|
تهديدات الجارة الكبرى
نشر بتاريخ: 03/03/2015 ( آخر تحديث: 03/03/2015 الساعة: 15:49 )
الكاتب: نبيل إسليم
علت في الآونة الأخيرة وتيرة التهديدات المصرية بأن ضربة عسكرية من الجيش المصري لقطاع غزة باتت قريبة، جاء ذلك علي لسان السيسي بعد عملية العريش الأخيرة حيث صرح موجهاً حديثه إلي أهل سيناء بأن "رد عسكري حاسم يجهز له وأن الذي يساعد الإرهاب في سيناء نحن نعرفه ونراه ومش هنسيبه، إحنا حننتصر في هذه المواجهة بالدم"، كما أعطى الضوء الأخضر للإعلام التابع للنظام المصري بالتحريض ضد قطاع غزة عامة وحماس خاصة، وكأنه ينقل صدى الشارع المصري بضرورة الانتقام من مصادر الإرهاب الذي يصدر إلي سيناء علي حد تعبيرهم، ويخصون بذلك قطاع غزة، هذا التحريض علي القطاع يشارك فيه أيضاً مشايخ السلطان، فقد دعى أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر أحمد كريمه السيسي بضرورة توجيه ضربة عسكرية لحماس في عقر داهم، مستشهداً بالضربة التي وجهها السادات إلي ليبيا وبعدها توقف الإرهاب علي حد تعبيره.
سيناريو التضييق علي قطاع غزة وتجريم المقاومة بدأت وتيرته بالتصاعد منذ انقلاب يوليو 2013، وبدا ذلك واضحاً من خلال الاغلاق المتكرر لمعبر رفح البري فقد اغلق حوالي 240 يوم في عام 2014، وتعطيل واضح للمفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل والتي شكل فيها النظام المصري وسيطاً عقب عدوان 2014 على قطاع غزة، وهدم الإنفاق التي كانت تشكل شريان حياة للقطاع وبناء المنطقة العازلة التي تمتد لكيلو متر داخل مصر، واختتم التضييق بإدراج كتاب القسام وحركة حماس على لوائح الإرهاب المصرية ، كل هذه الممارسات التي يتذرع بها النظام المصري بأنه يريد القضاء علي الإرهاب القادم من غزة. كل ما سبق الإشارة إليه من اتهامات وقضايا وإجراءات تنذر بأن النظام المصري ينصب العداء للمقاومة الفلسطينية بشكل عام وحركة حماس بشكل خاص؛ ليس لأنها أحد أذرع جماعة الإخوان المسلمين فقط، بل لأنها الشوكة في حلق الكيان الصهيوني، كما وتأتي هذه الخطوات تمهيداً لتوجيه ضربة عسكرية للمقاومة الفلسطينية في غزة بعد خلق الذرائع التي سيتستر ورائها النظام؛ لا سيما بعد تجرؤه بضرب ليبيا، وهذا إن حدث فستكون له عواقب وخيمة، لاسيما بأن فصائل المقاومة الفلسطينية لن تقف مكتوفة الأيدي في حال تعرضت لضربة من الجيش المصري، كما سيكون له آثار علي كافة الصعد؛ لأن ذلك يشكل سابقة خطيرة وانحراف واضح في خارطة الأصدقاء والأعداء للنظام المصري، وخدمة مجانية لإسرائيل، فإقدام الجيش المصري علي توجيه ضربة عسكرية إلي قطاع غزة سيكون بمثابة المسمار الأخير في نعش الانقلاب. في ظل الحملة المسعورة التي يقوم بها الإعلام المصري من شيطنة لغزة وتشويه لمقاومتها؛ لسان حال الفلسطينيين يقول إن كنت لا تريد الوقوف بجانبنا وتُعيننا علي تحرير أرضنا فاتركنا وشأننا ولا حاجه لنا بك. |