وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

محطات من دورينا

نشر بتاريخ: 14/03/2015 ( آخر تحديث: 14/03/2015 الساعة: 15:17 )
محطات من دورينا
بقلم : صادق الخضور
كل التمنيات بالتوفيق لمنتخبنا الأولمبي اليوم في مواجهة الأولمبي الجنوب أفريقي، وبانظار أن تضفي الجماهير بزحفها وإسنادها طابعا استثنائيا في المدرجات، فدلالات المباراة تتجاوز الأبعاد الرياضية، ولا تقف عند حدود السياسة.

كلمة حقّ
حديث الأستاذ محمود السقا عن الجماهير، وتواجدها وأعدادها وتوزيعها، تم تحميله فوق ما يحتمل، وفُسّر على غير ما يجب أن يكون، وهذا ليس دفاعا عن الرجل بقدر ما هو انتصار للموضوعية في حدّ ذاتها، ولا يساورني الشك في أن كلماته كانت تستهدف إثارة حمية الجماهير ونقل العدوى الإيجابية من هذا الجمهور إلى ذاك.

يعلم المواكبون لبلاطة ولغيرها من الفرق التي احتج مناصروها على كتابات السقا أنها فرق تحظى بالاحترام والتقدير من السقا قبل غيره من الكتّاب، وظاهرة المقارنة بين جماهير هذا الفريق وذاك موجودة في كل الدوريات، حتى أن المعلقين يذكرون اسم فريق معين ويصفونه تلقائيا بالجماهيري، ومن هنا فإن أيّة محاولة للحديث عن تقسيم جهوي غير دقيقة، فالزميل السقا من الذين يجسدّون في كتاباته مهنية عالية وموضوعية لا يختلف اثنان على مدى وضوحها.

شخصيّا، يؤخذ عليّ أحيانا الانحياز لبلاطة، وهو إعجاب وتقدير للأداء أكثر مما يكون انحيازا، وما بين الانحياز والموضوعية فارق كبير، وبالتالي قد يكون الانحياز مأخذا، لكن الموضوعية نقطة قوّة، وهذه الموضوعية وإن كنت أسعى لترسيخها دوما، فقد تعلمّت الحرص عليها من أساتذة مشهود لهم بها ومنهم السقا وأ.عمر الجعفري، وبدر مكي، والقائمة تطول.

وما دمنا في معرض الحديث عن الجماهير، فإن لكل جمهور طابعه، فلجماهير العميد والغزلان طابع الحضور الكبير، ولجماهير بلاطة العنفوان والوفاء، ولجماهير دورا ويطا الفاعلية، وللثقافي: الوفاء والتجديد، والحرص على توظيف التقنيات والبث، وللهلال جمهوره المتابع، ولسلوان الزحف أنّى ارتحل، وللسيلة الحارثية وطوباس ظاهرة الإسناد في دوري درجات غير المحترفين والمحترفين جزئي.

هذه السمات تجعل لكل جمهور طابعه، لكنها لا تلغي أن معيار الكم يبقى بمعيّة الانضباط هما المعياران الفاصلان في التقييم إعلاميا ومن مؤسسات الفيفا، وحتى من الشركات الخاصة الراغبة في الاستثمار في قطاع الرياضة، ومن هنا، فإن استحضار هذا المعيار والتركيز عليه، والحديث عنه لا يفسد للودّ قضية.

من جديد، وكلمة حق تقال: تم تحميل النص فوق ما يحتمل، وأ. محمود السقا كتب من باب التحفظ على عزوف جماهيري عام بات ظاهرة مقلقة في الموسم الكروي الحالي، ولعلّ تراجع مستويات بعض الفرق وما رافقها من تراجع أعداد جماهيرها يؤكد أن الجماهير تتجاوز مجرّد كونها فاكهة الملاعب، بل هي قوة دافعة ومحركّة.

لقد كان الموضوع عن الجماهير وعزوفها، وتم الاستدلال على ذلك بشواهد، فنسي الكثيرون الموضوع الرئيس، وانطلقوا من تفريعات بسيطة، وبدلا من أن يكون الموضوع سببا محفزّا للبحث في ظاهرة العزوف ومسبباتها وعلاجها تحوّل إلى تأويل مع أن الأمر لم يكن بحاجة إلى كل هذا التهويل!
كل الاحترام لجماهير الفرق جميعها، وكل التقدير للجماهير الوفية، ويكفينا فخرا أن أربعة من جماهير واد النيص أشعلوا المدرجات في لقاء الحد، لكن هذا لا يلغي أننا كنا نطمح بمزيد من الجماهير.

المحترفون جزئي: مفترق طرق
الجولتان القادمتان في المحترفين جزئي، حاسمتان جدّا، سلوان والسموع والجمعية، ثلاثة فرق تبقي على خحظوظها، والدوري يدخل مرحلة الحسم، وبانتظار مباريات قوية، وهذه الفرق الثلاثة تشكّل مثلث الطموح.
جولتان قادمان يجدر فيهما لعب المباريات في توقيت واحد، وحبّذا لو كان هناك بث لبعض مباريات هذه الفرق تقديرا لما قدمته حتى الآن من مردود على مدار جولات الدوري.
سلوان.. السموع.. الجمعية، لكل فريق مقومات نجاح، والفرق الثلاثة تجني ثمار الاستقار الإداري والفني، وكلها تؤكد إن الإدارة المستقرّة الفاعلة تجلب معها النجاح.