وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

بصراحة

نشر بتاريخ: 18/03/2015 ( آخر تحديث: 18/03/2015 الساعة: 15:33 )
بصراحة
بقلم: بدر مكي
مفاجأة سارّة ..
وقّع اللواء جبريل الرجوب رئيس اللجنة الأولمبية واتحاد كرة القدم، اتفاقية رعاية كافة منتخباتنا الوطنية، لجميع الفئات العمرية ذكوراً وإناثاً، وللألعاب الفردية والجماعية مع شركة صينية.

هذا الحدث يعتبر مفاجأة من العيار الثقيل .. وكان خبراً ساراً على كافة الاتحادات الرياضية وليس اتحاد كرة القدم فحسب، حيث أن تكلفة الملابس الرياضية لمنتخباتنا الوطنية تعتبر عالية، وتشكل عبئاً على موازنة أي اتحاد، فما بالكم موازنة اللجنة الأولمبية التي تتحمل الصرف على منتخباتنا جميعاً.

والشركة الصينية بيك ومن خلال لوجو الشهير الخاص بها، ستوفر من اتفاق الرعاية مع اتحاد الكرة واللجنة الاولمبية الزي الرسمي الرياضي، لمنتخب فلسطين في كل المحافل العربية والقارية والأولمبية، بحيث يكون هذا الزي الرسمي هو المعترف به، وسيعرفنا العالم من خلاله، بعد سنين من الاعتماد على أزياء مختلفة لم يكن يعرفنا العالم من خلالها إلا النذر اليسير.

قلت مفاجأة.. لأن الأمر كان يجري بعد مفاوضات مع الشركة الراعية، التي ستقوم أيضاً بتوفير الزي وقميص المنتخبات في الأسواق بسعر التكلفة، ولكن بالنسبة لاتحاد الكرة والأولمبية ستكون رعاية شاملة، ويسجل الاتفاق بالفعل انجازاً لصالح الرياضة الفلسطينية بامتياز.

والكل يعلم خروقات الاحتلال المتواصلة بحق رياضتنا ومن ضمنها إجراءاته بإعاقة وصول تجهيزاتنا الرياضية، بما فيها الملابس الرياضية لمنتخباتنا، وهذه الشركة العملاقة الصينية سيكون معها اتفاقية شراكة لأنها تؤمن بالعلاقة الوطيدة التي تربط الصين مع الشعب الفلسطيني، وكذلك يقدر شعبنا كما قال اللواء الرجوب عظمة المبادرة التي يقوم بها الأصدقاء الصينيين، وسيكون لتلك المبادرة صدى واسعاً وخاصة بمكانة فلسطين بين أقرانها في العالم، وكذا أهمية رياضتنا في المشروع الوطني وكذلك في المعركة التي نخوضها ضد الاحتلال.

ولذا كان لقاء الشركة الراعية مع وفد الفيفا الذي جاء من أجل تطوير الكرة في فلسطين، كان لقاء يؤكد اهتمام الفيفا والشركة معاً بكرة القدم الفلسطينية، وضرورة بذل كل الجهود الممكنة لمساعدة فلسطين في النهوض والتطور، واسناد الحراك الرياضي الذي تشهده أراضي السلطة الوطنية منذ سنوات.
سنشهد في الفترة المقبلة أهمية الاتفاقية التي تمتد لسنتين، ونحن على يقين أن مثل هكذا مبادرات تعزز ثقتنا بالقطاع الرياضي، الذي أصبح يحلق بفضاءات أبعد من حدود الوطن، وأصبح له سمعة طيبة بفضل إخلاص الرجال الذين يقودون المسيرة بلا كلل، ويصنعون تاريخاً لبلادهم.

