نشر بتاريخ: 14/03/2015 ( آخر تحديث: 14/03/2015 الساعة: 22:20 )
غزة- معا - نظم حزب الشعب الفلسطيني والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بمحافظة رفح احتفالا تأبينيا للصحفي الراحل محمد جودة، وذلك اليوم في قاعة المؤتمرات باتحاد لجان المرأة الفلسطينية.
وفي كلمته أكد نافذ غنيم عضو المكتب السياسي لحزب الشعب، على الدور النضالي الذي لعبه جودة في الدفاع عن شعبنا وقضيته الوطنية، مستعرضا تاريخه الوطني إبان الانتفاضة الأولى ونشاطاته في حزب الشعب، وما تعرض له من تعذيب على أيدي قوات الاحتلال عندما القي القبض عليه أثناء المشاركة في احد المواجهات .
وعن صفاته قال غنيم " لقد كان كعادته محبا للجميع، فأحبه كل من عرفة من كافة الفصائل والتوجهات، فلم يفرق بين احد، ولم تتملكه تلك النزعات التي شوهت واقعنا وثقافتنا الآن، فكان انتمائه وطنيا قبل كل شيء، وقد تكللت شخصيته بالنقاء والصفاء والطيبة التي لا تعرف حدود، ليضيف ذلك إلى شخصيته بعدا إنسانيا مميزا " .
وأضاف " منذ رحلت ايها الصديق وحتى اليوم، تضاعفت المخاطر التي يواجهها شعبنا وقضيته الوطنية، وفي مقدمتها ان تكرس واقع الانقسام حتى باتت قوى الشر تعد العدة لترسيم واقع انفصال قطاع غزة لتوجيه ضربة قاتلة للمشروع الوطني بكل أركانه، رحلت ولم تجد الأزمات المعيشية لأبناء شعبنا التي تقوض وتضعف من مقومات صموده حلا، فأزمة الكهرباء في تفاقم، كذلك غاز الطهي، وقد ازداد الفقير فقرا، والمتاجر بدماء ابناء شعبنا ومعاناته صلفا وتغولا، وتعاظم الحصار لتُحاصر النفوس والإرادات، وليجد البعض في ذلك مهربا نحو أجندات طالما مقتها أنت بوعيك الوطني كما أبناء شعبنا المخلصين، لأنها ليست من الأجندات الوطنية بشيء، والى جانب ذلك تضاعف الإحباط والبؤس واليأس وانعدام الأمل، حتى أن الغالبية باتت تفكر بالهجرة خارج الوطن.. كما تصاعدت معدلات الجريمة على كافة المستويات.. إنها مرحلة أُريد لشعبنا الانكسار والاستسلام من خلالها، لكننا بنفسك وبحس كل الشهداء عازمين على الصمود والمقاومة والانتصار ".
من ناحيتها أشادت سميرة عبد العليم القيادية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بمناقب الشهيد واصفة اياه بالشخصية الوحدوية المتميزة، وبحسه الوطني المرهف، مشيرة إلى نشاطه الصحفي المتميز الذي أعطى لتلفزيون فلسطين رونقا خاصا.
وقالت عبد العليم " لن نوفيك حقك مهما تحدثنا عن إنسانيتك وطيبة قلبك وصفاء وجدانك، لكن يكفيك الحب والاحترام الذي تمتعت به من قبل الجميع، والذي جسده التشيع الكبير الذي شارك فيه ألاف الجماهير حيث مثواك الأخير .. رحلت مناضلا مخلصا للوطن ولأبناء شعبك .. رحلت في غفلة لم نكن نتوقعها .. رحلت لتبقى فينا ذكرى طيبة ناصعة البياض كما قلبك وتاريخك ، وستبقى بكل تفاصيلك حاضرا دائما وأبدا".
بدوره تحدث الدكتور تحسين الاسطل نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين، عن تاريخ ودور جوده في العمل الصحفي واصفا إياه بالمثابر، وبالحيادي في نقل الأخبار، وبحبه الكبير للمحافظة التي ينتمي إليها، وما كان له من دور في تغطية الأحداث .
وقال الاسطل " ان الدور الذي لعبه الشهيد محمد في ميدان المعارك لم يكن اقل من دور المقاوم الذي يحمل البندقية، حيث لعب كما رفاقه الصحفيين دورا هاما في توجيه عدسة الكاميرا لفضح جرائم ومجازر الاحتلال الإسرائيلي التي استهدفت شعبنا وأرضنا الفلسطينية .
وفي كلمة تلفزيون فلسطين استعرض لؤي السعدوني مدير قسم الأخبار بفضائية فلسطين، مراحل تطور عمل جودة في التلفزيون، مشيرا إلى شجاعته وحرصه على تأدية واجبه على أكمل وجه، وعلى نقله كافة الأحداث التي كانت تعصف بمحافظة رفح لا سيما وقت الأزمات ،مؤكدا على أن تلفزيون فلسطين خسر كادرا صحفيا مميزا، كما خسر العديد من الصحفيين الذين تركوا فراغا وذكرى جميلة تستحق كل تقدير وعرفان .
وأشاد السعدوني بفاعلية التأبين معتبرا إياها لمسة وفاء للراحل جودة، والتي تؤكد على محبة أهل محافظة رفح له، شاكرا حزب الشعب الفلسطيني والجبهة الشعبية على هذه المبادرة التي وصفها بالطيبة والمباركة .
من ناحيته قدم الطفل كرم ابن الراحل محمد جودة كلمة أشاد بمناقب والده، وشكر القائمين على حفل التأبين الذي اعتبره لفته مشرفة تنصف والده ودوره الوطني والمهني .
وفي نهاية الحفل قدم كل من حزب الشعب والجبهة الشعبية واللجنة الشعبية للاجئين أدرع الوفاء والتقدير لأسرة الصحفي جودة .
وفي ختام الحفل قال عريف الحفل يونس النواجحة القيادي في حزب الشعب "هي لمسة وفاء بادرنا إليها اليوم نحن أصدقاؤك ورفاقك وزملاؤك، تخليدا لذكراك، لأنك الأحب إلى قلوبنا، ولا نستطيع إلا أن نتذكرك دوما في أجمل المواقف وأكثرها إشراقا .
لك منا أيها الحبيب كل الحب والود والتقدير، ولأسرتك الكريمة الصبر والسلوان وطول البقاء، وستبقى خالدا في وجداننا، نعتز بك كما رفقتك الطيبة الصادقة .. دمت حيا ودمت ميتا أيها الإنسان .