|
أبو حميد لك المجد وجنة الخلود
نشر بتاريخ: 11/03/2015 ( آخر تحديث: 11/03/2015 الساعة: 20:50 )
كتب : أسامة فلفل
للتاريخ رجال عظماء لا يمكن بالمطلق مهما تعاقبت السنين نسيانهم والشهيد القائد أحمد مفرج "أبو حميد" واحدا من أولئك الرجال الذي استطاع أن يحفروا في ذاكرة التاريخ ملاحم بطولاته وكان بمثابة الأمل للثورة الفلسطينية والحركة الرياضية. فكتابة سيرته النضالية والرياضية ضربا من المستحيل لأن جميع كلمات المدح والثناء والشكر والتقدير تقف عاجزة أمام شجاعة وبطولة ورجولة عنفوان هذا الفدائي الأسمر. حقيقة سوف تشكل سيرته العطرة ومواقفه النضالية والكفاحية مكتبة ضخمة وسوف تستقطب بطولاته اهتمام المؤرخين والقادة العسكريين وسوف تدرس نظرياته النضالية في الأكاديميات العسكرية. لقد كان الشهيد البطل مسيرة عطاء لا تنضب حمل راية المقاومة والنضال والكفاح عن قناعة وإيمان راسخ وقوي ,توحدت المقاومة خلف قيادته الحكيمة ,كان وأثناء حصار بيروت رجل الموقف وقاد الكفاح المسلح بإرادة قوية وعزيمة لا تلين وصمد مع رفاق دربه في صد العدوان وكسر شوكة الاحتلال. بعد الخروج من حصار بيروت عمل على إعادة بناء القوات الفلسطينية على أسس وقواعد عسكرية نظامية في اليمن الشقيق حيث كان يتولى قيادة الساحة اليمنية. شارك في كل معارك الدفاع عن الثورة والقرار الفلسطيني المستقل ,عاش لفلسطين واستشهد من أجل ترابها المقدس ليعبد للمقاومة طريق الحرية والاستقلال وليضئ شموع الشهادة والاستشهاد لأبطال التحرير. وقف بكل الكبرياء والشموخ الفلسطيني مع أبنائه أبطال الأمن الوطني والمقاومين يصدون الاحتلال ويدحرونه في اجتياح مخيم ومدينة خانيونس الباسلة وقرى خزاعة وعبسان والمنطقة الشرقية ليلبي نداء الشهادة والشهداء ويرتقي شهيدا مخضبا بدمائه الطاهرة الزكية ليرسم خارطة الوطن بتاريخ 8/3/2002م ليلتحق بقافلة شهداء فلسطين وانتفاضة الأقصى وشهداء الحركة الرياضية. اليوم عندما نتحدث عن الشهيد القائد أبو حميد معناها الحديث عن العظمة والبطولة في أبرز تجلياتها فهو قائد من الصعب أن يجود الزمن بمثله فهو الأسطورة الخالدة المليئة بالصواب والتحدي. إن سجل الأبطال الخالدين لا يمحى أبدا ولن تطال منه أحرف النسيان ولن يمحى من ذاكرة الشعوب ,كما أن التاريخ المعطر والمطرزة حروفه بالدم الأحمر القاني لا يكتبه إلا الأبطال الذين كانت لهم بصمة في هذه الحياة ومهما تعاقبت السنين على ذكراهم يبقون خالدين. اليوم يقف التاريخ تقديرا لبطولة هذا العملاق الفدائي الأسمر في لجم وصد العدوان الصهيوني وبكل تأكيد سينحني المجد ركوعا أما عظمة وبسالة الشهيد وكبر تضحياته. ستبقى صورة الشهيد وصور كل شهداء فلسطين حاضرة في وجداننا لأن هذه الكوكبة من الشهداء ارتقوا ونالوا وسام الشهادة دفاعا عن الشرف والحق والأرض والقضية والهوية ووحدة وقدسية تراب فلسطين الأبية. وعلى الجانب الآخر كان الشهيد رياضيا فذا بدأ مشواره الرياضي في جمعية التوحيد عام 1956م وبعد إغلاق الأندية عام 1956م انضم إلى رعاية الشباب والتحق بصفوف نادي غزة الرياضي عام 1957م. كان الشهيد لاعبا مميزا في كرة السلة وتنس الطاولة وكرة الطائرة والسباحة, نظرا لكفاءته وموهبته العالية ضم لصفوف منتخب فلسطين لكرة السلة. شارك في الدورة الإفريقية الثالثة مع المنتخب الوطني الفلسطيني بالدار البيضاء بالمغرب عام 1966م وكان من أبرز اللاعبين المميزين. شارك في دورة الصداقة بالجماهيرية العربية الليبية وفي دورة الصداقة الآسيوية في كمبوديا عام 1966م في كرة السلة. عمل مدربا لمنتخب فلسطين لكرة السلة فترة طويلة وشارك في دورة جمعية الشبان المسيحية في مصر. شارك في دورة تدريبية في التربية البدنية والكرة الطائرة في لبنان وبدورة متقدمة في كرة السلة في سوريا عام 1965م. ختاما... تصغر الكلمات أمام عظمة الشهيد وتضحياته فقد اجتمعت في الشهيد كل معاني البطولة والتضحية والفداء وضرب على جبين الشمس أصدق موعد مع الشهادة لتظل تشرق بنور الأمل والحب والعطاء وتعزز من صمود الأمة وتقوي من عزيمتها لتظل فلسطين عزيزة غالية عصية على الانكسار |