وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

رأتْ الموتَ أزرق

نشر بتاريخ: 14/03/2015 ( آخر تحديث: 14/03/2015 الساعة: 19:47 )
رأتْ الموتَ أزرق
الكاتب: عطا الله شاهين
لم تدركْ تلك المرأة الجميلة بأنها على موعد مميتٍ في بحرٍ مجنون وهي تنظرُ إلى ميلانِ القارب على جهته المثقوبةِ ، والتي بدا أنّها متهالكةٌ منذ زمن .. وفي غمرة الرُّعب ترنو نظرتها الأخيرة لجَمَالِ البحرِ وزرقته وتقول : أتريدني أيّها البحر الجميل أنْ تأخذني لتطفئ هيجانك من جسدي الرشيق ، فليكن خُذني ، فلمْ يعُدْ لدي أي طريقة للهروبِ منكَ .. 

لكنْ دعني في البداية أعومُ على مياهكَ الزرقاء لكيْ أُداعبَ زغبَ جسدي التّواق للماءِ الذي دائما كانَ ينقطعُ عنّي مِنْ حقدِ احتلالٍ تركته خلفي يقمعُ شعبي .. سأعومُ لفترةٍ أيّها البحر ومِنْ ثمّ أُحضني برفقٍ وأغرقني في جسدكَ الهائج .. فلربّما سأرتاحُ مِنْ عذابٍ يلاحقني .. 

كُنتُ أُحاولُ الابتعادَ مرغمة عَنْ وطنٍ محاصرٍ بلا اقتصاد بلا حياة وتكثرُ فيه العنوسة والعُنف ضد المرأة ..

ومع اشتدادِ الميلان لقاربٍ مثقوب تستعدُ المرأة للموتِ وتقولُ: أرى الموتَ أزرق فما أجملَ أنْ أرى موتاً يختلفُ عنْ كُلِّ المَيَتات ..

تغوصُ في مياهه وتودعُ الرّياحَ وتتمتمُ وعيناها مفتوحتان وتقول: ما أجملَ الموْت بلونه الأزرق وتغرقُ ورُوحها تخرج مِنَ البحرِ وتهمسُ لذاتها لقدْ رأتْ الموتَ أزرق ..