة والاتحاد وتوحد مع حزب " غيشر" وحركة " ممياد " وشكلوا القائمة الموحدة التي حملت اسم " اسرائيل واحدة " والتي عادت لتكون الحزب الاكبر في الكنيست بواقع 26 مقعد وبالتالي شكلت الحكومة وذلك بفضل فوز " اهود باراك" في الانتخابات المباشرة التي نافس فيها " نتنياهو " على رئاسة الحكومة ليعود حزب " العمل" الى حكومة الوحدة الوطنية التي اعقبت انتخابات 2001 التي أسفرت عن فوز " ارئيل شارون" ومثل " العمل" في حكومة شارون" شمعورن بيرس " وزيرا للخارجية و" واهود باراك " وزيرا للجيش . ويصنف الحزب نفسه من الناحية السياسية كحزب يسار – وسط معتدل ويقع على يمن حركة " ميرتس" حزب " حداش" وعلى اليسار من احزاب اليمين مثل كاديما والليكود وغيرها . ويطرح "حزب العمل" نفسه كمؤيد لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني على أساس إقامة دولة فلسطينية وفقا لمقترح الرئيس الأمريكي الأسبق " بيل كلينتون " وقع هذا الحزب اتفاق إعلان المبادئ مع منظمة التحرير الفلسطينية وتبادل معها رسائل الاعتراف المتبادل كما وقع اتفاقية اسلوا التي شكلت الأرضية " القانونية والسياسية " لإقامة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية . وعلى المقلب الأخر من المعادلة شكل هذا الحزب تاريخا بدايات المشروع الاستيطاني في أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة كما قاد غالبية الحرب الإسرائيلية من حرب عام 1948 إلى حرب 1967 وصولا إلى حرب أكتوبر مرورا بكافة العمليات الانتقامية التي استهدفت الفلسطينيين في الضفة الغربية قبل الاحتلال و الأردن ولبنان بعد الاحتلال كما تولى رئيس هذا الحزب " اسحاق رابين" مهمة قمع الانتفاضة الفلسطينية الأولى واشتهر فيما بعد بسياسة تكسير العظام التي تبناها لقمع هذه الانتفاضة ما يؤشر إلى الفجوة العميقة بين ما يطرحه الحزب في برامجه السياسية وما يمارسه في واقع الحال. اجتماعيا يميل الحزب في اتجاهه العام نحو تبني نظرية الاشتراكية الديمقراطية الحديثة والقائمة على سياسة الرفاه التي تهتم بجمهور العمال وضعفاء المجتمع وفي هذا السياق يدعم الحزب منظومات اجتماعية قوية ويتبنى سياسة الاقتصاد المختلط كما يعارض سياسة خصخصة الخدمات العامة . متابعة فؤاد اللحام |