نشر بتاريخ: 03/03/2015 ( آخر تحديث: 03/03/2015 الساعة: 12:20 )
اريحا-معا- مساحات خضراء شاسعة تمتد فوق سهول رملية ذهبية اللون، امتداد يدل على وجود زراعة جديدة تشق طريق التوسع في أكثر المدن الفلسطينية جفافاً، أريحا. حيث تشهد مؤخرا آلاف الدونمات في هذه المناطق التي كانت صحراوية في الماضي القريب توسع ملفت لزراعة تمر المجول.
الاف الأشجار الصغيرة وأخرى كبيرة تشبه عائلة ممتدة ما بين الجد والحفيد، فالنخيل الكبير ينتج تمراً ينعش من يتذوقه بحلاوة طعمه والصغير يجهز ليطرح ثمره بعد قليل من السنين.
يواجه قطاع التمور الفلسطيني العديد من المعيقات ولكنه بالمقابل يحمل الكثير من الفرص خصوصا في ظل وجود أيادي وجهود تسعى لدعمه والرقي به حيث قررت سبع شركات رائدة في مجال زراعة التمور الاتحاد تحت مظلة واحدة بهدف تمكين الإستثمار في هذا القطاع بالإضافة للتغلب على المشاكل والعقبات التي تواجهه. "تواجه زراعة التمور في فلسطين معضلة كبيرة تتمثل بنقص المياه، حيث تحتاج كل شجرة لأكثر من 100 كوب من المياه ما بين شهر نيسان إلى شهر آب، بالإضافة الى مشكلة تربة أريحا المالحة نسبيا". يقول السيد عيسى عبيد المدير التنفيذي للاتحاد.
في حين شرحت سهاد حسن مشرفة على التعبئة والتسويق في شركة الزراعون العرب بان المشكلة الحقيقية تكمن بأن القدرة على التبريد حاليا لا تتعدى بضعة شهور أي أن بقية الإنتاج سيتلف أو يتم بيعه بأقل من التكلفة. وأضافت سهاد: ببساطة الثلاجات تحمي منتج العام من التمر وتطيل عمره، فالطاقة التخزينية الحالية لا تكفي الكميات الكبيرة المتوقعة للمنتج، ولان التمر مطلوب طوال العام كان لابد من إيجاد حل لهذه الأزمة، و جاء من خلال شراكة مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) بشراء ثلاجات كبيرة تتسع للمنتج وتمكن المزارع من تخزينه لمدة سنتين كاملتين دون إن يفقد من طعمه أو حلاوته أو حتى قيمته الغذائية.
قصص كثيرة تكللت بالنجاح نتيجة حماسة القائمين على القطاع وكانت البداية مع شركة المتحدون العرب، إحدى أعضاء هذا الإتحاد حيث كان إنتاجها لا يتعدى 300 طن من التمر سنويا، حالياً وبعد ثماني سنوات من الجهد المستمر، وصل الإنتاج إلي 800 طن من التمر سنويا. وكانت أيضا شركة الزراعون العرب مثال آخر للنجاح حيث، بدأت بزراعة 3,400 شجرة وتمكن القائمون عليها حتى عام 2015 من إضافة أكثر من 2,200 شجرة، حيث أمتد هذا التوسع على مساحة 500 دونم.
تمر المجول المغربي في أريحا
"تمر المجول" هو تمر مغربي الأصل وهو ما تتم زراعته وإنتاجه حاليا في الأراضي الفلسطينية إلى جانب التمر الفلسطيني البلدي الأمر الذي يعتبر تنوعا مميزا من شأنه فتح العديد من الفرص لتصدير التمر للأسواق الخارجية
مهند حسين من المزارعين المحليين الذين استفادوا من دعم المشروع حيث يطمح دائما إلى ما هو أفضل وإلى زراعة وإنتاج تمر ذو مواصفات عالية. إضافة إلى ذلك فهو متخصص في التعامل مع الفخاخ والمصائد لسوسة النخيل الحمراء ونجح بإستعمال مصائد الفرمون في معالجة سوسة النخيل الحمراء لأكثر من 120 نخلة، التي زودتها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) للاتحاد.
رفا مسمار