|
ليس لعريقات من يفاوضه
نشر بتاريخ: 12/03/2015 ( آخر تحديث: 12/03/2015 الساعة: 11:56 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
بعد حرب الالف يوم ، نشر الروائي الكبير غابرئيل كارسيا ماركيز رواية قصيرة بعنوان ( ليس للكولونيل من يكاتبه ) وهي تمثل حقبة مهمة من حقب الصراع العام والشخصي ، فعلى الصعيد العام مرحلة الحروب وفقدان الانسان لانسانيته ، وعلى الصعيد الشخصي ان هذا الجنرال " الكولونيل " ورغم ما مر عليه من خطوب الزمن الا ان لديه متسع من الوقت ومصدر الهام وقوة من اجل ان يخوض معارك خاصة تتعلق باحلام اولاده والاجيال من بعده .
وفي مقاربة " بعيدة " تبدو رواية ماركيز تشبه روايتنا ، ولكنها ليست حرب الالف يوم وانما حرب المئة عام . وعريقات لا يزال يبحث عمن يفاوضه ، وقد يكون عريقات من اوائل المحللين السياسيين الذين توقعوا ان نتانياهو سوف يتحالف مع هيرتسوغ من اجل تشكيل حكومة ائتلاف قد يطرد منها منافسه المتشدد نفتالي بينيت ، ويصبح حينها هيرتسوغ هو مسؤول ملف المفاوضات مع الفلسطينيين وهو لا يختلف عن تسفي ليفني في شئ من ناحية المبدأ ولكنه اقل مهارة وتجربة ما سيجعل امر المفاوضات مملا و" تافها " مرة اخرى . افيغدور ليبرمان وشاس حزبان انانيان بطنهما " أجرب " ليس لديهما اي مانع ان يبيعا ضميرهما ويتحالفا مع اي حزب يشكل الحكومة ، وسيجدان المسوّغ الاخلاقي لذلك . وفي حال تحالف نتانياهو مع هيرتسوغ وشكلا الحكومة فانهما بذلك سيكونان قطعا الطريق على الكتلة العربية الموحدة التي لن يكون لها اي تأثير على الحكومة الاسرائيلية وقراراتها ، فلا نتانياهو سيتحالف معها ولا هيرتسوغ كذلك ، وبالتالي فان العرب لن يكسبوا سوى انفسهم ووحدتهم ، وبامكانهم منذا الان التفكير في قائمة مطالب " اصلاحية " تحسن ظروف حياة الفلسطينيين داخل الخط الاخضر ويكثّفوا جهودهم النقابية ويخفضوا سقف التوقعات السياسية . من يراقب الانتخابات الاسرائيلية يدرك حجم الخواء الايديولوجي الذي تعيشه الصهيونية ، وانها تعيش عقدة الفناء مرة اخرى ، وبغض النظر عن نتائج الانتخابات ، يبدو نظريا ان السلطة تموت وتموت وتموت ببطء شديد ، في حين من الناحية العملية ، ان الصهيونية ايضا تموت وتموت ولكن بسرعة فاجئتنا نحن . |