الانتصار للسلوك القويم
ناقش اتحاد كرة القدم مشاركة منتخبنا في نهائيات آسيا، واتسمت الجلسة بالمصارحة وقادها باقتدار اللواء الرجوب، الذي تواجد في المحفل الآسيوي مع عناصر المنتخب.
أكد الرجوب على أهمية سلوك اللاعب في هكذا محافل كونه سفيراً لبلده، وانتصر كعادته للقيم والأخلاق في تمثيل الوطن .. وقالها في مؤتمر صحفي بعيد العودة من سيدني: "لا مكان لأزعر أو مدخن أو ثرثار أو أناني في كتيبة الفدائي.

ووضع اللواء الرجوب النقاط على الحروف في شأن جميع اللاعبين، وكان من بينهم من قدم ما عليه من استحقاق لبلده وخاصة على صعيد السلوك والأخلاق وكان عنواناً للمشاركة التي انتظرناها طويلاً، ولم يسعَ اللواء لجلد المنتخب بُعيد عودته، ولكن المشاركة بحد ذاتها .. هي ما كنا نصبو إليه ..والتركيز فقط على تلك المشاركة وليس النتائج .. لأن النتائج ستأتي لاحقاً كونها المشاركة الأولى.

كان اللواء الرجوب صارماً في شأن أولئك اللاعبين الذي خرجوا عن النص وابتعدوا عن مكارم الأخلاق .. لأنه قدم لهم الشيء الكثير، وكان دائماً يقدم اللاعب على الآخرين، ولأنه كان يؤمن بقيمة الانسان الفلسطيني، فما بالكم إذا كان لاعباً يمثّل بلده .. لقد شعرت أن أولئك اللاعبين قد خذلوه .. وهو لم يقصّر مع أي منهم، وكما يقول .. "الحساب في العقاب"، وعلى كل من قصر وتخاذل بطرق مختلفة ( الزعرنة-الانانية-التدخين- التهاون) عليه أن ينال جزاءه ... وهكذا ما سيكون في قادم الأيام .. والمقصود بالطبع .. بعد تحويل ملفاتهم للجنة الانضباط .. التي ستقول كلمتها .. وأجزم أنّ تلك العقوبات يجب أن تطال هؤلاء حتى مع أنديتهم، بحيث يكون الطرد والشطب عقاباً لهم من المنظومة الرياضية برمتها.

الوضع الطبيعي .. لسلوان
أسابيع قليلة تفصلنا وعودة سلوان إلى وضعه الطبيعي، متصدر بطولة الاحتراف الجزئي صاحب القميص المقدس سلوان بفارق ثلاث نقاط عن أقرب مطارديه، والذي لم يخسر أي مباراة وتعلم من درس الموسم الماضي وخطط جيداً لصعوده إلى دوري المحترفين.
صدوقوني .. وجود سلوان في بطولة الأضواء هو الوضع الطبيعي لسلوان، الذي يحتفل بيوبيله الذهبي هذه الأيام .. وأرجو أن ينتهي الدوري وقد عاد سلوان صاحب القاعدة الجماهيرية في القدس والضفة وغزة ليتحفنا ويمتعنا بادائه وأخلاق لاعبيه.

في تلك البلدة التي تعاني ظروفاً قاسية جراء ممارسات الاحتلال اليومية، تنتصر إرادة الفلسطيني هناك، وتألقهم في الميدان الرياضي خير شاهد على ذلك، ففي سلوان يكبر الأطفال على وقع المداهمات الليلية والاعتقالات ومصادرة البيوت .. ولكن الإرادة لا تلين أمام الطارئين على هذه الأرض ..وهم في رباط إلى يوم الدين.

تحية لسلوان وأبنائها .. وأرجو أن يجتاز الأمتار الأخيرة للتربّع على عرش الاحتراف الجزئي .. وسط منافسة شرسة لأبطال السموع وجمعية الشبان المسلمين في الخليل.. وأمنيات التوفيق أيضاً لكليهما في البطولة .. التي أفرزت وجوهاً جديدة لكافة منتخباتنا الوطنية.