وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

صحيفة: مصري وفلسطيني وإيراني يشكلون "محور شر كوميديا" في أميركا

نشر بتاريخ: 03/09/2007 ( آخر تحديث: 03/09/2007 الساعة: 22:25 )
بيت لحم- معا- في الـ28 من سبتمبر (أيلول) الجاري ستشهد مدينة تامبا في ولاية فلوريدا الأميركية عرضا جديدا لفريق "محور الشر الكوميدي" الذي يتألف من مصري وفلسطيني وإيراني تمكنوا من إضحاك الأميركيين في جولات سابقة للسخرية من أنفسهم كشرق أوسطيين ومن الإدارة الأميركية وسياساتها، بصورة بديعة تخلط المآسي بالطرائف لتنتج عروضا كوميدية رائعة.

ونقلت الشرق الاوسط ان أعضاء الفريق هم المصري أحمد أحمد، والإيراني ماز جبراني، والفلسطيني هارون قادر، وقد زاد من طرافة بعض العروض السابقة التي قدموها مشاركة ضيوف من مكتب المباحث الفدرالية الأميركية الذين قرروا حجز بعض الطاولات ليس لفرض الرقابة على ما سيقوله أعضاء فريق محور الشر ولكن لدعم الفريق الذي يسخر من المكتب بأسلوب يحببه إلى أفراد الجالية العربية ويحسن صورته.

أحمد أحمد هو فنان كوميدي أميركي من أصول مصرية بدأ مشواره مع الكوميديا وعمره 19 عامًا، حيث انتقل إلى مدينة هوليوود وقدم عروضا اعتمدت على النكات السريعة، ثم شارك في عدد من البرامج التلفزيونية مثل «روزان» و«سوينغرز» و«جي إيه جي»،.

كما شارك مع الممثل أشتون كوتشر في تقديم برنامجه الشهير «بانك». وحسبما ما ورد في موقع أحمد على الإنترنت فإنه ولد في حلوان بمصر في 27 يونيو (حزيران) 1970، وهاجر والداه إلى الولايات المتحدة وعمره شهر واحد فقط حيث ترعرع في مدينة ريفرسايد بولاية كاليفورنيا قبل أن يبدأ في هوليوود مهنة التمثيل وممارسة هوايته في الوقوف على خشبة المسرح لتقديم الكوميديا، كما واصل دراسة التمثيل في الأكاديمية الأميركية لفنون الدراما لمدة سنة حيث درس وتدرب على العديد من فنون التمثيل بأيدي مدربين قديرين. وظهر أحمد أحمد في كثير من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية، كما كتبت عنه كبريات الصحف والمجلات الأميركية مثل «وول ستريت جورنال» و«نيوزويك»، وكتب فيلما سينمائيا تحت عنوان «الحج إلى مكة».

أما ماز جبراني فهو من أصول إيرانية ويعرفه الجمهور الأميركي من خلال دوره في المسلسل الكوميدي «فرسان الرخاء»؛ الذي بدأ عرضه أوائل العام الجاري، إضافة إلى دوره في مسلسل LIFE ON A STICK؛ الذي أدى فيه دور مدير لأحد مطاعم الوجبات السريعة يسخر من العاملين لديه.

أما ثالث أعضاء الفرقة، هارون قادر، فمن أصل فلسطيني مولود لأب فلسطيني وأم أميركية من طائفة المورمون، وقد نشأ هارون في منطقة واشنطن العاصمة ثم انتقل إلى هوليود كزميله أحمد في سن 19 عاما، ليحقق ذاته في مجال التمثيل، وشارك ككوميديان في أحد البرامج على قناة «كوميدي سنترال» الأميركية، وحصل على دور صغير في المسلسل التلفزيوني «الدرع».

ويركز الفنانون الثلاثة في جولتهم على النكات التي تسخر من العنصرية الموجهة للعرب والمسلمين والوصف المتكرر لهم بأنهم إرهابيون، فأحمد على سبيل مثال يسخر من إحصائية ذكرت أن جرائم الكراهية ضد المسلمين في أمريكا زادت بنحو ألف ضعف قائلا: «وهذا يعني أننا ما زلنا نحتل المرتبة الرابعة في الكراهية بعد السود والشواذ واليهود؛ ألا يمكننا أن نحتل المركز الأول أبدا؟» ويلقي ماز جبراني العديد من النكات المتعلقة بأصله الإيراني.. «كلما سألني أحدهم أحاول إخفاء كوني إيرانيا؛ فأقول لا لست إيرانيا.. أنا فارسي».

أما هارون قادر فيسخر من نطق معظم الأميركيين الخاطئ لاسم فلسطين قائلا يسألني أغلبهم أين هي بلادك؟ فأقول إننا لا نملك دولة بعد ونعيش في إسرائيل، فيقولون إذن أنت يهودي، وينتهي بي الحال في كلا الحالتين مضروبا». وتمتد سخرية الفريق إلى الإدارة الأمريكية الحالية أيضا، فجبراني يعتبر بوش جزءا من برنامج الكاميرا الخفية، بينما يسخر هارون قادر من وزير الدفاع الأميركي السابق دونالد رامسفيلد، قائلا «لوكان رامسفيلد طبيبا لخرج من غرفة العمليات قائلا الجملة الشهيرة.. لقد ضحينا بالجنين».

