وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

دار الفتوى والبحوث الإسلامية تفتي بجواز إقامة صلاة الجمعة في العراء

نشر بتاريخ: 05/09/2007 ( آخر تحديث: 05/09/2007 الساعة: 11:43 )
بيت لحم- معا- أصدرت دار الفتوى والبحوث الإسلامية فتوى شرعية بجواز إقامة صلاة الجمعة في العراء.

وجاء في بيان صادر عن دار الفتوى وصل "معا" نسخة عنه أن أسئلة كثيرة وردت إلى دار الفتوى والبحوث الإسلامية مفادها هل تصح صلاة الجمعة في العراء أو الساحات العامة ؟

فأقول وبالله التوفيق:
صلاة الجمعة من الفروض العينية على من تجب عليه الصلاة من المسلمين إذا تحققت شروط الوجوب وهي البلوغ والعقل والذكورة والصحة والإقامة وهذا محل اتفاق جمهور العلماء.وأما شروط الصحة فلا بد من الإقامة في المصر وهو المدينة أو القرية محل البناء والاستقرار للناس. وكذلك دخول الوقت وهو وقت الظهر والجماعة فلا تنعقد الجمعة بأقل من ثلاثة على تفصيل في المذاهب ومنهم من قال لابد من حضور أربعين لصحة الجمعة ودليلهم قول الله تعالى (فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ)(الجمعة:9). والخطاب للجماعة.

وكذلك الخطبة فلابد من الخطبة لصحة صلاة الجمعة وهي خطبتان قبل الصلاة بشروطهما وأركانهما. أما اشتراط المسجد لإقامة الجمعة فقد اشترطه المالكية وقالوا لابد من أن تقام الجمعة في المسجد.

إلا أن جمهور العلماء قالوا بصحة إقامتها في العراء أو الخلاء قياساً على صلاة العيد التي أقامها النبي صلى الله عليه وسلم في مصلى العيد خارج المسجد وتبعه الخلفاء الراشدون والصحابة رضوان الله عليهم إذ من غايات وأهداف هذه العبادة اجتماع الناس لسماع ذكر الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فالجمعة هي مؤتمر المسلمين الأسبوعي.

كما أن التأصيل لهذه المسألة يعود إلى أمر النبي صلى الله عليه وسلم لمصعب بن عمير بأن يجمّع في الناس في المدينة وكان النبي صلى الله عليه وسلم أرسله قبل الهجرة الشريفة ليعلم أهل المدينة أحكام الإسلام فصلى مصعب بالناس الذين جمعهم أسعد بن زرارة في العراء كما جمّع النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه بعد هجرته في بني سالم بن عوف في مكان اتخذوه للصلاة وهو بطن واد في العراء (الجامع لأحكام القرآن ج18 ص98).

فإذا تحققت شروط وجوب الجمعة وشروط صحتها انعقدت الجمعة في المسجد أو خارج المسجد في الخلاء مع مراعاة تحقيق غايات الجمعة التي من أول أهدافها الاستماع لذكر الله الذي أمرنا الله بالسعي إليه في قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }(الجمعة9).

ولعله من المفيد في هذا المقام أن نذكر المسلمين بأن من خصوصيات هذه الأمة الكريمة أن جعلت لها الأرض مسجداً وطهورا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (وجُعِلتْ لِيَ الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطهُوْرً)رواه الترمذي.
والله يقول الحق وهو الهادي الى سواء السبيل.