وحول اختيارهم لاسم «محور الشر» يقول ماز جبراني لقد اخترنا الاسم لنسخر من المفهوم السياسي الذي يمثله، ولنثبت للجمهور الأميركي أن تصنيف بعض الدول على أنها «شريرة» هو خداع سياسي ليس إلا.

ويختتم أعضاء جولة محور الشر حفلاتهم عادة بالعبارة الساخرة «ولا يزال البحث مستمرا عن كوري شمالي».

وأوضح أحمد أن الثلاثي الذي ظهر لأول مرة تحت اسم «الفرسان العرب» على مسرح مستودع هوليوود للكوميديا في العام 2000 سرعان ما بدل اسمه إلى «فرقة محور الشر الكوميدية» انسجاما مع التسمية التي أطلقها الرئيس بوش على العراق وإيران وكوريا الشمالية.

وقال أحمد مازحا «إننا ما زلنا جادين فعلا في البحث عن كوري شمالي. فنحن بحاجة ماسة إلى شخص كهذا، لكننا على استعداد لضم باكستاني إلينا في هذه المرحلة». والواقع أن الفرقة بتكوينها الحالي تفتقر إلى عنصر عراقي. فجبراني إيراني أميركي، وأحمد جيء به إلى الولايات المتحدة من مصر وعمره شهر واحد، وقادر ولد في أميركا.

ويقول أحمد إنه بدأ العمل الفني الأدائي قبل 15 سنة حين قام بأدوار «إرهابيين وسائقي تاكسي وغيرها من الأدوار المماثلة التي تصور الإنسان العربي بشكل نمطي رخيص».

وقال إنه عندما مل تمثيل تلك الأدوار النمطية وأحبط منها سأل وكيل أعماله عما إذا كان يستطيع أن يخرج «ويقرأ أدوارا لشخص ذي شعر بني فقط». وحفزه جواب وكيله بأنه عالق بهذه الأدوار ما دام اسمه أحمد، على أن يتحول إلى الكوميديا المباشرة أمام الجمهور، وبعد فترة من العمل في خدمة الموائد في المطاعم انضم إلى زميليه الكوميديين الطامحين إلى النجاح جبراني وقادر.

ومر جبراني بنفس الطريق. فهو يقول إنه سبق له أن قام بأدوار الإرهابيين «لكنني توقفت عن قبول القيام بتلك الأدوار، كما توقفت عن قبول تجارب القيام بها».

ويشير أحمد إلى أن الفريق سعى إلى الحصول على الدعم من هوليوود، لكن الجواب الذي تلقاه كان «لا يوجد فيكم ما هو طريف ومضحك أيها الشرق أوسطيون. فمن يريد أن يضحك مع العدو؟».

ولذا فقد انطلقوا بعروضهم بجولات فراحوا يستأجرون المسارح ودور العرض لتقديم عروضهم لجماهير العرب الأميركيين والإيرانيين الأميركيين وذلك من قبيل التدليل على أنه توجد هناك جماهير عرقية. وجاءت إحدى مراحل الفرقة الحاسمة عندما ظهرت في يوليو (تموز) 2006 أمام جمهور من 1800 شخص في مسرح وورنر بواشنطن.

إذ يقول أحمد إنه «لهذا السبب فقط حصلنا على عقد لبرنامج خاص لتلفزيون الكوميديا المركزي». ويضيف أحمد أن المحور الثلاثي اكتسب الآن جمهورا أكبر «وحققنا نقلة هائلة.. 30 ـ 40 في المائة من جمهورنا الآن من البيض.. فشكرا للناس البيض».

ويؤكد أحمد قائلا «نعم نحن نريد أن نعرض فننا للناس من الشرق الأوسط، فنحن نريد أن نعبر عن رأينا وصوتنا، لكننا نريد أيضا أن نصل إلى الأغلبية الأميركية الصامتة. فإذا ضحكت معنا، فأملنا أن تضحك معنا عندئذ بقية العالم». ويختتم أحمد بالقول «إن الضحك عالمي شامل. فهو مثل الغذاء والموسيقى، وكل إنسان يحب أن يضحك». وكان أعضاء الفريق قد شاركوا في المؤتمر السنوي للجنة الأميركية العربية لمكافحة التمييز في واشنطن في 9 يونيو (حزيران) الماضي بمعية الفنان دين عبيد الله كضيف شرف، حيث تعرضوا بأسلوبهم الشيق لبعض المحاذير.

وذكرت «نشرة واشنطن» الصادرة عن الخارجية الأميركية أن مكتب المباحث الفدرالية دفع للفرقة مقابل نشاطها عشرة آلاف دولار كجزء من حملة لتحسين صورته عند الجالية العربية الأميركية، وللترويج لزيادة إقبال المسلمين والناطقين بالعربية على التوظف والخدمة في مكتب التحقيقات الفدرالي الذي يعاني نقصا في هذه الفئة بين موظفيه.

وقد صب الفريق الكوميدي كل انتقاداته الفكاهية اللاذعة ضد مكتب التحقيقات أمام ممثليه وبحضورهم. من ذلك أن أحمد قال «كم يكون مفرحا أن يقف الإنسان أمام الإف بي آي ولا يكون مكبلا بالقيود». ووجه جبراني عدسة آلته للتصوير نحو طاولتين محجوزتين لموظفي مكتب التحقيقات الفدرالي في حركة مقابلة لتصرفات عملاء الإف بي آي قائلا «أريد أخذ صورة لكم فقط».